CRI Online

الرسام المسلم الصيني علي ليقونغ

cri       (GMT+08:00) 2010-03-09 15:16:16

ولد علي ليقونغ عام 1954 في أسرة مسلمة عريقة. وبفضل تأثير هواية أبيه البارزة في فن الرسم، كان علي ليقونغ شغوفا بفن الرسم منذ طفولته، وولدت بداخله وفي قلبه رغبة شديدة في أن يصبح رساما منذ أن كان طفلا صغيرا. وخلال دراسته في المدرسة الابتدائية، لقيت موهبته في الرسم تأكيدا وتقديرا وإعجابا واضحا لدى معلميه. وفي هذا الصدد، قال علي ليقونغ:

"أحب أبي فن الرسم، وأيدني كثيرا في تعلمه. وخلال دراستي في المدرسة الابتدائية، اشتهرتُ ببراعتي في فنون الرسم بالمدرسة، وكنت مسؤولا عن تصميم جريدة السبورة."

بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، بدأ علي ليقونغ عمله في مصنع صغير. وبفضل جهوده المبذولة خلال خمس سنوات، أصبح علي ليقونغ مؤهلا لأداء العديد من الأعمال المختلفة في المصنع، بالإضافة إلى رغبته في دراسة فن الرسم. ومن أجل تحقيق رغبته هذه، ترك علي ليقونغ عمله الرسمي وتعمق في دراسة تقنية الرسم، الأمر الذي يعد نقطة تحول لمسيرته الفنية.

في عام 1978، صادف علي ليقونغ رساما مشهورا وبارزا في الرسوم التقليدية الصينية الدقيقة. وبفضل التعليم الجيد والمساعدة الكبيرة من هذا الرسام، شهد مستوى تقنية الرسم لعلي ليقونغ ارتفاعا ملحوظا، وأبدع العديد من أعمال الرسوم الرائعة.

وبصفته مسلما، بدأ علي ليقونغ دراسة مينياتور إيراني الذي يعد من الرسوم الصغيرة الحجم والبالغة الدقة ويرجع إلى الصور المرسومة على إطار وسور القرآن الكريم وكان مشهورا جدا في تاريخ إيران. وفي هذا الصدد، قال علي ليقونغ:

"هناك نقاطا مشتركة كثيرة بين الرسوم التقليدية الصينية والرسوم الإيرانية القديمة، واقترح معلمو على البحث عن طريق جديد في أعمال الرسم، فتحت قيادته، بدأت محاولة دمج عناصر الرسوم الصينية التقليدية والثقافة الإسلامية الصينية وكذلك الرسوم الإيرانية القديمة في إبداعي الفني، هادفا إلى خلق طائفة جديدة في مجال الرسم."

من خلال جهوده، نجح علي ليقونغ في دراسته، وأبدع العديد من الأعمال الرائعة المتسمة بالخصائص الصينية التقليدية والإسلامية البارزة، وفازت أعماله بالعديد من الجوائز في مختلف المسابقات والمعارض الخاصة بالرسم. وحول تجربته للحصول على الجائزة في الدورة الثامنة من معرض الفن الصيني، قال علي ليقونغ:

"لا تزال تلك التجربة حية في ذاكرتي. وأرى أن الحصول على الجائزة في ذلك المعرض الكبير تعتبر تأكيدا لعملي الفني. وتذكرت أنني كنت مسلما وحيدا يرتدي اللباس الإسلامي التقليدي الصيني ضمن جميع الفائزين بالجوائز حينذاك، الأمر الذي جعلني أشعر بفخر كبير في ذلك الوقت، لأنني رساما مسلما."

بعد تطبيق سياسات الإصلاح والانفتاح في الصين ابتداء من نهاية السبعينات في القرن الماضي، أولت الحكومة الصينية المزيد من الاهتمامات للشؤون القومية والدينية، مما ساعد علي ليقونغ في المشاركة ببعض نشاطات التبادلات الثقافية بين الصين وإيران، حيث تعرف على العديد من الأصدقاء الإيرانيين. وفي عام 1994، سنحت فرصة جيدة له ، وتلبية لدعوة من الجانب الإيراني، سافر علي ليقونغ إلى طهران، وعرض أعماله الفنية في معرض الفن الدولي الرابع، حيث لقيت أعماله تقديرا عاليا لدى الزوار. وفي عام 1995، وبفضل مساعدة السفارة الصينية لدى إيران وبعض الأصدقاء الإيرانيين، أقام علي ليقونغ معرضا لرسوماته الشخصية في طهران، ويعتبر ذلك معرض الرسم الأول الذي أقامه رسام صيني مسلم في إيران. وحقق المعرض نجاحا غير مسبوق، وأحدث هزة كبيرة في كل أرجاء إيران. وحول هذا المعرض، قال علي ليقونغ:

"كان المعرض ناجحا جدا، حيث تلقيت مساعدات كبيرة ودعما من الجانب الإيراني والسفارة الصينية لدى طهران. ويمكننا القول إنني فتحت طريقا جديدا لتعزيز التبادلات الثقافية بين البلدين، لأنني أول رسام صيني مسلم أقام هذا المعرض الشخصي في إيران."

بعد هذا المعرض، وتلبية لدعوات من الجانب الإيراني، سافر علي ليقونغ إلى إيران لمرات عديدة خلال عامي 1999 و2001 لإقامة المعارض الفنية الشخصية هناك، مما قدم مساهمات هامة لتعزيز التبادلات الثقافية بين الصين وإيران.

وحول خطته المستقبلية، قال علي ليقونغ إنه سيواصل عمله الفني، ويدرس كيفية دمج المزيد من عناصر الرسوم العربية والإيرانية في إبداعاته مع رسم المزيد من الأعمال الفنية التي تعكس ثقافات وحضارات العالم الإسلامي.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي