CRI Online

فن الفخار الأسود المتميز في محافظة نيشي

cri       (GMT+08:00) 2010-03-08 14:50:04


الفخار الأسود المتميز في محافظة نيشي

قرية تانغدوي قرية صغيرة تابعة لبلدة نيشي في محافظة شانغريلا بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين، تقع على طريق تشاما ( الشاي والخيل ) القديم. ولا تتحلى قرية تانغدوي بالخصائص المتميزة لقومية التبت فقط، بل ما زالت تتوارث فن صنع الفخار الأسود الذي يرجع تاريخه إلى ما قبل أكثر من 2000 سنة. في الدقائق التالية، لنتعرف سويا على قرية تانغدوي وفن الفخار الأسود التقليدي.

تعتبر منتجات الفخار الأسود رمزا لثقافة قومية التبت وتنتشر في المناطق المكتظة بأبناء قومية التبت. وتم اكتشاف أواني الفخار الأسود التي يرجع تاريخها إلى ما قبل 2000 سنة في الحفريات الأثرية في مناطق مجرى نهري جينشا ولانتسانغ. وخلال السنوات الماضية، ظل الحرفيون التبتيون يعملون على صنع أعمال الفخار الأسود المتميزة بلا كلل ولا ملل.

عندما دخلنا ورشة صنع الفخار الأسود، وجدنا عدة رجال تبتيين يجلسون على الأرض حيث يتواكب صوت الموسيقى الناعمة مع صوت ضرب الطين الصلصالي وتشكل الكفوف الحمراء وأواني الفخار الأسود والوجوه الحمراء مشهدا جميلا يظهر الرجولة القوية.

ومن بين هؤلاء الحرفيين السيد لارونغتشوتشن الذي قال إنه لا يتمتع بأية موهبة أخرى إلا الرغبة في صنع أفضل الأعمال عندما يضرب ويقص طين الفخار، مضيفا أنه توارث فن موهبة صنع الفخار الأسود من جده وقد عمل في هذه الورشة 13 سنة، ويعتبر كل عمل ابنه.

وذكر لارونغتشوتشن أن الحرفيين في قرية تانغدوي ما زالوا يستخدمون الفنون القديمة لصنع الفخار الأسود حيث تستغرق عملية الصنع حوالي شهر واحد بالمراحل التالية: أولا، يجمع الحرفيون الطين الجيد من الجبل على بعد عدة كيلومترات عن القرية لصنع الأشكال الطينية. ثانيا، يقومون بالضرب والقص والنقش على الأشكال الطينية، ثم يضعونها داخل الغرف حتى تكون جافة. ثالثا، يحرقون الأشكال الطينية باستخدام خشب الصنوبر المحلي. أخيرا، يقوم الحرفيون بتنظيف وصقل المنتجات.

وعندما سألنا لارونغتشوتشن ما هو تطلعه للمستقبل، قال بصورة بسيطة

" أريد أن أُورث هذا الفن إلى ابني ثم من ابني إلى حفيدي حتى يتم توارثه جيلا بعد جيل."

وأظهرت الإحصاءات المعنية أن 80 أسرة من إجمالي 180 أسرة في قرية تانغدوي تقوم بصنع الفخار الأسود. وفي شهر يونيو من عام 2005، تأسست شركة نيشي المحدودة لتطوير الفخار الأسود حيث كانت أسر القرية مسؤولة عن صنع الفخار الأسود، أما الشركة الآن فهي مسؤولة عن تعبئة وبيع المنتجات. ومع تطور قطاع السياحة في منتجع شانغريلا، أصبحت منتجات الفخار الأسود محبوبة لدى السياح الصينيين والأجانب أكثر فأكثر.

وفي هذا الصدد، قال نائب المدير العام لشركة نيشي المحدودة لتطوير الفخار الأسود السيد وانغدوي " داخل البلاد، نسوق المنتجات بصفة رئيسية في مدينتي بكين وقوانغتشو ومقاطعة هاينان. أما خارج البلاد، فنصدر معظم المنتجات إلى الهند ونيبال."

وقدمت الشركة المحدودة مساهمة كبيرة في زيادة دخل الريفيين المحليين وحماية ثقافة الفخار الأسود.

مستمعينا الأعزاء، فيما يلي، سوف نعرفكم بالجهود التي تبذلها حكومة ولاية ديتشينغ الذاتية الحكم لقومية التبت لحماية البيئة الأحيائية بمنتجع شانغريلا السياحي.

في ولاية ديتشينغ الذاتية الحكم لقومية التبت التابعة لمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين أرض ساحرة تنتشر شهرتها على نطاق واسع في العالم، وتجذب الملايين من السياح الصينيين والأجانب كل سنة للتمتع بالطبيعة والعادات والتقاليد المتميزة للأقليات القومية أو البحث عن الأجواء الرومانسية هناك، اسم هذه المنطقة هو شانغريلا، معناه في اللغة التبتية "الشمس والقمر في القلوب". وتماشيا مع تطور قطاع السياحة في السنوات الأخيرة، أصبحت شانغريلا أكثر المناطق المأهولة بأبناء التبت ازدهارا.

السيد تشيلين بينتشو أحد الفلاحين التبتيين المحليين في شانغريلا يقوم بالدوريات اليومية مع زملائه في الجبال للوقاية من الحرائق ومكافحة الصيد غير المشروع إضافة إلى التقاط الأكياس البلاستيكية البيضاء التي تركها الناس هناك، ويعمل السيد تشيلين بينتشو مع زملائه على حماية الغابات والظروف الطبيعية بالجبال التي يعيش فيها أبناء التبت جيلا بعد جيل. وحول عمله اليومي، قال السيد تشيلين بينتشو

"نلتقط النفايات ونقيم في الجبال بالتناوب لحظر عمليات قطع الأشجار والصيد غير المشروعة سعيا لحماية البيئة."

وجدير بالذكر أن قرية لورونغ التي يقطنها السيد تشيلين بيتشو تقع في حديقة بوداتسو الوطنية بمحافظة شانغريلا والتي تحيط بها غابات طبيعية ووديان وأنهار وبحيرات ومروج وأراضي رطبة، وتعيش فيها حيوانات ونباتات نادرة كثيرة. وفي هذه الحديقة الرائعة، تعد بحيرتا شودو وبيتا أجمل المناظر، وهما تغذيان أبناء قومية التبت المجتهدين والطيبين بالمياه العذبة. وفي جزيرة وسط بحيرة بيتا معبد للبوذية التبتية، ويزوره التبتيون المحليون على الدوام لأداء الصلوات، لذلك يتغطى المعبد بالبخور البوذي طوال السنة. وفي داخل حديقة بوداتسو، بحيرة تسمى ب/ميلي/ والتي يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 4159 مترا، هي منطقة مفضلة للرعاة التبتيين لأنهم يحبون رعي أغنامهم وأبقارهم في مروج قريبة من شواطئ البحيرة. وإذا زرت هذه المنطقة، بإمكانك أن ترى مشهدا أكثر شيوعا هناك، وهو انتشار الأبقار في المروج هنا وهناك وهي تأكل الأعشاب تحت السحب البيضاء والسماء الزرقاء، وتتدفق مياه الجداول من الأعلى، وتحدث أصواتا كنغمات، كما تتطاير قطرات بيضاء من المياه مثل الأزهار البيضاء أو اللآلئ الصغيرة، وتنتشر هذه القطرات في الأدغال بجانبي التيارات، وتطلق قوس قُزَحٍ بسبعة ألوان تعكس أشعة الشمس.

لكن قبل عام 1998، كان المحليون بشانغريلا لا يدركون أهمية حماية البيئة، بل قطعوا كثيرا من أشجار الغابات ودمروا المروج بغية تنمية الاقتصاد، مما أدى إلى وقوع كوارث طبيعية كثيرة مثل الانزلاقات الجبلية والتدفقات الطينية والصخرية حتى تعرضت لفيضانات خطيرة في عام 1996.

ولمواجهة الكوارث الطبيعية وحماية البيئة الأحيائية، اتخذت الحكومة الصينية إجراءات عديدة مثل حظر قطع الأشجار وإعادة الأراضي الزراعية إلى الغابات وزرع الأشجار والأعشاب وتطوير الطاقة البديلة. وبفضل الجهود التي بذلتها الحكومة على مدى عشر سنوات، تحظى الموارد الطبيعية في شانغريلا بحماية فعالة وشهدت تنمية جيدة.

وقال السيد دينغ ون دونغ نائب المدير العام لحديقة بوداتسو الوطنية بشانغريلا إن الحكومة المحلية اتخذت إجراءات فعالة لحماية الظروف البيئية بالحديقة، مثلا، أزالت المباني السكنية قرب بحيرتي شودو وبيتا، واشترت أكثر من عشرين حافلة صديقة للبيئة لنقل السياح، الأمر الذي يقلل معدل الانبعاثات هناك. وفضلا عن ذلك، استثمرت الحكومة في زرع الأعشاب وأدخلت نوعا ممتازا من الأعشاب لمنع تآكل التربة، وفي الوقت نفسه، أنشأت داخل الحديقة مطاعم تستخدم الطاقة الشمسية وطاقة الحرارة الأرضية ودورات مياه صديقة للبيئة. وفي هذا الصدد، قال السيد دينغ ون دونغ "لقد استثمرنا 230 مليون يوان صيني لشراء حافلات صديقة للبيئة وبناء طرق صديقة للبيئة وطرق خاصة لسيارة إطفاء الحرائق إضافة إلى بناء مطاعم ودورات مياه صديقة للبيئة، ويمثل الاستثمار في مجال حماية البيئة حوالي ثُلثي إجمالي استثماراتنا."

والآن أصبح كل تبتي محلي بشانغريلا يدرك أهمية حماية البيئة الأحيائية، ويرى أن حماية الجبال والأنهار والغابات والمروج والحفاظ على المناظر الطبيعية البدائية ستجعل مسقط رأسهم أجمل، وتجذب المزيد من السياح.

وقال السيد تسيوانغ بينغتسو أحد الفلاحين التبتيين بقرية نوشي التابعة لبلدة جيانتانغ لمراسل إذاعتنا إن التبتيين كانوا يقيمون في المباني الخشبية المكونة من طابقين، ويرون أنه مَنْ يمتلك عوارض خشبية كبيرة في منزله يعد شخصا غنيا، وبسبب التطلع للحصول على أكبر العوارض، كان المحليون يهرعون إلى قطع الغابات العَذْرَاء. وأضاف قائلا "كنا نحن أبناء قومية التبت نفضل استخدام الأخشاب لبناء المنازل، ونفضل العوارض الخشبية الكبيرة لبناء المباني الكبيرة والعالية. وعندما نستعرض ما فعلناه في الماضي، نرى أن سلوكنا القديم قد ضيع الموارد والأموال وأضر بالبيئة. والآن تخلى معظم التبتيين عن مفهومهم القديم للمباني السكنية، وبدأوا يولون اهتماما لحماية البيئة. وفي الوقت نفسه، تساعدنا الحكومة على استغلال الطاقة الشمسية، وتقدم لنا الدعم المالي لتوفير الطاقة."

وقال السيد تسيوانغ بينغتسو إن الحكومة المحلية لم تساعد كافة الأسر بقريته على تركيب معدات الطاقة الشمسية فحسب، بل تستثمر أيضا لبناء أحواض غاز الميثان. وبفضل ذلك، بات بإمكان أهل القرية استخدام الطاقة الشمسية وغاز الميثان التي تعد من الطاقات النظيفة، وودعوا الأساليب المعيشية القديمة المزعجة، وبدأوا التمتع بالحياة النظيفة الجديدة.

وفي محافظة شانغريلا قرية تشتهر بإنتاج الأدوات الفخارية على الطراز التقليدي التبتي، اسمها تانغدوي. كانت هذه القرية تستخدم أخشاب الصنوبر لإنتاج الأدوات الفخارية، وتنبعث بسبب عمليات الإنتاج كمية كبيرة من الدخان والغبار. ولتقليل استخدام أخشاب الصنوبر ومستوى الانبعاثات، يعمل العمال على البحث عن طاقة بديلة. وفي هذا الصدد، قال السيد وانغ دوي نائب المدير العام لشركة الأدوات الفخارية بقرية تانغدوي "أرى أن غاز الفحم وغاز الميثان ضمن الطاقة البديلة المناسبة لإنتاج الأدوات الفخارية، وسيسهمان في تقليل الانبعاثات أيضا. وسنبذل جهودنا للبحث عن سبل لاستغلال هذه الطاقة النظيفة."

وتماشيا مع تطور قطاع السياحة بصورة مزدهرة في منطقة شانغريلا في السنوات الأخيرة، يولي المحليون المزيد من الاهتمام لتحقيق التنمية المستدامة للموارد السياحية إضافة إلى حماية المناظر العذراء النادرة. وفي هذا السياق، أكد السيد تشيتشا لا أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بولاية ديتشينغ الذاتية الحكم لقومية التبت أن الولاية لن تسير على طريق /تدمير البيئة من أجل تنمية الاقتصاد، ثم حمايتها في وقت لاحق/، بل ترغب في الحفاظ على السرعة المناسبة لنمو قطاع السياحة من أجل تجنب الإضرار بالبيئة الطبيعية. حيث قال "نريد حماية البيئة الأحيائية والموارد الثقافية على مدى طويل. وفي السنوات الأخيرة، شهد قطاع السياحة بشانغريلا نموا سريعا ومستمرا. وفي المستقبل، نسعى لتطوير المواقع السياحية العالية المستوى والجيدة الفوائد والمستدامة التنمية. إن شانغريلا منطقة ستحقق التناغم بين البشر والطبيعة، وهي تدعونا إلى بذل جهودنا للحفاظ عليها."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي