CRI Online

أحوال معيشة السكان في المناطق التى أصيبت بالزلزال الشديد في مقاطعة سيتشوان الصينية

cri       (GMT+08:00) 2010-03-04 10:47:57


احتفال سكان المنطقة المنكوبة بالزلزال بعيد الربيع

لقد مضت سنتان على وقوع الزلزال الشديد الذي وقع في مقاطعة سيتشوان الصينية عام 2008. وقد تم بناء بعض المشروعات المدنية أثناء عملية إعادة الإعمار في المناطق المنكوبة كما نفذت المشروعات المعنية الأخرى بصورة سلسة حاليا. وقد حلّ عيد الربيع باعتباره أكبر عيد تقليدي حسب التقويم القمري الصيني في منتصف شهر فبراير الماضي. فكيف يعيش أهالي هذه المناطق حاليا؟ وفي بداية هذه الحلقة، هيا بنا لزيارة بعض أسر المنكوبين فيها.

وكانت أسرة السيدة يي جيان بينغ تعيش في بلدة ينغ شيو الجميلة بمقاطعة سيتشوان، ولكن هذه البلدة كانت مركزا للزلزال الشديد الذي حدث في الثاني عشر من شهر مايو عام 2008، وتعرضت لخسائر فادحة للغاية. وانهارت ديار بيتها كلّيا. لكن، من حسن الحظّ أن جميع أفراد أسرته نجوا من براثن الكارثة، ثم لجأوا إلى الديار المبنية مؤقّتا بالشرائح الخشبية. وتسكن أسرتها الآن في قرية ينشين التى تقع قريبا من بلدة ينغ شيو لأن والدتها تعيش هناك. وأضافت السيدة يي جيان بينغ أن كل أنحاء بلدة ينغ شيو ما زالت قيد تجديد البناء. وستعود أسرتها إليها بعد الانتهاء من بناء المساكن الأبدية الجديدة فيها. ها هي السيدة يي تقول:

" الآن، تعمل بلدة ينغ شيو على إنشاء المباني الجديدة، فانتقلنا مؤقتا إلى بيت والدتي في قرية ينشين."

وأوضحت السيدة يي قائلة إن الديار في قرية ينشين لم تتعرض للدمار الشديد. فتسكن أسرة السيدة يي مؤقتا في بيت والدتها بعد ترميمه البسيط. وقالت إن المساكن الجديدة في بلدة ينغ شيو سيتم بناؤها قبل الثاني عشر من شهر مايو هذا العام. وحينذاك، ستنتقل أسرتها إلى المبنى الجديد.

وبعد وقوع الزلزال، ظلت السيدة يي تعمل كعاملة نظافة في مقرّ حكومة بلدة ينغ شيو. وتعمل بجد واجتهاد كل يوم بغضّ النظر عن التعب الشديد في عملها لأنها تعمل بيديها وجهودها لتحقيق السعادة في حياتها مرة أخرى. وقبل حلول عيد الربيع، عاد زوجها الذي يعمل خارج البلدة وإبنها الذي التحق بالجامعة في العام الماضي وإبنتها التى تدرس الآن في المدرسة المتوسطة إلى موطنهم لتحقيق لمّ شمل أسرتها. وقضت أسرتها عطلة عيد الربيع بفرح وسرور وسعادة.

ووزّعت الحكومة المحلية الملابس والأغذية والزيوت النباتية وغيرها إلى أهالي المناطق المنكوبة. وأعدّت السيدة يي عشاء فاخرا بمناسبة عشية عيد الربيع.

ومثل السيدة يي جيان بينغ، تعرض السيد شيان تيان تشيوان لخسارة فادحة من كارثة الزلزال في عام 2008. ويسكن السيد شيان حاليا في قرية بنغ هوا ببلدة تسيون داو التابعة لمدينة ميان تشو في مقاطعة سيتشوان. وكان يعمل في قطاع السياحة قبل حدوث الزلزال، وقدّم الخدمات السكنية والأطعمة للسياح القادمين من الخارج في ديار بيته. وحقّق منافع جيدة. ولكن بيته أصبح أنقاضا خلال الزلزال كما لقيت زوجته مصرعها فيه. وعملت حكومة الصين على إعادة إعمار المناطق المنكوبة فورا بعد الزلزال. وانتقلت أسرة السيد شيان إلى بيت جديد في مطلع العام الماضي. وبفضل المساعدة من العديد من الأطراف المعنية، لم يشعر السيد شيان الذي تجاوز الخمسين عاما من عمره بالخيبة واليأس إزاء المستقبل، وتحدوه الآمال في حياته مرة أخرى. حيث قال السيد شيان:

" بعد الانتهاء من بناء بيتنا الجديد في مطلع عام 2009، تزوجت مرة ثانية وكوّنت أسرة جديدة. وبدأت تقديم الخدمات السياحية للزوار في ديار بيتنا من جديد بعد عيد الربيع في العام الماضي."

وقال السيد شيان إنه بفضل مساعدة أصدقائه وأقربائه في مطلع العام الماضي، استأنف عمله في قطاع السياحة مرة أخرى. ثم عرّفه أحد أصدقائه بسيّدة قادمة من مدينة مي شان في نفس المقاطعة. وهما يتفاهمان في الآراء والعواطف وتزوّجا في شهر يونيو من العام الماضي. وأضاف السيد شيان: برغم أنه تعرّض لخسائر فادحة في كارثة الزلزال، لكن الحياة مستمرّة، فيتعيّن عليه مواصلة عمله. وأحسّ براحة البال بعد زواجه الثاني. ولدى زوجته الجديدة قدرة فائقة في العمل وأصبحت مساعدة جيدة له في المعيشة والعمل. وجرت عملية إعادة الإعمار بصورة سلسة بعد وقوع الزلزال، وانتقل سكان المناطق المنكوبة إلى المساكن الأبدية الجديدة تدريجيا. وتمشيا مع تحسن بيئة القرية وظروفها، زارها سكان المدن أكثر فأكثر وحقّق منافع جيدة في العام الماضي، حيث كسب أكثر من خمسين ألف يوان صيني. ووثق بأنه سيكسب أكثر في هذا العام. وتخرجت إبنته من الجامعة في العام الماضي، وهي تعمل الآن كطبيبة في إحدى المستشفيات في مدينة ميان تشو.

وما زالت أسرة شيان تيان تشيوان تصنع المقانق واللحم المقدّد بأسلوب مميّز لها لاستقبال وتكريم الضيوف. كما اشترى السيد شيان الدجاج والبط والفواطه والحلويات وبعض الأطعمة المميزة التقليدية الصينية للاحتفال بعطلة عيد الربيع.

وقال السيد شيان إن أحوال المعيشة في قريته أحسن مما كانت عليه قبل حدوث الزلزال. والمباني الجديدة أكثر متانة وأوسع مساحة وأوفر إضاءة. وتحسنت ظروف المعيشة في الأحياء السكنية وأصبحت أكثر نظافة وزرعت فيها كثير من الأشجار وتمّ تجهيزها بالأجهزة الرياضية ومواسير الكهرباء والماء وغيرها، كما تم إنشاء الطرق لربط مختلف الأحياء السكنية، واعتقد السيد شيان أن المعيشة في قريته ليست أسوأ مما كانت عليه في المدينة. وقال السيد شيان بسعادة بالغة إنه سيكثّف جهوده لتحقيق حياة أفضل سنة بعد سنة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي