CRI Online

المطرب المسلم من منطقة شينجيانغ الصينية

cri       (GMT+08:00) 2009-12-29 14:38:00


المطرب آركان  المسلم من منطقة شينجيانغ الصينية

ولد آركن في مدينة كاشغار بمنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية ويغور شمال غربي الصين، حيث معظم الأبناء يدينون بالإسلام. في مسقط رأسه، يعشق الناس جميعا الغناء والرقص، ولكن موهبة آركن الموسيقية لم تظهر في طفولته، فعندما كان الأطفال الآخرون يغنون ويرقصون في باحة الدار كان آركن ينزوي بعيدا يقرأ كتابا أو يكتب أبيات شعر باللغة الويغورية.

قال آركن إنه كان خجولا في ذلك الوقت. ولم يكن يرغب في الخروج من البيت، بل يحب كتابة الشعر باللغة الويغورية، ولم يتصور أن حياته سترتبط بالموسيقى في المستقبل. استمر هكذا حتى بلغ عمره إحدى عشرة سنة، وفي ذات يوم، عاد أبوه إلى البيت ومعه جيتار، فكان ذلك اليوم بداية غرامه للموسيقى.

في طفولته، كان آركن يحاول كل يوم أن يعزف على الجيتار. لم يكن لديه ألحان مكتوبة أو كتاب للجيتار، فكان يعزف على الجيتار اعتمادا على سمعه فقط. كان يبحث عن أنواع الموسيقى المختلفة، ومنها موسيقى الروك في بر الصين الرئيسي والموسيقى القومية بشينجيانغ والأغنيات الشائعة في منطقتي هونغ كونغ وتايوان والأغنيات الأجنبية في الهند وباكستان الخ. وتدرب آركن على عزف الجيتار حسب صوت الجيتار في تلك الأغنيات والألحان بهوس شديد.

بعد أن أتم الدراسة في المرحلة الثانوية، استعد آركن لامتحان القبول الجامعي.

اعتقدت أسرته أن الموسيقى ليست مهنة لكسب الرزق. لذلك، التحق آركن بقسم الاقتصاد في الجامعة المركزية للقوميات ببكين.

بمجرد وصوله إلى جامعته عام ألف وتسعمائة وسبعة وتسعين، إنضم آركن إلى جمعية لجيتار بها. وبسرعة، بدأ يحقق شيئا من الشهرة بين هواة الجيتار في جامعات بكين. وكون آركن فرقة موسيقية صغيرة مع ثلاثة أصدقاء، كانوا يقدمون في نهاية كل أسبوع عروضا في أحد المقاهي بحي هايديان في بكين. قال آركن عن هذه الفترة إن ذلك كان يشبع حبه الشديد للموسيقى من جهة، وكان يدبر نفقات حياته من جهة أخرى، فبعد شهور قليلة من التحاقه بالجامعة اتصل بأبيه وأخبره بألا يرسل مصروفات له.

في ذلك الوقت، كان آركن وفرقته يغنون الأغنيات الشائعة للمطربين، ولم تكن لهم أغنياتهم الخاصة. قال آركن إن كل ذلك أعطاه تجارب مبكرة للأداء الحي على خشبة المسرح، وعشق هتافات الجمهور ومشاركتهم له في غنائه وتلويحهم بأيديهم واحتضانه بحرارة.

بعد تخرجه من الجامعة عام ألف وتسعمائة وتسعة وتسعين، عاد آركن إلى منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية ويغور، حيث عمل موظفا في حكومة مدينة كاشغار، فكان الناس يغبطونه على هذه المهنة الجيدة. ولكنه استقال من وظيفته بعد شهرين، وجاء إلى بكين ليكون مطربا، كان لا يدري في الصباح ما يخبئ له المساء. قال أفراد أسرته وأصدقاؤه إنه مجنون، ولكنه يرى أن أهم شيء في الحياة هو أن تفعل ما تحب، بغض النظر عن النجاح أو الفشل.

جاء إلى بكين ولديه هدفان ، تعلم اللغة الإنجليزية وتكوين فرقة موسيقية. بعد عدة أشهر، تكونت فرقة "آركن" الموسيقية، التي تضم إضافة له أربعة أفراد، بينما يعزف آركن على الجيتار بجانب الغناء. وبدأت الفرقة تقديم عروضها في أحد المقاهي ببكين.

تجدر الإشارة إلى أن كلمة "مقام" عربية الأصل، وهو أسلوب الموسيقى للمسلمين. بعد دخول الإسلام إلى شينجيانغ، تأثرت موسيقى شينجيانغ بـأسلوب"المقام" الموسيقي، الذي دخلته عناصر من الموسيقى الويغورية، فظهر "المقام الويغوري".

يعتقد آركن أن المقام الويغوري جوهر الموسيقى القومية، لا بد منه تطويره. لذلك يحاول إبداع بعض الأغاني بنفسه.

كان عام ألفين وإثنين نقطة الإنعطاف بالنسبة لآركن، حيث شارك في مسابقة للغناء أقامتها محطة تلفزيون بكين ومحطة تلفزيون فوجي اليابانية، وحصل فيها على المركز الأول، فبدأ الناس يعرفونه. بعد صدور ألبوماته وظهوره في التلفزيون مرة بعد أخرى، أصبح آركن أكثر شهرة، ولكنه كان بعيدا عن خشبة المسرح، مازال الولد الخجول الذي كان يختبأ في أحد أركان الباحة ويقرأ الكتب ويكتب الشعر. وحول أمنياته في المستقبل، قال آركن إنه يتمنى أن تصبح أغنياته أكثر تنوعا، بالإضافة إلى "المقام الويغوري"، فهو يريد إدخال عناصر موسيقية أخرى لأعماله مثل موسيقى الفلامنكو الأسبانية والموسيقى الهندية والموسيقى العربية الخ. ولديه أمنية أخرى، ويعتقد أنها أيضا واجبه، وهي جعل مزيد من الناس يعرفون ما هي موسيقى شينجيانغ المعاصرة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي