CRI Online

الصين تقدم من خلال إكسبو شانغهاي حدثا خالدا للعالم-- أسامة مختار يتحدث عما رآه وشعر به على ساحة إكسبو شانغهاي

cri       (GMT+08:00) 2010-05-12 09:41:02







الزميل المذيع أسامة مختار

فائزة: المستمعون الأعزاء مرحبا بكم فى حلقة جديدة من برنامجكم "الصين فى عيون الأجانب"، ويسرنا أن نستضيف في حلقتنا اليوم الزميل أسامة مختار المذيع السوداني الذي عمل في الإذاعة السودانية وعدد من المواقع الإعلامية بالسودان، وهو الآن يعمل بالقسم العربى لإذاعة الصين الدولية. وقبل أيام، كان قد سافر إلى شانغهاي ضمن فريق إذاعتنا الخاصة بتغطية إكسبو شانغهاي، حيث قدم مع زميلتينا شادية يوان تشينغ وأميرة تشو جينغ فعاليات مراسم افتتاح الإكسبو على الهواء عبر الشاشة من خلال موقع إذاعتنا على الإنترنت. فندعوه اليوم للحديث عما ما رآه وشعر به في شانغهاي وبالتحديد إكسبو شانغهاي. أهلا ومرحبا بك يا أسامة.

أسامة: أهلا وسهلا.

فائزة: أسامة، بصفتك إعلاميا، ما انطباعتك العامة عن معرض شانغهاي؟ وفي رأيك ما يمثله للصين؟

أسامة : يعتبر إكسبو الحدث الثانى الذى تشهده الصين بعد نجاح الألعاب الأولمبية العالمية التى عقدت فى بكين عام 2008م ، والصين من خلال هذا المعرض ستظهر خمسة الآف سنة من الحضارة الصينية الرائعة و60 سنة من روائع الصين الجديدة والإنجازات العظيمة خلال 30 سنة من الإصلاح والإنفتاح لبناء دولة حديثة، فهو فرصة للصين للتعبير عن نفسها أمام العالم وفرصة أخرى للشعب الصينى لرؤية ثقافات الدول الأخرى المشاركة، فإكسبو شانغهاي فى تقديرى حدث كأنما يريد أن يقول( نريد أن يكون للعالم مستقبل أفضل).

فائزة: قدمت مراسم افتتاح الإكسبو على الهواء، يعني ذلك أنك تابعتها أكثر دقة من الآخرين. هل يمكن أن تصف لنا مراسم الافتتاح فى كلمات سريعة؟

أسامة: كان الاحتفال مهيبا على ضفة نهر (هوانغبو) الجميل بمدينة شانغهاي حشود ضخمة شاركت من داخل وخارج الصين 264 دولة ومنظمة ومؤسسة دولية وصينية، وحضور عدد من قادة مختلف الدول، منهم الرئيس الفرنسى وزوجته، والرئيس الفلسطينى، وعدد كبير من قادة السياسة والثقافة والفكر جسد فعلا معانى المحبة والسلام، فكان اللقاء أخويا متنوعا جميلا ودافئا اسمتعنا فيه بالأغانى الصينية- من مجموعة من الفنانيين من بينهم النجم الذى أحبه كثيرا جاكى شان- والألعاب النارية التى تفوقت فيها الصين على كل دول العالم. فكان عالما من الفرح والسحر والموسيقى والجمال فى شانغهاي التى تستحق فعلا لقب لؤلؤة الشرق..

فائزة: وعلى هامش تقديمك لفعاليات مراسم افتتاح الإكسبو، لا شك أنك قد زرت ساحة المعرض، وعلى الأقل بعض الأجنحة فيه. كيف وجدت بيئة المعرض والتنظيم بداخله؟

أسامة: لعل أكثر ما لفت انتباهى التنظيم الدقيق والإجراءات الأمنية الجيدة مما يساعد على نجاح المعرض، وخريطة الطرق ومواقف السيارات بالألوان المختلفة لعامة الناس وكبار الشخصيات والبيئة المنعشة والإعداد المبكر.. واستعداد أهل المدينة أنفسهم لتقديم الخدمات والإرشادات للزائرين والتحدث بلغات مختلفة أبرزها اللغة الانجليزية حيث يعتز الصينيون كثيرا بلغتهم ويحبون التحدث بها، ولكن فى شانغهاي وجدت الكثيرين يتحدثون مع الأجانب بلغاتهم فى الشوارع والمحلات التجارية، ويبدو أنهم تلقوا تدريبا جيدا فى هذا المجال، تعدد اللغات داخل المعرض ذكرنى بإذاعة الصين الدولية التى تعتبرمنبرا فريدا يجمع نحو ستين لغة عالمية وكذلك تم بث حفل الافتتاح على الهواء مباشرة عبر الشاشة على الإنترنت ب 10 لغات. كل هذه العوامل تضافرت وكانت سببا فى نجاحه.

فائزة: من خلال زيارتك السريعة في ساحة المعرض، ما هى أكثر الأجنحة التى أعجبتك؟

أسامة: حقيقة ساحة العرض كلها لوحة كبيرة تمتد الى ما يقارب ستة كيلومترات. أعجبنى المظهر الخارجى للأجنحة. فهناك اليابانى على شكل دودة القز، والسعودى على شكل قارب كبير بمساحة 6 آلاف متر مربع تحفه أشجار النخيل والخيام العربية، والإماراتى على شكل كثبان رملية. وهكذا تجسد هذه الأشكال أنماط الحياة المختلفة والعادات والتقاليد والحاضر والماضى لهذه الدول. كنت أود مشاهدة ما بداخل هذه الأجنحة، ولكن قصر الزمن وزحمة العمل لم تتح لى ذلك، وفى المرات المقبلة إن شاء الله أرجو أن ان يتحقق ذلك. فمن خلال التجول الداخلى سأعرف كيف يعيش هؤلاء وهؤلاء، وماهى حياتهم فى المدن؟ وكيف يجعلون حياتهم أفضل ؟ وبذلك يتحقق شعار المعرض (مدينة أفضل حياة أفضل)

فائزة: أمر مؤسف حقا أنك لم تزر أي جناح في داخله. أتمنى أن يتحقق ذلك في المستقبل القريب. وعلمنا أن بلادك الصديق السودان شارك بكل حماسة في إكسبو شانغهاي، هل لنا أن نتعرف بصفة خاصة على مشاركة السودان فى الإكسبو؟

أسامة: حقيقة أنا فخور بمشاركة وطنى السودان الحبيب فى هذا المعرض. فالسودان يشارك المعرض ضمن الجناح الأفريقى، ويجسد جناحه ملامح من تاريخه ومنجزاته التى تحققت فى بناء المدن تحت شعارؤ ( مدن وسلام) وذلك عبر وسائط مرئية متعددة تبرز مناظر السودان الطبيعة التى تذخر بها الحياة السودالنية الجميلة. وينقسم المعرض السودانى الى عدة أقسام وهو مميز ابتداءا من مدخله الذى يتخذ شكل البوابة النوبية القديمة التى تظهر تراثا وحضارة تمتد الى ما قبل التاريخ إضافة الى أنواع الزينة السودانية النسائية المميزة وأشهرها (الحناء) التى انتشرت فى كثير من دول الخليخ والعالم بنقوشها الساحرة. وسيكون يوم الحادى عشر من يوليو المقبل يوما مفتوحا بالجناح السودانى

فائزة: وما هو أهم شئ لفت نظرك وأنت تتجول داخل المعرض؟

أسامة: هم العمال المهرة والعمال الريفيون المهاجرون إلى شانغهاي داخل المعرض وخارجه الذين يعملون فى تزبية المدينة ويضعون لمسات من الجمال والإبداع فى كل موقع وركن وزاوية يبذلون جهودا جبارة لا يكلون ولا يملون يواصلون الليل بالنهار فى عمل دائم من أجل إسعاد الناس بهذا الجمال، فهم فى تقديرى سر النجاح. والعمال والفلاحون فى الصين حقيقة هم بناة هذه النهضة، فأنا منحاز لهم تمام. وحينما أمر بأى شارع أو مكان يعملون به، أقف كثيرا مندهشا حينما أري إبداعاتهم، وأقف محييا لهم بل وأقسم أننى أصفق لهم أحيانا لما ينالونه من إعجابى، فهم كخلية النحل التى لا تهدأ مبدعون مبدعون مبدعون، ويجب على الدولة الاهتمام بهم أكثر وأكثر. وهنا أشيد بموقف رئيس مجلس الدولة الصيني ون جياباو واهتمامه بهؤلاء العمال والفلاحين وأحوالهم وبتطبيق شعار تضييق الفجوة بين المدن والأرياف.

فائزة : نعلم أن المعرض العالمي حدث عالمي كبير ومهرجان حافل لشعوب العالم، ولكل دورة منه ميزات خاصة. وفي رأيك ما أهم شيء يميزه هذا المعرض عن المعارض السابقة؟

أسامة: تميز المعرض يكمن أولا فى اختيار موضوعه وشعاره "مدينة أفضل حياة أفضل"، فهو موضوع جميل ونحن نتوقع فى قرننا هذا الحادى والعشرين انتقال الكثير من السكان من القرى الى المدن تطلعا لحياة كريمة صحية وآمنة وهانئة بعيدا عن النزاعات والحروب والتلوث البيئى الذى تعيشه العديد من المدن، فهذه ميزة. أما الميزة الأخرى فى تقديرى أن الإكسبو فى تقديرى يعتبر ترجمة لأحدث التكنلوجيات العالمية وفرصة لتبادل هذه التكنلوجيا بين الدول، مما سيعزز العلاقات بأنواعها المختلفة، وفى مقدمتها العلاقات الاقتصادية. وهذا ما يميز كل الأجنحة. أيضا الموقع رائع، فهو يرقد فى قلب مدينة شانغهاي على ضفتى نهر هوانغبو، ثم أنه الأوسع مشاركة فى تاريخ معارض الإكسبو العالمية، حيث يتوقع أن يكون عدد الزوار سبعين مليونا وعلى مدى 184 يوما، سيقدم المعرض أكثر من عشرين ألف نشاط فنى وعددا من المحاضرات والمنتديات والمهرجانات الرياضية والسينمائية وسباقات السيارات الدولية، إذا تأملنا كل هذه الفعاليات المختلفة وهذا التنوع الحضارى إضافة الى استفادة المعرض من سلبيات المعارض السابقة لكل هذه النقاط التى ذكرتها وغيرها. أتوقع نجاحا منقطع النظير له حتى النهاية. وفى نظرى أنه سيتفوق على المعارض السابقة، فهو جهد متصل، تم الإعداد له كما علمت منذ ثماني سنوات، وستقدم الصين من خلاله للعالم حدثا خالدا على مر العصور باعتبارها دولة محبة للتبادلات الدولية والسلام العالمى.

فائزة: شكرا يا أسامة، وآسفة جدا لمقاطعتك، فقد اقتربنا من موعد انتهاء هذه الحلقة. وهذه هي المرة الأولى التي تكون فيها ضيفا في برنامجنا "الصين في عيون الأجانب"، وأتمنى أن يكثر اللقاء بينك وبين مستمعينا هنا فيما بعد. كما أتمنى أن تتكلل تغطياتك لإكسبو شانغهاي بنجاح تام.

أسامة: شكرا جزيلا، وأتمنى أن نالت هذه الحلقة إعجاب المستمعين.

فائزة: أيها المستمعون الكرام، إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من برنامجنا الأسبوعي "الصين في عيون الأجانب". شكرا لحسن متابعتكم. وإلى اللقاء.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي