CRI Online

الأفلام الصينية تتطلع نحو الخارج

cri       (GMT+08:00) 2016-01-21 14:17:40


شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد الصينيين الذين يشاهدون الأفلام الصينية، فأضحت الصين ثاني أكبر سوق في العالم لمبيعات تذاكر الأفلام. في الفترة من يناير حتى نهاية سبتمبر عام 2015، وصل إجمالي مبيعات تذاكر الأفلام الصينية تسعة وعشرين مليارا وسبعمائة مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 6.4 يوان)، بزيادة قدرها 48.5% مقارنة مع نفس الفترة في سنة 2014.

بالمقارنة مع سوق الأفلام المزدهرة داخل الصين، لم تحقق الأفلام الصينية نتائج مرضية في الأسواق الخارجية. ويتفق النقاد على أن الأفلام الصينية لن تستطيع تحقيق إنجازات حقيقية إلا بالخروج إلى العالم.

قال البروفيسور هوانغ هوي لين، الأستاذ بمعهد إعلام الثقافة الصينية في جامعة بكين للمعلمين: "تعد الأفلام جزءاً من القوة الناعمة للصين، إذ أنها تحمل الصورة الوطنية والثقافة والأخلاق وغيرها من العوامل الروحية. ومن ثم فإن تحقيق نسبة تسويق عالية في الخارج موضوع هام يجب على صناعة السينما الصينية أن تهتم به."

وفقا للبيانات الواردة في ((الكتاب الأزرق للثقافة الصينية)) الصادر عن الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، فإنه في عام 2014 بلغ حجم مبيعات تذاكر الأفلام الصينية داخل الصين 16 مليارا و155 مليون يوان، مقابل مليار و87 مليونا فقط في الخارج، في حين بلغ حجم مبيعات تذاكر الأفلام الأمريكية 10.3مليار دولار داخل الولايات المتحدة الأمريكية، و14.6 مليار دولار في الأسواق الأجنبية. لازالت هناك فجوة كبيرة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية في مجال عولمة الأفلام.

وقال البروفيسور هاو تشانغ، الأستاذ بمعهد السينما في بكين: "مع ارتفاع قوة الصين الشاملة، يتزايد عدد الأجانب الذين يرغبون في التعرف على الثقافة الصينية، وهي رغبة نابعة من الافتقار للمعارف حول الصين التي يرونها غامضة وسحرية. حاليا، تُظهر لهم الأفلام بعض الظواهر السطحية لثقافتنا فقط، مثل الكونغ فو أو التقاليد الشعبية. ولكن، مع زيادة المنافسة في الأسواق الخارجية، علينا أن نبحث عن محتويات وموضوعات جديدة تجذب المشاهدين الأجانب."

يرى تشو يو تشينغ، الناقد السينمائي، أن الأفلام الصينية ينبغي أن تهتم بطريق سرد الحكايات. وقال إن الفيلم الكوميدي ((تائه في تايلاند)) مثال ناجح في هذا المجال. وعلى الأفلام الصينية أن تستخدم "التعبير العالمي للقصص الصينية"، وتجمع بين الأسلوب العالمي والخصائص الوطنية.

وقال لي يي تشنغ، عميد كلية السينما والدراما في جامعة جياوتونغ بشانغهاي: "أعتقد أن الترجمة مشكلة تحول دون تطور الأفلام الصينية إلى العالمية. في السابق، كانت أفلام الكونغ فو شائعة في الخارج، لأن كلام الممثلين في هذه الأفلام قليل نسبيا، ومن ثم يكون تأثير الترجمة أقل إلى حد كبير." وحسب دراسة أجرتها جامعة بكين للمعلمين، فإن الأفلام الصينية تفتقر إلى الترجمة الإنجليزية العالية الجودة، وتفتقر إلى الترجمة باللغات الأخرى أيضا".

بالمقارنة مع الأفلام الصينية الإنتاج بالكامل، تعتبر الأفلام المشتركة الإنتاج أحسن حالا، مثل فيلم ((الذئب الأخير))، المستوحى من كتاب ((طوطم الذئب))، والذي يُعرض في فرنسا. ترى يا دينغ، رئيسة جمعية التبادل الصينية- الفرنسية، أن الإنتاج المشترك للأفلام هو الاتجاه الرئيسي للتعاون بين الصين والدول الأخرى في مجال الأفلام في المستقبل.

وقالت سون شياو شياو، المخرجة العامة لمهرجان الأفلام الشرقية في بريطانيا، إن التفاهم والاحترام المتبادل شروط أساسي لا غنى عنها للتعاون في الإنتاج المشترك للأفلام. لكل دولة أسلوبها الخاص في إنتاج الأفلام وطريقتها الفريدة في التعبير عن القصص. عندما نتعاون مع أطراف أجنبية، علينا أن نحترم ثقافتهم ونتعاون معهم بصبر ودقة. في السنوات الأخيرة، تحظى الأفلام المشتركة الإنتاج من الصين وكوريا الجنوبية بإقبال واسع، مثل فيلم ((الجدة الآنسة)) وفيلم (دعوة زفاف)).

يرى تشو تيه دونغ، رئيس شركة الاتحاد الجديد للأفلام في بكين، أن الأفلام الصينية لابد أن ترتقي بجودتها من حيث الحبكة والصورة والتقنية. وقال: "علينا تحسين الأسلوب التجاري للتسويق في الخارج. على صناعة الأفلام الصينية أن تجد سياسات التسويق المناسبة وتوسع قنوات التوزيع. هذه الأعمال تحتاج إلى أكفاء متخصصين في هذا المجال، فعلى الصين أن تركز على إعداد وإدخال الأكفاء وخلق ظروف ملائمة لهم. لكي ننتج أفلاما تلقى رواجا، على الجانب الصيني أن يتعاون مع أطراف أجنبية، وعلى الأفلام الصينية أن تتجه إلى الأسواق الخارجية، وتستغل الثروات الصينية والعالمية، لتحقيق التطور الحقيقي."

من أجل دفع تطور الأفلام الصينية في الخارج، يعمل الرأسمال الصيني على شراء شركات أفلام عالمية. فقد اشترت مجموعة واندا في داليان مسارح AMC الأمريكية، وهي ثاني أكبر شركة لإدارة المسارح في الولايات المتحدة الأمريكية حاليا. وفي عام 2014، اشترت مجموعة الإخوة هوايي للإعلام شركة GDC للعرض الرقمي الأمريكية. ويرى المحللون أن هذا الاتجاه سوف يسرع في تطوير الأفلام الصينية نحو الأسواق الخارجية.

تلعب وسائط الإعلام الإلكترونية والتلفزيونية دورا في دفع تطور الأفلام الصينية في الخارج. أصبحت شبكة الإنترنت وسيلة هامة للتسويق في عصر وسائل الإعلام الجديدة، وعلى الصين حشد ثرواتها على شبكة الإنترنت ونشر المزيد من المعلومات على المواقع الرئيسية الأجنبية للأفلام. وفي الوقت نفسه، تعمل قناة الأفلام لمحطة التلفزيون الصينية المركزية CCTV على فتح قنوات لعرض الأفلام الصينية في الدول الأوروبية والأمريكية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي