CRI Online

الطبيب الهندي الراحل دواركاناث شانتارام كوتنيس

cri       (GMT+08:00) 2010-01-21 16:05:31


السيد دواركاناث شانتارام كوتنيس

تسكن الآن في مبنى عادي بجنوب مدينة بومباى باعتبارها مركزا اقتصاديا في غربي الهند عجوزتان تجاوز عمرهما ثمانين عاما وهما أختان صغيرتان للطبيب الهندي الراحل كوتنيس. وعندما غادر كوتنيس الهند متوجها إلى الصين في عام 1938، كانت أختاه طفلتين صغيرتين ولكنهما ما زالتا تحفظان ذكريات عميقة له. وعندما عرفتا أن أخيهما أختير ضمن (( أعزّ عشرة أصدقاء أجانب للصين))، شعرتا بسرور وفخر. حيث قالت أخته مانوراما كوتنيس لمراسل إذاعتنا:

" سررنا جدا باختيار الشعب الصيني لأخينا الكبير ضمن (( أعزّ عشرة أصدقاء أجانب للصين)) ونفتخر بذلك. وكان أخونا في سن السادسة عشر من عمره فقط عندما غادر وطننا. وعرفنا أنه كان مسافرا إلى الصين لمساعدة شعبها في مقاومة العدوان الياباني وكنا قلقين به للغاية."

ووصل السيد كوتنيس إلى الصين مع الفريق الطبي الهندي بعد أن اندلعت حرب المقاومة الصينية ضد العدوان الياباني. ثم عمل مع زملائه في مدن هان كو ويي تشانغ وتشونغ تشينغ وغيرها والمناطق القاعدية الشعبية للمقاومة ضد العدوان الياباني في مقاطعاتي شانسي وخبي وغيرهما لإنقاذ الجرحى والمرضى الصينيين بغضّ النظر عن الأخطار والمشقات في ميدان الحرب. ومع الأسف الشديد، أصيب السيد كوتنيس بمرض خطر بسبب الإرهاق في العمل وضحّى بحياته أخيرا. وراجعت أخته الصغيرة فاتسالا كوتنيس ذكرياتها قائلة:

"عندما سافر أخي الكبير إلى الصين، كنت التاسعة من عمري فقط. وترك أخي بصمات عميقة في قلبي. وكان في أسرتنا كثير من الأولاد، وظل أخي لطيفا جدا معنا وعلّمني القراءة والكتابة في أوقات فراغه، وكنت سعيدة ومسرورة عندما كان أخي في البيت."

كما قالت أخته الصغيرة، كان الطبيب كوتنيس لطيفا وودودا ومفعما بروح العدالة والحنان وعقد صداقة عميقة مع الشعب الصيني خلال حرب المقاومة الصينية ضد العدوان الياباني. ومثل السيد كوتنيس، أصبح جميع رفقائه في الفريق الطبي الهندي أصدقاء مخلصين للشعب الصيني. وكان السيد بي كي باسو طبيبا صاحب خبرات كثيرة لعلاج الأمراض في هذا الفريق، وبعد عودته إلى الهند، كتب عددا من المقالات والكتب الخاصة بالصين، بذل كل ما في وسعه لتعزيز الصداقة بين الصين والهند حتى آخر لحظة من حياته. وكان السيد أم أتال ( M.Atal) رئيسا لهذا الفريق الطبي الهندي، عرّف الشعب الهندي بكيفية تحقيق الشعب الصيني تحرره في كثير من المناسبات العامّة كما عرّف شعب الهند وخاصة شبابها بأحوال الصين الجديدة بصورة شاملة. حيث قال حفيد أخيه - السيد نافين أتال لمراسلنا:

" عرفت مشوار السيد كوتنيس بكل تفاصيل منذ طفولتي، فهو اشترك مع الفريق الطبي الهندي لمساعدة الصين خلال مقاومتها ضد العدوان الياباني. وعندما انتهى الفريق من مهمته قبل عودته إلى الهند، قرّر الطبيب كوتنيس بقاءه بمفرده في الصين ووجد حبيبته خلال فترة عمله في الصين، ثم تزوج منها وأنجبت زوجته ولدا بعد سنوات. وكرس كل حياته في عملية تحرّر الصين كما قدّم مساهمة كبيرة في تعزيز الصداقة بين البلدين."


السيد دواركاناث شانتارام كوتنيس في الصين

لاقى الطبيب كوتنيس احتراما شاملا في الصين، كما احتلّ مكانة سامية في الهند ونقلت قصته المؤثّرة على ألسنة الناس بين الجماهير الهندية باعتباره واحدا من أبرز المساهمين في تعزيز الصداقة بين البلدين. وترى كثير من الشخصيات الشهيرة في الهند أن إذكاء الروح العظيمة للطبيب كوتنيس سيعزّز الصداقة والتعاون بين الصين والهند ويعمل على تحقيق النمو المشترك بين الدولتين.

من أجل إذكاء روح الطبيب كوتنيس، نظّمت الصين والهند فريقا طبيا مشتركا في عام 2008، واختار كل من البلدين لفيفا من شباب الأطباء الممتازين للانضمام إلى هذا الفريق. وتوجه الفريق إلى العديد من المناطق الفقيرة في البلدين لعلاج المرضى والجرحى المحليين مجانا بصورة تطوعية. وانضمّت الطبيبة الشابة الهندية أيس أنورادها إلى هذا الفريق في العام السابق، وذهبت مع رفقائها الصينيين والهنود إلى شمال الصين لعلاج المرضى والجرحى المحليين بصورة تطوعية. وقالت لمراسلنا إنها لا تنسى تجربتها هذه حتى الآن. حيث قالت أنورادها:

" ذهبت مع رفقائي في الفريق الطبي المشترك الصيني والهندي إلي مدينتي بكين وشي جيا تشوانغ ومحافظة تانغ في شمال الصين وغيرها. وقمنا بزيارة الأماكن التى كان الطبيب كوتنيس يعيش فيها خلال فترة إقامته في الصين، كما زرنا بيوت السكان المحليين واستقبلونا بحماس شديد ومودّة. وتركت هذه الزيارة للصين انطباعا جميلا جدا في قلبي."

وأثناء أعمالها التطوعية لعلاج المرضى والجرحي الصينيين، عرفت الفتاة الهندية أنورادها أحوال الصين بصورة كاملة وعقدت صداقة عميقة مع رفقائها الصينيين وعامة الناس في الصين. وأكّدت أنها تريد متابعة طريق الطبيب كوتنيس وتقديم مساهمتها من أجل تعزيز الصداقة بين الصين والهند.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي