CRI Online

الصين تكافح الفقر بتغيير الثقافة

cri       (GMT+08:00) 2017-04-24 15:15:14

الرحمن: مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم! طابت أوقاتكم بكل خير! أهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعي: الصين تحت المجهر. معكم في الأستوديو الرحمن ومشيرة جيوي تشنغ.

مشيرة: مستمعينا الكرام، السلام عليكم! أحيكم مشيرة جيوي تشنغ من إذاعة الصين الدولية ببكين. في حلقة اليوم، سنتحدث عن مكافحة الفقر. فأهلا ومرحبا بكم.

----------

الرحمن: ما معنى "الفقر"، لا سيما في بلد مثل الصين فيها فجوة دخل كبيرة بين الأغنياء والفقراء؟ وكيف يمكن للصين وغيرها من البلدان النامية التغلب على الفقر بنجاح على المدى الطويل وبشكل مستدام؟

---- الفقر نسبي

مشيرة: إذا دخلت من البوابة الرئيسية للتجمع السكني الصغير الذي أقيم فيه بغربي بكين، تجتاز أولا أريكة صغيرة يجلس عليها وكيل أعمال التجمع السكني، وهو رجل في الخامسة والأربعين من عمره يحرص على تحيتي دائما بإيماءة ودية.

مساحة الغرفة التي يعيش فيها هذا الرجل حوالي ثمانية أمتار مربعة وهي مكان معيشة ونومه في نفس الوقت. داخل الغرفة، سرير صغير وجهاز تلفزيون على طاولة صغيرة وبعض المتعلقات الشخصية. يطهو الرجل طعامه، سواء في الصيف أو الشتاء، على موقد كهربائي صغير خارج الغرفة. وعرفت منه أن الغرفة ليس بها حمام ولا تدفئة، فيضطر إلى الذهاب إلى حمام عمومي مجاور لمستودع مخلفات المجمع السكني لقضاء حاجته وغسل وملابسه.

قبل أيام كنت مع بعض الأصدقاء في مكان قريب من استاد العمال في بكين. في هذا الحي العصري الجميل الذي تنتشر فيه الحانات والنوادي ذات التصميمات الدقيقة الرائعة، رأيت شبابا من عائلات ثرية يحتسون النبيذ على أنغام الموسيقى الراقصة. في الشارع، كان هناك موكب من سيارات فاخرة: بورش، مازيراتي، فيراري، وأي ماركة أخرى ممكن أن تخطر على البال. الأكثر ثراء ورفاهية، ممن سمعت عنهم، يعيشون في أنحاء معينة من العاصمة الصينية.

جاري، وكيل أعمال التجمع السكني الذي لم يذهب إلى استاد العمال، يمكن القول إنه لا يبدو سيئا للغاية حقا، بالمقارنة مع من يعيشون في مناطق الصين التي تنمو فيها ثمار التقدم ببطء.

الرحمن: الفقر نسبي. وفقا للمعايير الدولية، فإن الشخص الذي يبلغ دخله اليومي 1.90 دولار أمريكي (حسب تعادل القوة الشرائية) يعيش في فقر مدقع. "الفقير النسبي" هو الشخص الذي يكون دخله أقل بكثير من متوسط الدخل في الدولة التي يعيش فيها.

الأشكال المختلفة من الفقر النسبي توجد في كل مكان تقريبا على وجه الأرض، في حين أن الفقر المدقع هو  تقريبا سمة حصرية من سمات الدول النامية والناشئة. الفقر المدقع يعني أن الاحتياجات الأساسية للحياة اليومية، مثل الملابس والغذاء والسكن، موجودة بالكاد أو لا تتوفر على الإطلاق.

منذ أن انتهجت الصين سياسة الإصلاح والانفتاح في نهاية سبعينات القرن العشرين، تحقق الصين نتائج مذهلة في مكافحة الفقر. في عام 1981، كان 835 مليون صيني، الغالبية العظمى من سكان الصين في ذلك الوقت، يعيشون في فقر مدقع. وبحلول عام 2008 تقلص هذا العدد إلى 173 مليون نسمة، وبحلول عام 2015، انخفض هذا الرقم أيضا إلى 55.75 مليونا.

وإذا أخذنا المعيار الوطني الصيني البديل للفقر المطلق، وهو أن يكون الدخل اليومي 1.10 دولار أمريكي أو أقل، كأساس، لا يزال هناك نحو 70 مليون فقير في الصين حاليا. هؤلاء الناس يكسبون أقل من 2855 يوانا سنويا (الدولار الأمريكي يساوي 6.9 يوانات)، في حين أن الفرد من الفئة المتوسطة الدخل في المدن الصينية الكبيرة قد ينفق بسهولة هذا المبلغ الصغير على هاتف ذكي أو لتناول بضع وجبات من القدر المنغولي في سلسلة مطاعم "هايديلاو".

-------- التغلب على الاختلالات الإقليمية

مشيرة: خلال فترة الخطة الخمسية الثالثة عشرة (2016-2020)، وضعت الحكومة الصينية مكافحة الفقر على رأس جدول أعمالها. وقد تعهدت بانتشال سبعة ملايين فرد من هاوية الفقر، وخاصة في المناطق الريفية، بحلول عام 2020. وللوصول إلى هذا الهدف، اعتمدت الحكومة الصينية سلسلة من التدابير الرامية إلى تحديد أفضل للمحتاجين وتسجيلهم بشكل صحيح، مما يساعد على تحليل الأسباب الكامنة وراء الفقر وتحسين حياة الفقراء بطريقة هادفة ومستدامة.

منذ تولي شي جين بينغ مهامه كرئيس، شهد صندوق القضاء على الفقر في الصين زيادة سنوية، على الرغم من تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني في السنوات الأخيرة. في عام 2015 وحده استثمرت الحكومة الصينية 46.7 مليار يوان في تدابير الرعاية؛ وهو أكبر مبلغ أنفقته الصين في مجال مكافحة الفقر في سنة واحدة.

وعلى الرغم من الطفرة الاقتصادية الهائلة التي شهدتها الصين في السنوات الأخيرة لا تزال البلاد تواجه العديد من التحديات في القضاء على الفقر. لم يستفد جميع الصينيين من ثمار النمو الاقتصادي، وهذا هو بالضبط ما تريد قيادة البلاد تغييره.

الرحمن: قال تان وي بينغ، نائب مدير مركز بكين للقضاء على الفقر "في عام 2015، كان هناك مائة وثمانية وعشرون ألفا وثمانمائة قرية وخمسمائة واثنتان وتسعون  محافظة "فقيرة"، وفقا للمعيار الوطني للفقر." مضيفا "المشكلة هي أننا نشهد تنمية غير متوازنة، وهناك اختلافات كبيرة، ليس فقط بين المناطق الشرقية والغربية والوسطى في الصين، ولكن أيضا بين المناطق الحضرية والمناطق الريفية. وحتى في المدن الكبرى، هناك اختلافات واسعة في توزيع الثروة."

إذا كنت تنظر إلى ما هو أبعد من الآفاق المألوفة  في المدن الكبرى في  الصين، فإنه يصبح من الواضح تماما كم هي كبيرة هذه الاختلافات على أرض الواقع. ركبت القطار الفائق السرعة وتوجهت إلى مدينة شينغتاي، في مقاطعة خبي، التي تقع على مسافة أربعمائة كيلومتر جنوب بكين. يزدحم الطابق الأول لمحطة بكين للقطارات بمئات من العمال المهاجرين الذين يحملون حقائب ثقيلة. خلال الرحلة، تظهر للعيان ومن خلال نافذة القطار، الأراضي الرمادية القاحلة. مع كل خطوة بعيدا عن العاصمة يبدو أن الزمن يعود بنا إلى الوراء.

ما لا يعرفه البعض، أنه خارج بوابات المنطقة الحضرية الكبرى التي تضم بكين وتيانجين التي تعد من أهم مواقع التنمية في الصين، توجد واحدة من أفقر مناطق البلاد.

مشيرة: مقاطعة خبي التي تبلغ مساحتها حوالي 188 ألف كيلومتر مربع، ويقطنها أكثر من 74 مليون نسمة، بها ثلاثة ملايين ومائة ألف فرد (4.2% من سكان المقاطعة) يصنفون بأنهم فقراء للغاية ويعيشون في فقر مدقع. خبي فيها 45 محافظة فقيرة. عدد من أسوأ المناطق المنكوبة بالفقر موجود في الحدود الإدارية لشينغتاي. يبلغ عدد سكان مدينة شينغتاي والمحافظات الإدارية التابعة لها حوالي سبعة ملايين وثلاثمائة ألف نسمة. بالقرب من شينغتاي يجري العمل في مشروعات التطوير المضاعف لمنطقة العاصمة بكين وتيانجين، وهي نعمة ونقمة. شينغتاي تأمل في ركوب موجة تطوير المدن الكبرى المجاورة. ومع ذلك، فإن الواقع يجسد صورة مختلفة.

العديد من العمال والشباب الموهوبين يذهبون إلى العاصمة من أجل كسب المال حيث التنمية الاقتصادية. تغريهم الأجور الأعلى والآفاق الأفضل لحياتهم المهنية. يبقى في المدن والقرى الفقيرة المسنون والنساء والأطفال فقط. شينغتاي تواجه تأثيرات تدابير حماية البيئة التي نفذت مؤخرا من قبل الحكومة الصينية، والتي تحد من فرص نمو الصناعات التقليدية في المنطقة.

الرحمن: كيف يمكن للمناطق الفقيرة مثل خبي وشينغتاي أن تصبح قادرة على اللحاق بركب المناطق الأكثر تقدما؟ هذه المهمة من أكبر التحديات التي تواجه الحكومة الصينية اليوم.

المشكلة هي أن الإعانات الحكومية والمساعدات المالية وحدها ليست كافية بأي حال لتغيير الصورة على المدى الطويل؛ على الأقل هذا هو ما أظهرته تجارب الدول الأخرى حتى الآن. الدعم قد يساعد مؤقتا ولكنه لا يعطي الفقراء القدرة على تحديد مصير حياتهم، كما أنه لا يشجع الناس الذين يعانون من الفقر على المبادرة. على سبيل المثال، قرار الالتحاق بالجامعة، الذي ليس من شأنه أن يساعد الفقراء على التخلص من حالة الفقر فحسب، بل يساعد في تحسين حياة الأجيال القادمة.

-------التغيير يبدأ بالفكر

مشيرة: التغيير في العقلية وطريقة التفكير أمر مطلوب لتحويل الدفة لصالح الفقراء في شينغتاي وأماكن أخرى في الصين. وهذا هو بالضبط الاتجاه الذي تدل عليه الإجراءات الحكومية الأخيرة. ومع ذلك، في شينغتاي هذه الجهود لا تزال إلى حد كبير، في مراحلها الأولى.

قال تان وي بينغ "عندما نفذ دنغ شياو بينغ سياسة الإصلاح والانفتاح في عام 1978، كانت الاستراتيجية واضحة ومقبولة على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد". في البداية، كانت الجهود تركز على تعزيز التنمية في المناطق الساحلية الشرقية والجنوبية الشرقية في الصين، مع توفير أفضل الشروط الهيكلية للنمو السريع والازدهار. الخطوة الكبرى التالية في أجندة الحكومة كانت الاتجاه نحو المناطق الوسطى والغربية من البلاد، والتي يجب أن تلحق تدريجيا بالمناطق الشرقية، مدفوعة بدعم من القوة الاقتصادية، والموارد والمعرفة والخبرات التي اكتسبها الناس والشركات والمؤسسات الحكومية خلال الفترة الأولى من التنمية.

الرحمن: "اليوم، يتم تنفيذ هذه الاستراتيجية فعلا من خلال مبادرات مثل "1000 شركة تدعم 1000 قرية." هذا ما قاله دونغ قوه بينغ، مدير إدارة الشؤون الدولية في مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني، وأحد منظمي رحلتي إلى شينغتاي. هذا المشروع يضم شركات ناجحة من المناطق الشرقية تساعد القرى الفقيرة في مناطق أخرى عن طريق الاستثمارات.

هنا في جنوبي خبي، تهدف الخطة إلى ربط هذين العاملين الأساسيين. المساعدات المالية بالإضافة إلى مساعدات الحكومة والمساعدات من الشركات والمنظمات غير الحكومية يجب أن تسير جنبا إلى جنب مع تغيير طريقة التفكير بالمفاهيم المبتكرة التي من شأنها أن تدمج الفقراء في ركب عملية التنمية الاقتصادية.

مشيرة: مشروع الكرنفال الزراعي في محافظة نانخه مثال ممتاز على كيفية تنفيذ هذه الاستراتيجية ذات الشقين. هنا، تم بناء مجمع ضخم للبيوت الدفيئة (الصوبات) على مساحة 47 ألف متر مربع، مع ست قاعات لزراعة المزيد من الفواكه المحلية والخضراوات والأعشاب الطبية التقليدية وغيرها من النباتات. هذا مشروع مشترك بين شركة جينيانغ للبناء والاستثمار المحدودة المحلية في نانخه وجامعة الصين الزراعية في بكين، والتي صممت البنايات. مجمع بيوت الدفيئة في نانخه هو الرابع من نوعه على مستوى الصين.

المشروع لا يعزز البحوث الزراعية فحسب، وإنما أيضا يعتبر نقطة جذب للسياحة المحلية التي تقدم مساحة من الترفيه التعليمي. الإيرادات لا تأتي فقط من رسوم الدخول ولكن أيضا من رسوم الإيجار لاستخدام القاعات الخلفية لالتقاط صور الزفاف.

الرحمن: لكن ما علاقة هذا بالقضاء على الفقر؟ إلى جانب خلق فرص عمل جديدة للسكان المحليين، فإن كرنفال نانخه الزراعي يلهم روح المبادرة  للمزارعين المحليين. في عام 2016، تم منح كل مزارع أربعة آلاف  يوان من الصندوق المحلي للقضاء على الفقر.

قال موظف في الكرنفال: "نقدم للمزارعين فرصة لاستثمار هذا المبلغ من المال في مشروع الكرنفال الزراعي من خلال السماح لهم بشراء أسهم في المشروع. نوقع معهم عقدا لمدة خمس سنوات ويحصلون كل عام على حصة من الأرباح تبلغ أربعمائة يوان للفرد، وهو ما يمثل 10% من قيمة استثماراتهم. بعد خمس سنوات يقرر المزارع إما الاستمرار في الاستثمار أو استعادة الأربعة آلاف يوان. وبهذه الطريقة، فإننا نشجع السكان المحليين على التفكير الطويل الأمد والاستثمار في دخولهم بطريقة مربحة، بدلا من إنفاق كل شيء دفعة واحدة."

لا يهدف المشروع لمكافحة الفقر المادي فحسب، وإنما أيضا مكافحة "ثقافة الفقر"؛ وهو مصطلح صاغه عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي أوسكار لويس في القرن العشرين. تستند نظريته على أنه في عملية القضاء على الفقر لا بد من تغيير الأنماط التقليدية للفكر والسلوك داخل المجتمعات الفقيرة. وإلا فإن "ثقافة الفقر" ببساطة يمكن أن تنتقل إلى الجيل التالي.

مشيرة: هناك مشروعان رئيسيان آخران يعملان في برنامج القضاء على الفقر في شينغتاي لتحقيق نفس الهدف، وكلاهما في محافظة لينتشنغ. الأول، أنشأته مؤخرا شركة خبي رونتاو للتربية والعلوم والتكنولوجيا المحدودة، وهي شركة لتربية الأغنام تعمل منذ عام 2012. وهذا المشروع يسمح للمزارعين المحليين بأن يصبحوا مساهمين بالاستثمار في الشركة مقابل ستة آلاف يوان للفرد، تدفعها الحكومة المحلية. كل عام، يحصل المساهم على أرباح سنوية تبلغ 480 يوانا. تقوم الشركة بشراء علف الأغنام من المزارعين المحليين  بسعر أعلى من سعر السوق. وبالإضافة إلى ذلك، توفر الشركة فرص عمل جديدة للسكان المحليين. الخطوة التالية هي توفير التدريب للمزارعين المحليين في مجال تربية الأغنام، ومنحهم الفرصة للبدء كرجال أعمال في صناعة تربية الأغنام.

الرحمن: وقد انتهجت شركة خبي ليويلينغ مانور المحدودة نهجا مماثلا. منذ أن بدأت في عام 1999، أصبحت الشركة واحدة من الشركات الرائدة المنتجة للجوز العضوي في الصين. ليويلينغ مانور أيضا شركة تضمن للمزارعين المحليين أن يصبحوا جزءا من قصة نجاحها. اليوم، هذه الشركة تزرع الجوز في ثماني قرى حول محافظة لينتشنغ. تغطي الشركة سلسلة الإنتاج بأكملها من البحث والتطوير، من خلال التربية والزراعة، والتجهيز والتسويق عبر الإنترنت وتوزيعها في أنحاء الصين. ويعمل بها حاليا أكثر من ثمانية آلاف شخص، معظمهم من السكان المحليين.

مشيرة: ليست قصص النجاح ومشاطرة نماذج تنظيم المشروعات للمزارعين المحليين هي فقط التي تعطي الفقراء في شينغتاي الأمل في المستقبل. هناك أيضا إجراءات الحكومة التي تقدم أساليب تعد حجر الأساس لتخصيص وكسب الأموال.

وسائل الدعم الجديدة تصل إلى ما هو أبعد من الأشكال التقليدية للحماية المالية، مثل التأمين الصحي ومعاشات التقاعد. حكومة بلدية شينغتاي، على سبيل المثال، قامت بتركيب محطات للطاقة الشمسية في جميع القرى الفقيرة. هذه المحطات لا توفر ما يكفي من الكهرباء لتلبية احتياجات سكان القرية فحسب، وإنما أيضا توفر الربح الذي يتم تقاسمه مع القرويين، بما يوفر لهم دعما للدخل على المدى الطويل.

الرحمن: من خلال مثل هذه التدابير المبتكرة، تمكنت الحكومة المحلية من انتشال خمسة ملايين مواطن من الفقر خلال فترة الخطة الخمسية الثانية عشرة (2011- 2015). بحلول عام 2020 (نهاية الخطة الخمسية الثالثة عشرة)، تهدف الحكومة إلى إحراز تقدم كبير في هذا المجال وانتشال عدد أكبر من الناس من براثن الفقر. عالم النفس الأمريكي مارتن سليجمان قال إن الكثير من الناس الذين يعيشون في الفقر، سواء في الغرب أو الدول النامية، يعانون من ما يسمى بـ "العجز المكتسب". ظروفهم وتجاربهم في الحياة تعبر عن طريقة تفكيرهم، بحيث يشعرون أن قراراتهم الشخصية ليست ذات قيمة.

مشيرة: لكسر هذه الحلقة المفرغة، ينبغي تنظيم أنشطة بناء القدرات لتعزيز المعرفة الشاملة للفقراء، وبالتالي تمكينهم من مساعدة أنفسهم على المدى الطويل. هذا هو بالضبط ما تهدف إليه الحكومة الصينية حاليا. وقد أظهرت النجاحات التي تحققت مؤخرا في الصين، أن أي تغيير في طريقة التفكير قادر على تحريك الجبال. قد يكون هذا التحول العقلي حاسما في التغلب على الخلل القائم في التنمية في الصين. ومع ذلك، عملية تغيير العقلية والتفكير هذه لا تخص الفقراء وحدهم. التغيير الحقيقي- وهذا صحيح بالنسبة للصين ولبقية العالم- لا يمكن أن يتم إلا إذا توافرت نفس الظروف من أجل تنمية جميع أفراد المجتمع. وبالنسبة للصين، هذا يعني أن النتائج تعتمد على الوفاء بالوعد الذي قطع في بداية فترة الإصلاح والانفتاح. وهو الوعد الذي قدمه المواطنون في المناطق الأكثر نموا في المناطق الشرقية والساحلية لسكان المناطق الوسطى والغربية الأقل نموا؛ وهو وعد بمد يد العون لهذه المناطق الفقيرة.

الرحمن: لتحقيق هذا الهدف، فإن تغيير الفكر ضروري للجميع. الناس قد يصلون إلى استنتاج مفاده أنه إذا ولد الشخص في بكين بدلا من شينغتاي، أو ولد في عائلة من الأكاديميين بدلا من عائلة من الطبقة العاملة، هو شيء لا ينبغي أن يكون منحة مميزة لشخص بعينه. من الضروري أن ندرك أن هناك ظروفا معينة تسير جنبا إلى جنب مع  المسؤوليات الاجتماعية المعنية، بغض النظر عن مكان وجودك في العالم.

مشيرة: مستمعينا الأعزاء، إلى هنا نكون قد وصلنا وإياكم إلى نهاية مشاورنا معكم من البرنامج الأسبوعي "الصين تحت المجهر". ونتمنى أن تكون هذه الحلقة قد نالت إعجابكم. للمزيد من المعلومات، تفضلوا بزيارة موقعنا الإلكتروني على العنوان التالي arabic.cri.cn.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي