CRI Online

خطاط مسلم صيني رائع في كتابة الخط العربي من شمال غربي الصين

cri       (GMT+08:00) 2010-02-02 14:32:26


أعمال تشاو يو فانغ

ولد تشاو يو فانغ البالغ من عمره 42 سنة في أسرة مسلمة عادية في ولاية لينشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة بمقاطعة قانسو شمال غربي الصين. وبفضل تأثير أسرته، كان تشاو يو فانغ شغوفا بمعرفة ودراسة الثقافة العربية والشعائر الإسلامية منذ طفولته، وبدأ تعلم الخط العربي بعد انتهاء دراسته في المدرسة الابتدائية وكان في ال12 من عمره. وقال تشاو يو فانغ إنه جُذب لتعلم وكتابة هذا الخط الرائع فور رؤيته، حيث قال:

"بدأت دراسة القرآن الكريم واللغة العربية في الثامنة من عمري. وعندما رأيت الخط العربي، أولعت به، وكنت في ال12 من عمري. ومنذ ذلك الوقت، بدأت أهتم وأجتهد في دراسته."

بالنسبة لتشاو يو فانغ، كان الخط العربي غريبا بل رائعا، وفي بداية دراسته، واجه كثيرا من الصعوبات، غير أنه لم يترك مواصلة الدراسة. وقال إن حبه الشديد تجاه الخط العربي كان دافعا كبيرا لتشجيعه على مواصلة الدراسة، حيث قال:

"كنت أتدرب على كتابة الخط العربي كل ليلة، لأنني أكون مشغولا وغير هادئ في النهار، ولذلك كنت أتدرب على الكتابة ليلا دائما، حيث كتبت الخط العربي في الأوراق وعلى الأرض، وتدربت على كتابة الخط لأربع أو خمس ساعات كل يوم. وفي ذلك الوقت، كان هناك عدد قليل من الناس يكتبون الخط العربي، لأن الكثير من الناس في منطقتنا كانوا لم يعرفونه ولا يقبلونه حينذاك. لكنني لم أهتم بما قاله الآخرون، وتمسكت بالتدرب على كتابة الخط العربي."


معرض أعمال تشاو يو فانغ

لم يوقف تشاو يو فانغ تدربه على كتابة الخط العربي خلال أكثر من عشرين سنة مضت. ومع تعزز معرفته للخط العربي، عانى تشاو يو فانغ من الظروف الصعبة لانتشار الخط العربي في الصين. لأن الكثير من الصينيين لم يعرفوا هذا الخط، فمن الصعب أن يقبلوه. وتدفقت فكرة في ذهنه، وهي عرض الخط العربي بشكل يقبله معظم الصينيون في محاولة منه لتعريف المزيد من الناس بهذا الخط وانتشاره. وحكي تشاو يو فانغ لمراسلنا أمرا ترك تأثيرا كبيرا بداخله، حيث قال:

"في ثمانينيات القرن الماضي، زرت دار الخطوط والرسوم بلينشيا، وكنت راغبا في دراسة وكتابة الخط العربي فيها، غير أن مسؤول الدار قال إنه لم يعرف الخط العربي، ولا يسمح بتعليق أعمال الخط العربي في داره، الأمر الذي أحدث انتباها كبيرا مني. وبذلك، قررت أن أبذل كل ما في وسعي لتعريف المزيد من الناس بالخط العربي، وأثق في أن تُعلق أعمال الخط العربي في ديار الخطوط والرسوم الصينية في يوم ما."

ابتداء من أوائل تسعينيات القرن الماضي، حاول تشاو يو فانغ تحقيق الإندماج بين الخط العربي والرسوم التقليدية الصينية، للحفاظ على جمال الخط العربي وحب وعشق الصينيين له في آن واحد. ومن خلال جهوده المبذولة لعدة سنوات، نجح تشاو يو فانغ في تحقيق الإندماج بين الخطين الصيني والعربي والرسوم التقليدية الصينية. وقال إن الإندماج بين الثقافتين الصينية والعربية له مغزى خاص، حيث قال:

"الإندماج بين الخط الصيني والخط العربي يمثل اندماجا للثقافتين، الأمر الذي يرمز إلى تعميق الصداقة بين الصين والدول العربية وكذلك التضامن بين مختلف القوميات داخل بلادنا."

حظيت أعمال تشاو يو فانغ للخطوط العربية بالتميز وذلك بتأكيد الخبراء في مجال الخطوط. وعندما أتى إلى دار الخطوط والرسوم بليشيا وعرض أعماله لمرة أخرى، أدهشت أعماله الرائعة مسؤول الدار. وفي الوقت الحالي، تُعرض أعداد كبيرة من أعماله في هذه الدار، ولقيت تقديرا عاليا من قبل الزوار القادمين من أنحاء البلاد. جاء لي بينغ من مدينة لانتشو حاضرة مقاطعة قانسو والذي يحب الخطوط والرسوم كثيرا، وقدم تقديرا عاليا لأحد أعمال تشاو يو فانغ، حيث قال:

"أنظر إلى هذا العمل الذي تكتب عليه أربع كلمات صينية، وهي جميلة في الخط. ومن خلال شرح المرشد، عرفت أن هذه الكلمات الصينية تتكون من الكلمات العربية الصغيرة، وبالإضافة إلى ذلك، تتشكل الزهور المرسومة المحيطة بهذه الكلمات من الكلمات العربية أيضا. رغم أنني لم أعرف اللغة العربية، غير أنني أحب هذا الخط كثيرا. "

بفضل جهوده الدائمة خلال عشرات السنين، حقق تشاو يو فانغ نتائج باهرة. وفي عام 2004، حاذ تشاو يو فانغ على عدد كبير من الجوائز في مجال الخطوط والرسوم، ومن بينها جائزة " الكفاءات البارزين" التي منحتها وزارة الثقافة الصينية. وحضر تشاو يو فانغ مراسم توزيع الجوائز التي عقدت في قاعة الشعب الكبرى ببكين. وقال إنه يحرص كثيرا بالحصول على هذه الجائزة، لأنها تعتبر تأكيدا ونتويجا لجهوده المبذولة خلال السنوات الماضية.

في الوقت الحالي، يكرس تشاو يو فانغ على دراسة الطرق الجديدة لكتابة الخط العربي، وقال إن مواصلة تعريف المزيد من الصينيين بالخط العربي هي أمنيته الدائمة طوال حياته.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي