CRI Online

قصص حول مسنين مسلمين من شمال غربي الصين

cri       (GMT+08:00) 2010-01-26 14:56:40

شهدت أجيال أسرة مسلمة في منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور شمال غربي الصين تطورات كبيرة فى غضون أكثر من 60 عاما منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، حيث تسكن زينب البالغ عمرها الآن 87 عاما فى قرية بمحافظة تاكسكورغان الذاتية الحكم لقومية الطاجيك بمنطقة شينجيانغ، وهى منطقة جبلية نائية ورئيسية مأهولة بهذه القومية فى الصين. وذكرت زينب أنها لا تستطيع تصور التغيرات الكبيرة التي طرأت على حياة أسرتها فى غضون عشرات السنين.

وقالت زينب إن أسرتها كانت فقيرة جدا قبل التحرير السلمي لمنطقة شينجيانغ عام 1949 ولم تكن هناك مواش لأسرتها ولو حتى واحدة، وواصلت الحياة اعتمادا على تربية المواشى لملاك آخرين والأسر الأغنياء .

وأضافت أنها تزوجت بابراهيم الذى عاش فى أسرة فقيرة أيضا، عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها وانهما واصلا رعى المواشى للآخرين ليعولا أفراد أسرتيهما.

وبقيادة الحزب الشيوعي الصيني، حققت منطقة شينجيانغ التحرير السلمي في سبتمبر من عام 1949، وتأسست منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور عام 1955. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت شعوب مختلف القوميات هناك من أصحاب المنطقة. ووزعت الحكومة الأراضي الزراعية على أسرة زينب، ومنذ ذلك الوقت، لم ترع الأسرة المواشي لملاك آخرين، والتحق ولدها بالمدرسة المحلية، حيث تلقى التعليم الحكومي. غير أن حياتهم حينذاك كانت صعبة أيضا. فى فترة المدرسة الإعدادية لولد زينب، كان يدرس ويقيم فى مدرسة بمحافظة قريبة. وكان يذهب إليها راكبا على ظهر جمل لمدة نصف شهر آخذا معه أطعمة جافة قبل افتتاح المرحلة الدراسية الجديدة.

ولا يمكن الآن لعبد الله حفيد زينب أن يتخيل حاليا ما مر بأبيه. ويدرس عبد الله الآن فى مدرسة أسستها الحكومة باستثمار أكثر من 60 مليون يوان فى محافظة تاكسكورغان الذاتية الحكم لقومية الطاجيك ويتلقى التعليم فيها مجانا فضلا عن الإقامة والأكل بالمجان أيضا. وترسل الحكومة سيارات خاصة لتنقل الطلاب إلى المدرسة عند افتتاح المرحلة الدراسية وانتهائها.

وبالنسبة إلى شقيق عبد الله، فقد أدار أول دكان فى القرية قبل سنوات وتحول من راع للمواشي إلى تاجر. وفى العام الماضى، اشترى أول سيارة فى القرية لاستخدامها في أغراض النقل ويحصل على دخل سنوي يصل إلى عشرات الألاف من اليوانات.

وتحسنت ظروف معيشة أسرة زينب فى القرية، حيث اشترت جهاز تلفزيون وتستخدم الطاقة الشمسية.

أما الأسرة المسلمة الاخرى التي سنعرفكم بها، فهي من منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين. إن المسن ما تينغ فو من قومية هوي وأسرته كانوا يعيشون في قرية جبلية نائية بجنوبي منطقة نينغشيا، حيث يصعب عليهم شرب الماء وحياتهم هناك فقيرة. وقبل عشر سنوات، انتقل المسن وأسرته إلى منطقة التطوير "هونغ سي بو". وفي ذلك الوقت، رغم أن هذه المنطقة لم تكن بها كثير من الناس بالإضافة إلى عدم زراعتها، غير أن المواصلات هناك سهلة. ومن المهم أن المشروع البري الذي أقامته البلاد في هذه المنطقة يمكن أن يستخدم مياء النهر الأصفر لري الأراضي المزروعة، وبذلك حلت مشكلة استخدام المياه.

تجدر الإشارة إلى أن منطقة هونغ سي بو هي منطقة التطوير الخاصة للمهاجرين والتي خصصت الحكومة المركزية الصينية أموالا ضخمة لبنائها. وخلال عشر سنوات مضت، انتقل 200 ألف فلاح ممن كانوا يعيشون في المناطق الصحراوية إلى هذه المنطقة، وبينهم عدد من المواطنين المسلمين يمثلون بنسبة 57 في المائة من إجمالي عدد السكان بالمنطقة. وفي الوقت الحالي، أصبحت المنطقة أراض خضراء، حيث هناك الأراضي المزروعة والأشجار الكثيرة. وفي الوقت الحالي، يمكن لأسرة المسن ما أن تحصل على دخل جيد سنويا اعتمادا على زراعة الحبوب.

بالإضافة إلى زراعة الحبوب، وقد زرعت أسرة المسن ما أشجارا مثمرة اقتصادية. إن الزراعة المركبة والنقل الفردي وتصدير العمالة كل ذلك أسهم في إزدياد الدخل الفردي لهذه المنطقة خلال العشر سنوات الماضية بخمسة أضعاف. ومع ارتفاع مستوى المعيشة في هذه المنطقة، شهد التعليم هناك تقدما متواصلا أيضا. في العام الماضي، حدث أمر مفرح في أسرة المسن ما تينغ فو، وهو التحاق حفيده ما فنغ بجامعة الجيولوجيا الصينية بنتيجة ممتازة. وقال ما فنغ إنه سيواصل اجتهاده في الدراسة بالجامعة، من أجل العودة إلى مسقط رأسه ويساهم في بنائه وتطويره.

أعزائي، تعتبر هاتان الأسرتان المسلمتان صورتين مصغرتين لكافة الأسر الصينية. وخلال ستين سنة مضت منذ تاسيس الصين الجديدة، وخاصة خلال السنوات الأخيرة منذ تنفيذ الصين سياسات الإصلاح والانفتاح، شهدت حياة الأبناء الصينيين مهما كانوا من أية قومية ارتفاعا كبيرا، حيث يتمتعون بحياة سعيدة ومفرحة في هذه البلاد.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي