CRI Online

جمال الأرض الحمراء في يوننان جنوب غربي الصين

cri       (GMT+08:00) 2015-11-27 08:41:58


تبدأ مناطق شمالي الصين في دخول موسم الشتاء في شهر نوفمبر، حيث تنخفض درجة الحرارة حتى تصل إلى درجة التجمد، بينما تتمتع المقاطعات الجنوبية في الصين بمناخ أكثر اعتدالا يجعلها تحتفظ بألوان مواسم الدفء.

تضم المنطقة شبه الاستوائية في يوننان أراضي حمراء رائعة. ويقول المسافرون إن أكثر مناظر الأرض الحمراء إثارة هي الواقعة في حي دونغتشوان، بشمال شرقي مدينة كونمينغ، حاضرة مقاطعة يوننان. ويقولون إن تلك الأرض تتميز بجمال خارق، حيث تنبثق الصبغة الحمراء الملتهبة للتربة من غناها بالحديد الذي خضع ببطء لعوامل الأكسدة في المناخ الحار والرطب.

يبعد حي دونغتشوان نحو 250 كم عن وسط مدينة كونمينغ، وتنتثر هناك حقول من البطاطا، الحنطة السوداء، القمح والذرة. هذه المحاصيل التي تزرع بالتناوب، تشكل باقة من الألوان، تصبح أكثر إثارة تحت وهج شروق الشمس أو بعد زخة من المطر، مبدعة لوحة فنية رائعة.

ويرجع الفضل في شهرة حي دونغتشوان، إلى مصور رصد خلال تحليقه فوق المنطقة بقع الأرض الحمراء المنقوشة أسفله. وقد سافر إلى دونغتشوان لالتقاط الصور، والتي انتشر كثير منها بسرعة فائقة فعرفها الناس في أنحاء البلاد، وصارت هذه المنطقة المجهولة معروفة للقاصي والداني في الصين.

إن شهر نوفمبر هو الوقت المثالي الذي تهب فيه الطبيعة دونعتشوان الازدهار الكامل، كما أن مناظر الخريف الخلابة خلال هذا الشهر مدهشة.

ويصادف نوفمبر، آخر موسم للبذر في السنة، حيث تكون الحقول قد جهزت للحرث، ويبدو عدد لا يحصى من الأخاديد مثل الشرائط القرمزية تزين التضاريس الجبلية.

تعج الكثير من الأراضي بمحاصيل متنوعة في مراحل مختلفة من النمو، فالشعير والقمح يتدافعان للظهور عبر الأرض، بينما تكون البطاطا قد ازدهرت بالفعل، فيما تزاحم النباتات البرية المزروعات الأخرى من أجل الحصول على مكان في الحقول، لتضيف زخرفة مرتجلة لثروة اللون الذي تمتد إلى خارج المنطقة على شكل كتل متناظرة. هذا هو المشهد الأرضي، ورافقته سماء زرقاء ناصعة، تخللتها سحب بيضاء غائمة من دون هدف.

 أصالة المشهد كانت شيئا مختلفا عاصر تغيرات كثيرة عاشتها الصين عبر الأيام والدهور، فإن مزيج الألوان هذا، يصعب على أعظم وأروع الرسامين إبداعه أو خلقه، والسبيل الوحيد لفهم سحر هذا النوع من الجمال الطبيعي هو أن تراه بعينيك، وليست هناك حاجة للبحث عن مواقع محددة هناك، فأينما ذهبت ونظرت، وجدت الجمال الطبيعي الجدير بالتصوير.

إلى جانب الوقوع في حب المناظر الساحرة في دونغتشوان، ستشعر أيضا بكرم ضيافة ومحبة أهل الأرض الحمراء. فالسكان المحليون هناك يعيشون حياة الزراعة التقليدية. فأينما يمر المسافرون، فإنهم يُقابلون بنظرات الود والمحبة، وابتسامة الضيافة.

وخلال التجول في الشوارع، يمكن الحرص على إبقاء بطونكم مملوءة تماماً بالأطعمة المحلية اللذيذة، وخلت محافظكم من النقود بسبب التسوق وشراء الهدايا التذكارية.

يكسب السكان المحليون المال كثيرا والفضل في ذلك يعود إلى تلك التربة الخصبة. إنهم لا يعتمدون على كسب المال من قبل السياح، فالأموال التي يكسبونها من خلال السياحة تعتبر دخلا جانبيا.

رغم ذلك، لا يمكن إنكار أن تنمية أعمال السياحة ساعدت في هذه المنطقة في ازدهار الأعمال التجارية المحلية، حيث يبدو أن كل أسرة تقريبا تدير متجرا أو دار ضيافة أو مطعما.

السيد تشانغ، صاحب دار ضيافة هناك وعمره أكثر من الخمسين سنة، قال إنه يحب الدردشة مع الضيوف، وإن عائلته تزرع حقلا وتربي 17 رأس ماشية وماعز. قال إن عائلته تعيش حياة هادئة وسعيدة، مثل بقية المزارعين المحليين الآخرين.

لا تقتصر حدود الأرض الحمراء على مدخل منزل بيت السيد تشانغ، وإنما تمتزج بأدوات حقله، تبدو مرتبطة برباط وثيق مع الأرض، وهو شيء يفتقده سكان المدن.

ليس شهر نوفمبر ذروة موسم النشاط السياحي، ومع ذلك، ما زال كثير من السياح والمصورين يقيمون في دار الضيافة لسيد تشانغ. جاء العديد منهم مع عائلته أو أصدقائه، ومكثوا في الغرف السياحية في الطابق الثاني للمبنى، والتي توفر التمتع بمشاهدة المناظر الرائعة للحقول المحيطة بها.

يغادر المصورون دار الضيافة عادة في الصباح الباكر، ويعودون بعد غروب الشمس، من أجل الحصول على أفضل فترة إضاءة خلال النهار. أما في وقت العشاء، فيجلسون معا لتبادل الأفكار حول التصوير الفوتوغرافي.

يأتي الناس إلى دونغتشوان لأسباب مختلفة، لكن الدافع الأكثر شيوعا هو رغبتهم في التمتع بألوان الربيع في فصل الشتاء الذي يتغلغل محكما قبضته الباردة في جميع أنحاء البلاد. وبعد زيارتهم هذا المكان الاستثنائي، المفعم بالألوان في ريف يوننان، لن يعودوا بخفي حنين.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي