CRI Online

أسامة يتحدث عما يثير اهتمامه في إكسبو شانغهاى

cri       (GMT+08:00) 2010-07-22 12:27:29








ف: مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم، ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعي "الصين في عيون الأجانب". وضيفنا اليوم في الأستوديو هو الزميل أسامة مختار كبير المذيعين في قسمنا العربي بإذاعة الصين الدولية. فأهلا ومرحبا بك يا أسامة.

أ: أهلا وسهلا ومرحبا بك أستاذة فائزة وبمستمعينا الكرام.

ف: الزميل أسامة مختار كان قد قدم وصفا حيا على الهواء مباشرة لافتتاح معرض شانغهاى العالمي أي إكسبو شانغهاي بالإشتراك مع الزميلة شادية يوان تشينغ. ونظرا لأنه صحفي مسجل لدى اللجنة المنظمة للإكسبو، فقد زار المعرض أكثر من مرة، واليوم نشاركه أحاسيسه و انطباعاته أكثر خلال زياراته للمعرض.

أ: بكل سرور. وأعرف أن المستمعين قد عرفوا روعة المعرض عبر برامجنا الخاصة بالإكسبو والوسائل الإعلامية الأخرى، لكن دعينا أتحدث في الدقائق التالية عن شيئين تركا في ذهني انطباعات

عميقة من الإكسبو، ألا وهما "الأجنحة الصديقة للبيئة" و"الطوابير الطويلة والمنتظمة في المعرض".

ف: نعم. إن هذه الدورة من المعرض العالمي أولت اهتماما بالغا لحماية البيئة، حيث استخدمت كمية كبيرة من الديكور ومواد البناء الصديقة للبيئة. نرجو أن تتحدث بتفاصيل عن هذه الناحية.

أ: طيب. تتجسد فكرة حماية البيئة في العديد من النواحي في معرض شانغهاي العالمي. مثلا، استخدمت بكثرة في حديقة الإكسبو الطاقة الشمسية ونظام جمع مياه الأمطار لإعادة الاستفادة منها وأضواء LED التي تتميز بقلة استخدام الطاقة وطول عمر الاستخدام وعدم تلويثها للبيئة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن كل العربات التي تسير داخل حديقة الإكسبو هي سيارات كهربائية، مما وضع حدا لانبعاثات السيارات، كما يستخدم الغاز في تحريك المكيفات الهوائية بدلا من الكهرباء، مما أدى إلى رفع فعالية استخدام الطاقات.

ف: زرت حديقة الإكسبو في يونيو الماضي، ولاحظت أن الكثير من الأجنحة تزين بالنباتات والزهور، مما يجعل الزوار يشعرون بأنهم يتجولون في حدائق طبيعية.

أ: بالضبط. أدخل مصممو الأجنحة المختلفة مفهوم الخضرة وتخطيط البساتين في مشاريع تصاميمهم. فمثلا، بنيت "حديقة مجسمة" تتكون من نافورات وأعمدة خضراء على ساحة صغيرة وسط الجناح

الفرنسي، حيث تخيلت أنني قد وصلت إلى قصر فرساي. وبني سقف جناح نيوزيلاند على شكل مرعى مصغر، وتقع وسطه بؤر ساخنة، مما يريح صدور الزوار. أما لوكسنبورغ فهي تشتهر بصناعة الحديد والصلب، لذلك، تم بناء جناحها بالمواد الحديدية، ورغم أن الحديد يشعر الناس بالبرودة اللاحيوية إلا أنه محاط بزهور طازجة وشجيرات مكثفة، مما أضاف حيوية لهذا الجناح.

ف: للأسف كانت قد جرت عمليات قطع عشوائي للغابات في السابق، وبعد أن أصبحت المدن غابات معمارية، أدرك الناس أكثر فأكثر أهمية النباتات الخضراء. أما هذه الأجنحة الصديقة للبيئة، فقد عبرت عن رغبة البشرية في الانسجام مع الطبيعة.

أ: هذا صحيح أنا فى إعتقادى أن المعرض لو لم يركز إلا على فكرة التكنلوجيا والحياة الصديقة للبيئة لكفاه فما نعيشه اليوم من حرارة الجو فى معظم دول العالم من وكوارث طبيعية من أعاصير وفيضانات ما هو إلا من التغير المناخى الذى سببه الانسان نفسه فأنا أرى أن أهم أهداف هذا المعرض التوعية بهذا الأمر الذى تهتم به الصين كثيرا وكأنها تريد أن تقول للعالم كله إن ( البيئة مسؤولية الجميع). وبالإضافة إلى اهتمام الأجنحة المختلفة بحماية البيئة وإدخال الطبيعة الحيوية فيها، لفتت الطوابير المطولة انتباهي أيضا.

ف: أعتقد أن المستمعين قد لاحظوا ذلك عبر شاشة التلفزيون أيضا. فهل يمكنك وصف هذه الطوابير لنا بالتفاصيل؟

أ: الطوابير صدمتني حقا عندما رأيتها للمرة الأولى، إذ تقع أمام كل جناح صفوف عديدة من السياج، مما يكون ممرا ضيقا مؤديا إلى مدخل الجناح أخيرا، ويتحرك المنتظرون ببطء شديد وسط الممر

بإرشاد العاملين في المعرض. وعندما وصلت إلى طرف الممر، قادنى السياج إلى السير على الاتجاه المعاكس، وهكذا، اضطررت للسير وسط الممر الذي يشبه ثعبانا ضخما لمدة ساعة أو ساعتين أو أكثر من ذلك. وأما إذا أردت زيارة الأجنحة المحببة أكثر لدى الزوار مثل الأجنحة السعودية والألمانية واليابانية والفرنسية، فلا بد أن تنتظر لمدة أطول من ذلك. وما أدهشني أكثر هو المنظر خارج الجناح السعودي، حيث يطوق السياج الجناح كله، ولا بد أن يسير الزائر حول الجناح دورات عديدة حتى يصل إلى مدخل الجناح .

ف: نعم، ذكرت الأخبار المعنية أن زيارة الجناح السعودي يحتاج إلى الانتظار لمدة ثماني حتى تسع ساعات.

أ: أجل. لو لم أر الطوابير بأم عينيّ، قد لا أصدق ذلك، ولكن بعد أن رأيتها ميدانيا، تأكدت من صحة الخبر.يعنى هذا الأزدحام مبرر لأن المعرض يزوره يوميا ما لا يقل عن 400 ألف شخص ومن المتوقع أن يرتاده 70 مليون شخص حتى نهايته فى أكتوبر المقبل ،وهذا عدد خرافى.

ف: نعم. تبلغ مساحة حديقة الإكسبو أكثر من ثلاثة كيلومترات مربعة، وينتشر فيها أكثر من مائتي جناح من مختلف الأنواع. وكل يوم يزور المعرض الكم الهائل الذى ذكرناه سابقا ويصل العدد أحيانا إلى خمسمائة ألف أو ستمائة ألف زائر. ونظرا لوجود هذه الجموع البشرية الكبيرة من الزوار، فإن دخول الأجنحة دون انتظار في الطوابير أمر مستحيل. وفي الحقيقة أن الانتظار في الطوابير الطويلة "عرف دولي" في الدورات السابقة من المعرض العالمي. ويقال إنه في معرض هامبورغ العالمي، كان الزوار ينتظرون أكثر من ست ساعات أحيانا من أجل دخول بعض الأجنحة. أما مدينة شانغهاى فيكون جوه في هذا الموسم حارا جدا، حيث تصل درجة الحرارة نهارا إلى سبع وثلاثين درجة مئوية مع رطوبة شديدة. وربما لاحظت أن الزوار يتعبون ويشكون من ذلك.

أ: هذا أمر طبيعي. لكنني وجدت أن الجهة المنظمة اتخذت العديد من الإجراءات لتخفيف ضغوط الانتظار. مثلا بنت السقيفات المجهزة بالمراوح ومعدات رش المياه الباردة أمام كل جناح، مما خفف حدة الحرارة، ووجدت أن بعض العاملين يمثلون أدوارا فى أشكال المهرج أو ألعاب الكارتون لإدخال السرور فى نفوس المنتظرين، كما يوجد الكثير من العاملين والمتطوعين ورجال الشرطة في ميادين الأجنحة المختلفة لإرشاد الزوار. زد على ذلك، فإن الجهة المنظمة ترسل تنويهات عبر الرسائل الهاتفية كل صباح بأسماء الأجنحة التي تجاوزت مدة الانتظار فيها ساعتين في اليوم السابق لتنبه الزوار لتخطيط برنامج زيارتهم في المعرض بشكل مرتب.

ف: نعم، والواضح أن تصرفات الزوار أبدت أيضا تفاهما واحتراما وتسامحا. أنا شخصيا زرت الجناح السعودي أيضا مع وفد عربي يتكون من صحفيين من الدول العربية المختلفة، ومن حسن حظي أنني لم أشارك الزوار الآخرين في الانتظار المطول، لكنني زرت الجناح معهم، وعندما خرجت من الجناح، اتضحت لى ملامح الرضاء والراحة والسعادة على وجوههم، وإن دلً ذلك إنما يدل على أن الزوار راضين عًما شاهدوه وأحسوه في الجناح رغم انتظارهم لمدة طويلة.

أ: نعم. وبصفتي مراقبا أجنبيا للحدث فإنى أرى أن إكسبو شانغهاى سيكون له تأثير طويل المدى على الصين. وفي حديقة الإكسبو، وجدت الكثير من الصبيان والأطفال الذين زاروا المعرض بصحبة

أولياء أمورهم. ولا شك أن المعرض ترك انطباعات عميقة في نفوسهم. وبعد عشر أو عشرين سنة، سيصبح هؤلاء الصبيان والأطفال قوام المجتمع الصيني، وحينذاك، سيصبح ما شاهدوه في إكسبو شانغهاى قوة إبداعهم. وحق لهم هذا، فالمعرض كان ثانى أكبر حدث شغل الناس هذا العام بعد كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010م، والحدث الاقتصادى الثقافى الاجتماعى العالمى الكبير الذى تم افتتاحه بحضور 20 رئيس دولة وحكومة فى العالم وإن شغل كأس العالم الناس لمدة شهر فإن أجل المعرض ستة أشهر أى نصف عام من الزمان.

ف: نعم. ويبدو أيضا أن أجل حلقتنا اليوم من برنامج "الصين في عيون الأجانب" قد اقترب ، فشكرا يا أسامة لما حكيته لنا حول معرض شانغهاى العالمي. وأتمنى أن يزور المزيد من الأصدقاء العرب هذا المعرض. وشكرا لحسن متابعة المستمعين. وإلى اللقاء.

أ: مع السلامة مع أمنياتى دائما للصين بالتقدم والازدهار.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي