CRI Online

قصة عن السيدة فو ينغ النائبة الثانية لوزير الخارجية الصينية

people.com.cn       (GMT+08:00) 2010-03-29 10:59:23


فو ينغ نائبة وزير الخارجية الصيني

عين مجلس الدولة الصيني في يناير من هذا العام ثلاثة نواب جدد لوزير الخارجية الصيني، ومنهم السيدة فو ينغ التي تعتبر النائبة الثانية لوزير الخارجية الصيني في التاريخ الدبلوماسي الصيني، بل هي من الأقليات القومية .

ولدت السيدة فو ينغ في أسرة قومية المنغوليا بمدينة تونغ لياو لمنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم في يناير عام 1953، وبعد أن تخرجت من شعبة اللغة الانجليزية لجامعة اللغات الأجنبية ببكين، ذهبت إلى جامعة كينت البريطانية لتعميق الدراسة للحصول على درجة الماجستير في العلاقات الدولية، ثم بدأت العمل في السلك الدبلوماسي حتى الآن، وأصبحت دبلوماسية مؤهلة. قد عينت كسفيرة صينية لدى الفلبين وأستراليا وغيرهما من الدول الأخرى، إنها أول سفيرة من الأقليات القومية في تاريخ الصين وتحولت اليوم إلى نائبة وزير الخارجية.

وذكر أن السيدة فو ينغ شغوفة بالقراءة والمطالعة وممارسة الألعاب الرياضية، وخاصة لعب الجولف والتنس. ولديها أسرة سعيدة ، زوجها عالم الدراسات القومية يعمل كمسؤولا في مركز أبحاث الإثنولوجيا والأنثروبولوجيا التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية، ولهما إبنة ذكية.

تتمتع السيدة فو ينغ بلياقة في الطبيعة ومستوى عال في الحديث عندما تظهر بصفتها سفيرة صينية أمام الأنظار العامة، ولكنها ظلت متواضعة خارج العمل وخاصة أمام وسائل الاعلام الصينية، حيث لا تتحدث أكثر لإبراز نفسها. غير أنها تحضر بنشاط دائما تلك المناسبات الدبلوماسية وإجتماعات الشخصيات من الطبقات الاجتماعية البريطانية الرئيسية.

كانت تتحدث بطلاقة عن القضية حول" ما يرمز إليه إنتعاش الصين بالنسبة للعالم" و" كيفية مواجهة الصين للتغيرات المناخية في العالم " وغيرها من الموضوعات الأخرى في بعض الجامعات والمعاهد العليا بما فيها جامعة أوكسفورد ومعهد لندن للسياسة والاقتصاد.

وفي إبريل من عام 2009، منحت لها مجلة بريطانية (( الدبلوماسيون)) "جائزة الدبلوماسيين الأسيويين عام 2009" تقديرا علي عملها النشيط وأحاديثها الواضحة والغنية بالانسانية لتوضيح موقف الصين ورغبتها الملحة للتعاون مع الخارج بهدف تحقيق التنمية السلمية ولعب دور أكبر في مواجهة التحديات المشتركة جديدة مع المجتمع الدولي حتى بناء عالم منتسق سليم.

رغم أنها سفيرة مشغولة في عملها في معظم الأوقات بعيدة عن البلاد والمنزل، ولكنها أم ممتازة ومملوءة بحنان المرأة وعواطف الأمومة. هناك في مقر إقامة السفيرة بلندن ألبوم الصور الفوتوغرافية لأفراد عائلتها موضوع في غرفة الضيافة دائما لتراها في أي وقت من الأوقات.

كان والد السيدة فو ينغ ضابطا عسكريا في الوحدة العسكرية بمنطقة منغوليا الداخلية وأحد التلاميذ الممتازين للفيلسوف الماركسي الصيني المشهور أي سي تشي. وكانت فو ينغ في بداية عملها في وزارة الخارجية الصينية مترجمة لبعض قادة الحزب والحكومة الصينية. وفي عام 1992 اشتركت في عمل قوات حفظ السلام الدولية للأمم المتحدة في كمبوديا، وعملها الجاد قد حظي بتقدير عال من قبل وكيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة ياسوشي أكاشي. ثم تمت ترقيتها عام 2000 إلى منصب القيادة لقسم المنطقة الأسيوية لوزارة الخارجية. ومن خلال هذه الفترة مرت بقضايا حول حل أزمة تيمور الشرقية وحرب أفغانستان وتأسيس علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين ورابطة بلدان جنوب شرق آسيا (الأسيان) وشاركت في حل مسألة منع الأسحة النووية في شبه الجزيرة الكورية ودفع المحادثات السداسية بشأن كوريا الشمالية وغيرها.

وآخر مرة ظهرت فو ينغ على صفحات وسائل الاعلام الدولية من خلال مقال كتبته بنفسها بعنوان (( لا نقول إن الصين "مجشعة للطاقة" )) والذي نشر في صحيفة الديلى تليجراف البريطانية الصادر في ال17 من ديسمبر عام 2009 ، إنه مقال مثير كبير، ما إن نشر في الصحيفة حتى تم نقله إلى عدة جرائد أخرى. وفي أنظار الصحفيين في السلك الدبلوماسي أنها تمتاز بإنتهاز فرصة مناسبة وباستخدام منصة وسائل الإعلام لتعبر عن رأي وموقف الصين في وقت مناسب على مستوى العالم، وكانت كلماتها دقيقة واضحة وأحاديثها عقلية ومرنة ومقبولة.

ذات مرة أجابت السيدة فو ينغ على بعض أسئلة الصحفيين قائلة: إن الدبلوماسية العامة، يجب أن تكون من الحقائق الواقعية، ويجب أن تتكلم أكثر ومبكرا وبشكل واضح ليفهم الناس جيدا. وأضافت أنه لا يوجد أي بلد مثالي متكامل في العالم، ولكل دولة مشاكل معينة. كذلك الحال في الصين، وهي ظلت تواجه المشاكل والمسائل خلال مراحل التطور المختلفة، يجب أن نعمل لرؤيتها العالم الخارجي ومعرفة موقفنا الايجابي في مواجهتها وكيفية حلها . وحول تلك القضايا التي تتعلق بالصين، فلا بد أن نعلن مواقفنا الواضحة في المجتمع الدولي مبكرا ليعلمها الخارج ولكشف الأحوال الواقعية .

في أوائل يوليو من عام 2009، حدث الشغب والاضطرابات في مدينة أوروموتشي حاضرة منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور، كتبت فو ينغ في الحال مقالا خاصا بعنوان (((( Unity is deep in china's blood ونشر في الجريدة ، قالت فيه " إنه في الصين أغنية جميلة وقديمة بعنوان: شينجيانغ منطقة غنية جميلة، وكلماتها تقدر تقديرا عاليا لمنطقة شينجيانغ الخصبة وحياة أبناء الشعب من الأقليات القومية.... إن وحدة الوطن والتضامن القومي القوي هي مصدر طاقة التطور والتنمية للأمة الصينية منذ الزمان، بل هي قاعدة أساسية للاتصالات بين الصين والمجتمع الدولي."

تحب نائبة الوزير فو ينغ وصف الحوادث بالحقائق الواقعية. عندما حدثت أفعال التخريب والحرق والهجوم وقتل الناس بالعنف من بعض العناصر الانفصالية التبتية في مدينة لاسا حاضرة منطقة التبت في مارس عام 2008، غضبت فو ينغ غضبا كبيرا، وخاصة أمام هجوم بعض الأتباع التبتيين على سفارة الصين لدى لندن لمعارضة تتابع الشعلة الأولمبية بسلاسة، وقفت بسرعة بصفتها سفيرة صينية لدى بريطانيا لقبول إستطلاعات صحفية أجنبية في مختلف المجالات تعبيرا عن موقف الصين، ومقالها الذي كتبته بعنوان(( إذا كان الغرب يمكن الاستماع إلى الصين )) صادر في جريدة (الصنداى تليجراف البريطانية)، حيث وصفت أهمية تتابع شعلة أولمبياد بكين على مستوى العالم وحزنها البالغ للتخريب من العناصر القلائل، وفي الوقت نفسه، عرفت العالم الخارجي بأعداد واقعية حقائق تطور منطقة التبت الاجتماعية والاقتصادية في السنوات الماضية، مما أثر على العديد من القراء الغربيين .

بعد عملها في وزارة الخارجية الصينية ببكين، لم تجد أوقاتا كثيرة لزيارة موطنها في منغوليا الداخلية، ولكنها لا تنسى عطر شاي الحليب وإيقاعات الموسيقى المنغولية القومية الجميلة. وفي يديها دائما كاسيت الأغاني المنغولية، تحمله أينما تذهب، كما قدمتها للأصدقاء الأجانب كهدية قيمة وهم أرسلوا رسائل ألكترونية إليها أحيانا تعبيرا عن مشاعرهم المختلفة بعد الاستماع إليها.

عندما سئلت من الأجانب عن الطريق الذي تسيره الصين في المستقبل؟ وإلى أي إتجاه؟ ، أجابتهم نائبة الوزير فو ينغ بحزم إن الصين ستسير طريقا مناسبا لتنمية نفسها. كانت الصين قد جربت في سير طرق من أنماط الآخرين، ولكن دون تحقيق نتائج مرضية وناجحة. وبعد التجارب الواقعية العديدة تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، أدركت الصين أنها لا بد أن ترسم طريقا صالحا لنفسها دون أي تردد وتأثير من الآخرين. طبعا إن الصين لم تكن منعزلة عن الخارج، وأبوابها مفتوحة للعالم ، وهي ترحب بتبادل الأشياء والآراء مع البلدان الأخرى للاستفادة منها.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي