CRI Online

الوريث لفن صنع آلة لوشنغ الموسيقية لقومية مياو موه يان شيويه

cri       (GMT+08:00) 2016-02-25 14:26:07


تقع قرية بايكا، التي يقطنها أبناء قومية مياو، في تلال مقاطعة قويتشو في جنوب غربي الصين، ويشتهر أبناء قويتشو بإنتاج آلة لوشنغ الموسيقية، التي تصنع من أعواد الخيزران. يوجد في القرية، نحو مائة مصنع لهذه الآلة منذ أكثر من خمسة أجيال.

موه يان شيويه، البالغ من العمر أربعا وستين سنة، أحد أبناء بايكا الماهرين في صناعة لوشنغ. في السابعة عشرة من عمره، بدأ يتعلم من والده أصول هذه الصناعة التي مازال يمارسها حتى الآن. خلال السنوات الطويلة المنصرمة، كان السيد موه حريصا على تطوير وصقل مهاراته وتطوير تصاميم جديدة لهذه الآلة، بحيث تصدر أصوات نغمات ذات نوعية أفضل ومدى أوسع. وبفضل إنجازاته الكبيرة، تم اختياره في عام 2007 ضمن أول مجموعة من ورثة التراث الثقافي المعنوي وحمايته على مستوى البلاد.

آلة لوشنغ الموسيقية تنتشر بين أبناء الأقليات القومية، مثل مياو وياو ودونغ في جنوب غربي الصين. يكنّ أبناء قومية مياو مشاعر خاصة تجاه هذه الآلة وأنغامها التي لا تنفصل عن حياتهم. فهي تُعزف خلال اللقاءات الودية وفي مناسبات الزفاف والأفراح والأعياد والنشاطات الكبيرة الأخرى في حياتهم. وهي أيضا أداة تاريخية تم تناقلها وتوارثها جيلا بعد جيل عبر الموسيقى والغناء. ولهذا السبب، يحرص كل فرد تقريبا من أبناء هذه القومية على حمل آلة لوشنغ.

من أوقات السمر خلال الشتاء إلى أعمال القرية تتميز قرية بايكا بالمنازل لبنية اللون المبنية على "ركائز" قوية، والمنتشرة على سفوح التلال ويمر من تحتها نهر رقراق فوقه جسر يربط بين أرجائها. وتتهادى نغمات مزامير لوشنغ طوال اليوم في أنحاء القرية، من عازفٍ يتمتع بيومه أو صانع يسعى لضبط الآلة وإيقاعاتها.

يقع المنزل الخشبي الجديد للسيد موه في مدخل القرية. وفي باحة المنزل، يدير ورشة يساعده فيها ولداه. آلة لوشنغ التي تصنع في بايكا نوعان، الأول هو ما يقدم هدايا تذكارية للسياح، والثاني يستخدم في العزف خلال العروض المتخصصة. وتركز ورشة موه أساسا على صنع النوع الثاني.

وقال السيد موه إنه خلال السنوات الماضية لم تكن عائدات من صناعة هذه الآلة تلبي الاحتياجات المعيشية لأي فرد في بايكا. وكان معظم زبائن هذه الآلة من الفلاحين المحليين الذين يشترونها للعزف عليها خلال الأعياد ومواسم الفراغ الزراعي. وكان الطلب على لوشنغ قليلا ولذلك فإن العائد قليل ولا يكفي لسد الرمق.

لكن الوضع قد تغير، فقد زاد الدخل وصار لدي السكان المحليين مزيد من الأسباب للراحة والترفيه، ورافق ذلك زيادة اهتمام عشاق الموسيقى في الصين بالآلات الموسيقية للأقليات القومية. توسع الطلب على آلة لوشنغ من داخل الصين، بل ومن خارجها، فأجر السيد مو حقله الزراعي لغيره وكرس نفسه هو وعائلته لصناعة هذه الآلة الموسيقية.

وكما هو الحال مع كافة أدوات التراث الثقافي، فإن صناعة لوشنغ تحتاج إلى وقت طويل. ويرى موه أن عملية صنع آلة لوشنغ تتطلب أكثر من ستين خطوة، أكثرها جهدا هو تنعيم عود الخيزران المجوف، وأهمها من الناحية التقنية صنع لسان المزمار. يتولى ولداه وزوجة أحد أبنائه مهمة إعداد أعواد الخيزران وأنبوب النفخ، بينما يتولى موه المهمة الأساسية وهي صنع لسان المزمار وضبط نغماته، لتخرج نغماتها بأفضل صورة ممكنة.


1 2
أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي