CRI Online

كلية اللغة الصينية والعربية بلينشيا شمال غربي الصين

cri       (GMT+08:00) 2010-01-26 14:57:19


كلية اللغة الصينية والعربية بلينشيا

تقع ولاية لينشيا وسط مقاطعة قانسو شمال غربي الصين، ويعيش فيها أبناء من قوميات هوي ودونغشيانغ وسالار وغيرها من القوميات المسلمة، وقد أسهم التاريخ العريق الإسلامي والثقافة العميقة الإسلامية هناك في خلق مناخ جيد لتطوير التعليم الإسلامي في هذه الولاية. في نهاية سبعينيات القرن الماضي، أقام إمام مسجد لينشيا الشيخ ما تشي شين دورة دراسية مجانية شاملة لتعليم الأبناء المسلمين اللغة العربية والثقافة الإسلامية، وها هي السابق ل" كلية اللغة الصينية والعربية بلينشيا". وفي هذا الصدد، قال العميد الحالي لكلية اللغة الصينية والعربية بلينشيا السيد ما مينغ داو من قومية هوي المسلمة:

"من المعروف أن ولاية لينشيا منطقة مأهولة بالأبناء المسلمين، لذا فتولي التعليم الإسلامي اهتماما أكثر من القوميات والمناطق الأخرى. وجد عميد كليتنا السابق أن

التعليم في المسجد يركز على تعليم الشعائر الإسلامية فقط، الأمر الذي لم يسهم في تعليم اللغة العربية ، فأنشأ العميد السابق لكليتنا هذه الدورة الدراسية الخاصة بتعليم اللغة العربية والثقافة الإسلامية للمسلمين."

أفتتحت الدورة الدراسية في دار شرقية رباعية عام 1979. رغم أن ظروفها متواضعة، غير أن الدورة الدراسية جذبت عشرات المسلمين للدراسة فيها. ولقيت الدورة دعما كبيرا من المواطنين المحليين الذين قدموا الكثير من الاحتياجات اليومية مثل الطحين والأرز للمعلمين والطلاب المشاركين بالدورة الدراسية. وقال العميد الحالي لكلية اللغة الصينية والعربية السيد ما مينغ داو إن :

"يهتم الأبناء هنا تعليم اللغة العربية كثيرا، ويرون أن الذين يتعلمون ويدرسون اللغة العربية يتميزون بالثقافة والخلقة، فقدموا لهم دعما روحيا وماليا كبيرا."

وخلال الست سنوات التالية بعد إنشائها، شهدت الدورة الدراسية تطورا مستمرا. وفي عام 1986، وبفضل رعاية ودعم مختلف الشخصيات الاجتماعية، تم إنشاء البنايات التعليمية، وأنشأت "كلية اللغة الصينية والعربية بلينشيا " بشكل رسمي.

خلال تطورها، تبذل الكلية جهودا إيجابية في البحث عن الطرق والوسائل التعليمية الجديدة. رغم أن ولاية لينشيا منطقة مأهولة بالمسلمين، وتتمتع بتاريخ طويل في تعلم اللغة العربية، غير أن موقعها الجغرافي النائي يؤدي إلى تأخر المستوى التعليمي هناك. لذلك، فيعتبر تعزيز تدريب المعلمين وإرسالهم إلى المعاهد والجامعات لمواصلة الدراسة من الإجراءات الهامة لدعم مواصلة تطور الكلية. وحول ذلك، قال عميد الكلية ما مينغ داو:

"تقوم كليتنا بتدريب المعلمين سنويا. ونتيجة لذلك، شهد مستواهم التعليمي ارتفاعا متواصلا."

خلال السنوات الاخيرة، اشترت الكلية أجهزة صوتية حديثة لمساعدة الطلاب في رفع قدراتهم على الفهم السماعي. وقال المعلم باي تشونغ لي من قومية هوي المسلمة:

" بعد استخدام الأجهزة الصوتية في التعليم، ارتفعت قدرة الطلاب على الفهم اللغوي السماعي ارتفاعا كبيرا."

خلال هذه السنوات، تشهد الاتصالات التجارية بين الصين والدول العربية تعزيزا مستمرا، حيث أصبحت مجالات التوظيف للذين يتعلمون اللغة العربية بعد تخرجهم أوسع فأوسع. وقال عميد كلية اللغة الصينية والعربية بلينشيا السيد ما مينغ داو إن الكلية تعزز حاليا جهودها لتدريب الطلاب المؤهلين لشغل الوظائف في المجتمع الحالي، حيث قال:

" لا يستطيع تعلم ودراسة اللغة العربية والثقافة الإسلامية في المسجد المساهمة في حل مشكلة التشغيل بشكل كامل، ولا يمكن لجيمع المسلمين أن يصبحوا أئمة بعد انتهاء دراستهم في المسجد. لذلك، أصبجت دراسة اللغة العربية طريقا آخرا لحل مشكلة التشغيل في منطقتنا."

التقى مراسلنا في الكلية بمسلم جاء من مدينة لانتشو حاضرة مقاطعة قانسو والذي كان يرغب في معرفة كل ما يتعلق بالتعلم في هذه الكلية، وقال إنه أراد إرسال إبنه إلى هذه الكلية للدراسة، حيث قال:

"نحن مسلمون، وبعد تخرج إبني من المدرسة الإعدادية، رغب في دراسة اللغة العربية. وعرفت الكثير من المعلومات المتعلقة بالمدارس الخاصة بتعليم اللغة العربية، وقررت إرساله إلى هذه الكلية للدراسة. وقد أصبح الآن التشعيل للذين يتعلمون ويدرسون اللغة العربية جيدا بعد تخرجهم. وإذا درس إبني اللغة العربية في هذه الكلية، فنثق في أن يشهد مستقبله غدا جميلا."

أحدث نمو الكلية اهتماما بالغا من حكومة لينشيا المحلية التي تقدم كل سنة دعما ماليا خاصا لتشجيع التعليم القومي بهذه المنطقة وتطويره. وفي هذا الصدد، قال عميد الكلية ما مينغ داو:

تقدم الحكومة المحلية منحة دراسية بقيمة 1500 يوان صيني لكل طالب يتعلم في السنة الأولى والثانية بكليتنا. وتعفي الكلية أيضا الطلاب الذين يعانون ظروفا قاسية جدا من دفع الرسوم الدراسية."

في الوقت الحالي، وبفضل الدعم الكبير من الحكومة المحلية، تغير كلية اللغة الصينية والعربية بلينشيا إسمها إلى كلية اللغات الأجنبية بلينشيا، الأمر الذي يعكس أن الكلية تحولت من المدرسة الخاصة إلى المدرسة الشاملة. حيث قال عميد الكلية ما مينغ داو إنه يثق في أن تشهد هذه الكلية مستقبلا جميلا بفضل تأييد مختلف الشخصيات الاجتماعية.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي