CRI Online

الأسرة المنسجمة المكونة من أبناء القوميات الأربع في أعماق الجبال الشاهقة

cri       (GMT+08:00) 2010-03-17 10:49:55


فتاة جميلة من أسرة قومية تشوانغ

تقع قرية سانجياوبوه الصغيرة في أعماق الجبال الشاهقة على الحدود بين مقاطعات قوانغشي ويوننان وقويتشو في الصين، ويصل ارتفاعها عن سطح البحر إلى 1400 متر، وظروف النقل والمواصلات هناك صعبة بسبب الجبال الشاهقة والغابات الكثيفة. ومنذ زمن، ظل أبناء القوميات المختلفة ومنها قوميات هان وتشوانغ ومياو وبويى، يتعايشون ويتكاثرون في القرية. وفي حلقة اليوم، نعرفكم على أسرة مكونة من أبناء القوميات الأربع في هذه القرية الصغيرة لنلمس حياتهم الجميلة.

بالرغم من أن الجو هنا بارد في الشتاء، ولكن أربع زوجات من أسرة يانغ قوانغ داو قد خرجن من البيت في وقت مبكر، ولأن الإبن الثالث لهذه الأسرة يعمل في الخارج، فقررت الزوجات مساعدته في حصاد الزنجبيل وبيعها في السوق في وقت مناسب لكسب المزيد من الأرباح.

تشتهر عائلة يانغ في قرية سانجياوبوه بالزوجات الأربع وحياتهن المنسجمة والسعيدة، وبالرغم من أنهن ينتمين إلى ثلاث أقليات قومية وهي قوميات تشوانغ ومياو وبويى، ولكنهن تعايشن في جو من الاحترام المتبادل والتفاهم خلال عشر سنوات منذ زواجهن من أولاد هذه الأسرة.

وتعرفت الفتاة تسن شياو شيان من قومية بويى على يانغ مينغ بينغ الإبن الأكبر السيد يانغ قوانغ داو أثناء زيارتها لأقربائها في قرية سانجياوبوه بمناسبة عيد الربيع عام 1989. وبعد فترة من التبادلات، نشأت علاقة حب بينهما. وعندما سمع يانغ قوانغ داو وزوجته فانغ مينغ شيو أن إبنه الكبير سيتزوج فتاة من قومية بويى، شعرا بقلق، حيث قالت السيدة فانغ مينغ شيو:

"كنت أخشى من أنها ليست متعودة على حياتنا من حيث الأكل والسكن، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، كانت أسرتنا فقيرة، وأولادي الآخرون ما زالوا صغارا ولا يستطيعون مساعدتها في الأعمال المنزلية."

على الرغم من هذا القلق، ولكن، في نهاية المطاف، أقنع السيد يانغ قوانغ داو زوجته باحترام خيار إبنهما الكبير، وهكذا، دخلت تسن شياو شيان كالزوجة الأولى من الأقلية القومية إلى أسرة يانغ وبدأت حياتها فيها عام 1992. وبعد الزواج، احترم أفراد أسرة يانغ العادات المعيشية من قومية بويى احتراما كثيرا، ومنحوا هذه الزوجة رعاية متكاملة وتفاهما وتسامحا، حيث قال السيد يانغ قوانغ داو:

"وفقا لعاداتها، نشتري بعض الخمر والسجائر لها كهدية لأقربائها بمناسبة عيد زيارة الأقرباء في منتصف الشهر الأول بموجب التقويم القمري، وخلاصة القول إننا نحتفل بكافة الأعياد لقومية بويى للتعبير عن احترامنا لها."

بفضل هذه العناية والحفاوة من قبل الحمى والحماة، تعودت السيدة تسن شياو شيان بسرعة على حياتها الجديدة، وأصبحت زوجة ممتازة تقوم بكافة الأعمال المنزلية وترعي حماها وحماتها، حيث قالت:

"يعمل زوجي في الخارج، وأبقى بمفردي في المنزل، حيث يتعامل معي المسنان والإخوان وزوجاتهم بصورة طيبة، ويساعدونني في كل شئ، وعندما سألني الآخرون: كيف الحياة مع زوجك من قومية هان، رددت عليهم: جيد جدا."

وأصبحت الحياة السعيدة بين يانغ مينغ بينغ إبن أسرة يانغ الكبير وزوجته من قومية بويى، نموذجا لحياة الأهالي المحليين حيث يقدرونها تقديرا رائعا. وفي ظل ذلك، تزوج أشقاؤ يانغ مينغ بينغ فتيات من قوميتي تشوانغ ومياو على التوالي، وتعايش أفراد أسرة يانغ المكونة من مختلف القوميات في جو مفعم بالوئام والسعادة خلال عشر سنوات.

تجدر الإشارة إلى أن أبناء أسرة يانغ يعرفون رد الجميل للكبار، ويحرصون على ذلك دائما، حيث يعدون دائما الأطعمة حسب أذواق المسنين، مهملين أذواق أنفسهم المختلفة، وإلى جانب ذلك، كانت قصة نقل الحمى إلى المستشفى محور الحديث في القرية.

في عام 2002، كان أولاد يانغ قوانغ داو الأربعة يعملون جميعا في الخارج، حيث بقى السيد يانغ وزوجته مع زوجات أولادهما داخل البيت. ذات يوم، أصيب السيد يانغ قوانغ داو بمرض عاجل، فعادت زوجات أولاده الأربع بسرعة من الحقول إلى البيت. وكانت أقرب العيادات الطبية تبعد عن القرية بستة كيلومترات، وفي ذلك الوقت، حملنه على ظهورهن بالتناوب وذهبن به إلى العيادة الصحية مشيا على الأقدام في حالة عدم وجود السيارات والأوتوبيس هناك.

وكان الطريق الجبلي وعرا، حينما وصلن إلى العيادة الصحية كان الوقت في الليل، ولكن ظروف العيادة كانت بسيطة ومتواضعة، ولم تتمكن من علاج الحمى، فواصلت الزوجات الأربع نقل حماهن إلى المستشفى ببلدة لوبينغ بمقاطعة يوننان طوال الليل لتلقي العلاج في الوقت المناسب. وبعد شفائه من المرض، مدح السيد يانغ قوانغ داو زوجات أولاده أمام الناس، قائلا إنه محظوظ جدا، لأن زوجات أولاده في غاية البرّ والطاعة للوالدين.

ويسير كل شئ على وتيرة واحدة في هذه الأسرة المنسجمة. وخلال السنوات العديدة، ظل الجو الودي ينعم الحماة والزوجات وبين الإخوان وبين السلفات، وبعد بضع سنوات من الجهود، بنى الأشقاء الأربعة من أسرة يانغ عمارات جديدة، وأصبحت حياتهم أجمل وأجمل. والجدير بالذكر أن هذه الأسرة المنسجمة تتميز بكثرة التفاهم والفرح والبهجة مع زيادة الأعياد.

أما الآن، فيزداد الزواج بين أبناء مختلف القوميات في قرية سانجياوبوه الصغيرة، حيث قال مدير القرية تشاو تشي خه:

"يصل الآن عدد الزوجات من الأقليات القومية في قريتنا إلى حوالي خمسين، وشهدت التبادلات بيننا تقدما كبيرا بالمقارنة مع الماضي."

بفضل البيئة الاجتماعية المنسجمة والتضامن بين مختلف القوميات في تحقيق التنمية، شهدت القرية الصغيرة داخل أعماق الجبال الشاهقة تغيرات كبيرة. وخلال السنة الجارية، استثمرت الحكومة المحلية 1.4 مليون يوان صيني على التوالي في بناء البنيات التحتية مثل الطرق وإمدادات المياه والكهرباء، وشجعت أبناء القوميات المختلفة على زراعة المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية مثل الزنجبيل وأشجار تونغيو والبرتقال وفقا للظروف الطبيعية المحلية والطقس المتميز في المناطق الجبلية، وإلى جانب ذلك، قامت الحكومة بنقل بذور سلالات الحبوب الزراعية المتفوقة إلى القرية مع تقديم الإرشاد التقني وطرق تصنيع وترويج المنتجات. وأثناء موسم الحصاد كل سنة، تكون المنطقة مكتظة بعربات التجار من مقاطعات يوننان وقويشو وسيتشوان لشراء محاصيلهم، وبالمقابل، يعمل أبناء القوميات المختلفة في المنطقة المحلية على رفع شهرة منتجاتهم الزراعية المتميزة. فأصبحت الحياة في هذه القرية الصغيرة أجمل وأسعد رويدا ورويدا في جو التضامن والوئام بين مختلف القوميات.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي