CRI Online

الشارع الثقافي المشهور في مدينة بكين: شارع ليو لي تشانغ الثقافي

cri       (GMT+08:00) 2016-02-18 15:31:16


بدأ شارع ليو لي تشانغ يمارس بيع الخطوط والرسومات والخزفيات الصينية منذ عهد أسرة تشينغ الملكية، حيث توجد مكتبة وطنية، ويسمى هذا الشارع بشارع الثقافة نظرا إلى أن أكبر ما يميزه هو المضامين الثقافية المتينة. إن هذا الشارع موجود منذ أحير من 80 عاما ، كانت تباع عليه المنحوتات الحجرية.

نشأ شارع ليو لي تشانغ في القرن 17 في عهد أسرة تشينغ الملكية، وهو شارع ثقافي مشهور في بكين. اليوم، توجد العديد من المحلات التجارية الكبيرة والصغيرة التي تمارس تجارة الرسومات والخطوط التقليدية الصينية. ويعتبر السيد فون من أقدم الموظفين في محل "تسيو ون".

عند التحدث عن الزجاج الملون، فلا بد من أن يخطر في البال اللون الذهبي. وفي أسرة يوان الملكية في القرن الـ13، كانت توجد العديد من أفران ومصانع لإنتاج الزجاج الملون، فالزجاج الذهبي الذي يغطي سقوف القصور الإمبراطورية والذي نرى اليوم، معظمه تم إنتاجه في شارع ليو لي تشانغ. وحتى أسرة مينغ الملكية في القرن الـ14، ومن أجل إعادة بناء مدينة بكين، يحتاج إلى كمية كبيرة من الزجاج الملون، فتوسعت أحجام أفران ومصانع إنتاج الزجاج الملون، حيث كان الدخان الثقيل متصاعدا إلى السماء وبالإمكان رؤيته من مكان بعيد.

وفي القرن الـ18، أصبح إلامبراطور تشيان لونغ من أسرة تشينغ الملكية يتمتع بالمناظر الطبيعية الجميلة ببكين، وذات يوم، لاحظ أن الدخان الأسود يتصاعد من جهة شارع ليو لي تشانغ، فأمر بنقل الأفران والمصانع إلى مكان آخر. ومنذ ذلك الحين، لم يعد شارع ليو لي تشانغ ينتج الزجاج الملون، لكنه ما زال يحافظ على اسمه الأصلي.

إذن لماذا أصبح شارع ليو لي تشانغ مكانا لبيع التحف وقلم الحبر؟ قيل إنه وفي عهد أسرة تشينغ الملكية، أنشأت مكاتب تمثيلية من مختلف أنحاء البلاد حول شارع ليو لي تشانغ، وعلاوة على ذلك، اجتمع الطلاب الذين شاركوا في الامتحانات الإمبراطورية في هذه المنطقة أيضا، فأصبح شارع ليو لي تشانغ مكانا يشتري منه الطلاب فرشاة الحبر والأوراق، ففتحت المحالات التجارية الخاصة لبيع الخطوط والرسومات التقليدية هنا، بما فيها محل "ون تسوي" الذي يزوره الزبائن من مختلف الأوساط الاجتماعية. وفي هذا المحل، التقينا بالسيد لي.

السيد لي هو مختص في الطب الصيني، يبلغ من العمر 81 عاما، وأخبرنا أن الخطوط الصينية شأنها شأن الطب الصيني التقليدي تعد خلاصة ثقافة ألأمة الصينية، وإن الأشياء الممتازة لن تنسحب من مسرح التاريخ.

إذا قلنا إن اللون الذهبي هو لون أصلي لشارع ليو لي تشانغ، فبعد مرور الأيام وتغيرات التاريخ، يتميز شارع ليو لي تشانغ اليوم باللونين الأبيض والأسود مثل لوحة كبيرة من الرسوم الصينية، الأمر الذي جعل السياح الصينيين والأجانب يتوافدون إليه.

جوو قدم إلى بكين من الولايات المتحدة، وقد عمل هنا لسنوات عديدة. في نهاية كل أسبوع، يزور جو شارع ليو لي تشانغ. إنه يأتي هذه المرة خصيصا لاختيار هدية لزملائه بمناسبة العيد.

وقال لمراسل إذاعة الصين الدولية إن هذا الشارع ممتاز وتقليدي، وليس هناك الكثير من الشوارع في بكين تتشابه معه. لأن الأماكن الأخرى قد أصبحت مزدحمة بالبنايات الشاهقة، وتتوفر جميع الأشياء التقليدية مثل ورق شيوان والحبر وفرشاة الكتابة الصينية وغيرها في شارع ليو لي تشانغ. وبالنسبة له، فإن هذا الشارع ليس مجرد موقع سياحي، لأن الناس يمكن أن يجدوا ما يريدونه في هذا المكان.

يمكن القول إن الثقافة الممتازة لا حدود لها، وتعتبر روح أية أمة إذ أنها تمتزج بدمائها.

أتى شياو تشاي من تايوان، ويتعلم حاليا اللغة الصينية في جامعة تونغجى بشانغهاى. رغم أنه شاب، إلا أنه يكن مشاعر مميزة إزاء الخطوط الصينية التقليدية التي تستخدم الفرشاة والحبر كأدوات كتابة.

وقال شياو تشاي إنه خلال مرحلة الطفولة، كانت يتدرب مع زملائه على كتابة الخطوط الصينية التقليدية كل أسبوع، ولكن قد تم إلغاء هذا النوع من الدروس، ولم يعد بإمكانه التدريب على كتابة الخطوط الصينية في قسم اللغة الصينية في الجامعة باستثناء قسم الفنون الجميلة، معتقدا أن هذا الأمر مؤسف للغاية."

في الصين، يحاول الصينيون تمديد ووراثة الثقافة الصينية بطريقتهم سواء كانوا كبارا أو صغارا، هذا هو السبب الذي جعل شارع ليو لي تشانغ يتطور باستمرار وقال شياو تشاي إنه لا يحب الخطوط الصينية فحسب، بل يكن مشاعر مميزة لكل زقاق الشوارع كلها وأردف قائلا:

"هذا الشارع والشوارع المجاورة له تم حفظها بصورة كاملة، إنني ما زلت أتذكر أني كنت أتمشى من بوابة تشيان مون إلى شارع ليو لي تشانغ في المرة الأولى التي زرت فيها هذه المنطقة. وخلال ساعتين أو ثلاث ساعات من الرحلة، شاهدت الكثير من الأشياء التي أثارت إعجابي الشديد، إنه أمر لطيف".

ومن خيالنا أن العيش في هذا الشارع القديم التقليدي يكون أمرا لطيفا وممتعا. التقينا بالسيدة تشانغ التي كانت تتجول في شارع ليو لي تشانغ. وقالت لنا إن هذا الشارع مفعم بذكريات طفولتها.

"أشعر بأن هذا الشارع مفعم بالخصائص التقليدية، والعلاقات بين الناس ودية ولطيفة، وتباع التحف والرسومات والخطوط التقليدية في هذا الشارع بشكل رئيسي، وفي ذهني، لم يكن الشارع منبسطا إلى هذا الحد، ووضعه الحالي ممتاز للغاية."

وأضافت السيدة تشانغ أنه لا يمكن التحدث بصوت عال في هذا الشارع المفعم بالنكهة الثقافية. فلا داعي للعجب أن الكثير من أولياء الأمور يفضلون إحضار أولادهم إلى هنا للتمتع بالجو الثقافي.

يقع محل رونغ باو تشاي للرسوم عند رقم 19 من شارع ليو لي تشانغ الغربي بحي شيوان وو في مدينة بكين، ويشتهر بفنونه الساحرة للطباعة المائية بالخشب المحفور. كانت فنون الطباعة الصينية القديمة مصدرا لفنون الطباعة المائية بالخشب المحفور لمحل رونغ باو تشاي.

وقبل الطباعة، يعد الحرفيون عدة لوحات خشبية لتقليد مختلف أجزاء الرسم الأصلي حسب أشكال وألوان الخط باستخدام الحفر الغائر والنافر، ثم يرتبون اللوحات المحفورة ويطبعون الرسم الأصلي باستخدام اللوحات المتراكمة حسب ظلال الألوان.

وإن الطباعة المائية بالخشب المحفور، فن يدوي يحتوي على خطوات قو (تقسيم اللوحات)، كه (حفر اللوحات)، ين (الطباعة) وغيرها من الخطوات الأساسية، إضافة إلى النحت والانتقاء والنفض والنسخ وغيرها من المهارات المميزة، ويستخدم القلم والسكين والفرشاة وأصباغ الرسم الصيني التقليدي والماء كأدوات أساسية، لطلب استرداد اشكال الفن، القلم والحبر، الروعة من الرسم والخط التقليدي.

حسب الوثائق التاريخية، ظهرت الطباعة المحفورة الصينية في عهد أسرة سوي الملكية. وفي عام 1896 ميلادي، وظف محل رونغ باو تشاي العديد من الحرفيين البارعين في النحت والطباعة، ثم طبعت كمية كبيرة من أوراق القصائد والرسائل الجميلة الدقيقة.

وفي فترة الجمهورية الصينية، أعاد المحل إصدار ((سجل أوراق شي تشو تشاي)) مما جعل فنون الطباعة الملونة المتراكمة تتطور كثيرا. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، أصبح محل رونغ باو تشاي الذي استطاع قبل ذلك الوقت طباعة الأوراق الصغيرة فقط، أصبح قادرا على طباعة ((رسم الحصان الراكض)) و((رسم الخادمة الشابة)) و((رسم الغناء)) وغيرها من الأعمال الفنية الكبيرة باستخدام فنون الطباعة المائية بالخشب المحفور، الأمر الذي يرمز إلى ذروة فنون الطباعة المحفورة.

ورثت فنون الطباعة المائية بالخشب المحفور لمحل رونغ باو تشاي جوهر فنون الطباعة المحفورة الصينية التقليدية، وتتصف بقيمة فنية عالية، لذا فمن اللازم أن تلقى حماية فعاله يتم توريثها جيلا بعد جيل.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي