CRI Online

الحجاب الملون يضيف جمالا إلى المسلمات الصينيات

cri       (GMT+08:00) 2010-04-16 14:56:09

تقع مدينة سانيا بمقاطعة هاينان في جنوبي الصين، وبها سواطئ بحرية واسعة، ومناظر استوائية ساحرة، وتتميز بمناخ الرياح الموسمية. وتوجد في سانيا قريتان يعيش فيهما أكثر من ثمانية آلاف مسلم من قومية هوي المسلمة. لذلك، فعندما يسير الزائرون في شوارع المدينة، يجدون دائما السيدات المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب المتنوع الألوان، وبمن فيهن السيدات العجائز والمرأة المتزوجة والفتيات الشابات. ويلبس بعضهن الثياب القومية ويلبس البعض الآخر الملابس الحديثة، غير أن كلهن يرتدين الحجاب. وقالت الفتاة المسلمة هانا من قومية هوي المسلمة إن الفتيات من قومية هوي المسلمة في مدينة سانيا يبدأن بارتداء الحجاب ابتداءً من سن العاشرة من العمر، لأن لباس الحجاب يعتبر رمزا للمرأة المسلمة، حيث يجعلهن الحجاب أجمل، حيث قالت:

"يعتبر الحجاب زينة لنا، ويعد أيضا رمزا أساسيا للإمرأة المسلمة. وقد بدأتُ ارتداء الحجاب منذ العاشرة من عمري تقريبا، ولدي الآن أكثر من 100 حجاب مختلف الألوان. تحب الفتيات في منطقتنا الحجاب مختلف الألوان المتلألئة، وذلك بسبب الجو الاستوائي هنا، وكلما اتسم الحجاب بلون زاهي إزداد حب الفتاة له."

المسلمة الصغيرة السن في سانيا

لا يتسم الحجاب بالألوان المتنوعة فحسب، بل تختلف أيضا طرق ارتدائه. ففي الوقت الحالي، هناك طريقتان أساسيتان لارتداء الحجاب للمرأة المسلمة في سانيا، حيث ترتدي النساء العجائز دائما الحجاب بربط عقدة تحت العنق، مما يحجب ظهور كل الشعر. أما الفتيات الشابات، فيرتدين الحجاب بحزمه وراء الرأس حتى يظهر جزء من السوالف الجميلة.

وجاءت الفتاة المسلمة هانا من إحدى قريتي قومية هوي المسلمة بسانيا، وقالت إن ارتداء مثل هذه الأحجبة الجميلة والملونة كان أمرا لا يمكن تحقيقه قبل أكثر من عشر سنوات مضت، حيث قالت:

"كان الحجاب الذي ترتديه النساء هنا ليس له شكل ثابت. ومقارنة مع ما في الوقت الحالي، هناك فرق كبير. وتذكرت أن الحجاب الأول لي أعددته أمي من نفسها، حيث اشترت أمي قماشا من السوق، وصنعت حجابا بشكل مربع، ثم طرزت رسوم الزهور الصغيرة على طرف الحجاب. وكانت جودة القماش غير جيدة، وذلك بسبب انخفاض مستوى المعيشة في ذلك الوقت."

ومع النمو الاقتصادي والاجتماعي السريع في مقاطعة هاينان خلال السنوات الأخيرة، شهد مستوى معيشة الشعب هناك تحسنا كبيرا. وخاصة بعد اتخاذ الصين سياسات الإصلاح والانفتاح منذ الثمانينات من القرن الماضي، فقد تأسست مقاطعة هاينان، وأصبحت أكبر منطقة اقتصادية في الصين، حيث بدأ النمو الاقتصادي والعمران الاجتماعي في هاينان يتطور بشكل شامل. وخلال 20 سنة مضت، تحولت هاينان من جزيرة بحرية مغلقة على الخارج إلى جبهة أمامية أثناء تنفيذ الصين لسياسة الانفتاح تجاه الخارج. وبفضل مناخها الجغرافي المتميز ومناظرها الاستوائية الرائعة، شهدت صناعة السياحة في هاينان تطورا كبيرا، واعتمادا على السياسات الوطنية التفضيلية، قام العديد من أبناء هاينان بممارسة الأعمال التجارية، وبذلك شهد مستواهم المعيشي ارتفاعا متواصلا.

ليو يو هوا تاجرة كبيرة تعمل على انتاج وبيع الحجاب في مدينة سانيا. وقالت إنه خلال السنوات الأخيرة، شهد حجم الانتاج في مصنعها زيادة كبيرة. وهي تملك الآن كإمرأة مسلمة ممتلكات بقيمة تبلغ أكثر من عشرة ملايين يوان صيني. وقالت إن التطور السريع لمصنعها جاء بسبب ارتفاع مستوى معيشة المسلمين هنا. وكانت النساء المسلمات في سانيا تملك كل منهن حجابا واحدا فقط في الماضي، بينما في الوقت الحالي، فكل إمرأة لديها عشرات الأحجبة، وبذلك أصبحت أعمال مصنعها التجارية أكثر فأكثر، حيث قالت:

"في الثمانينات من القرن الماضي، كان لون الحجاب مقتصرا على اللونين الأحمر والأخضر فقط، عكس الآن أصبحت الألوان متنوعة، وقد اختلفت أشكال الحجاب، وكان لا يوجد وسيلة اتصال التلفون، وصنعنا الأحجبة، وعرضناها في الأسواق للبيع. وفي الوقت الحالي، سهل استخدام التلفون قيامنا بالتجارة. ولدي الآن عشرات الأحجبة المختلفة، كما أصبح الحجاب أجمل فأجمل، ويشهد حجم أعمالنا التجارية أكبر فأكبر."

مع ارتفاع مستوى المعيشة، سافر العديد من أبناء سانيا المسلمين إلى خارج البلاد للسياحة والدراسة، حيث قالت الفتاة المسلمة البالغة عمرها 17 سنة إنها كانت تدرس في جامعة ماليزية، فمعظم أحجبتها جاءت من الدول الأجنبية، حيث قالت:

"أشتري الأحجبة دائما من خارج البلاد. وعندما وجدت الألوان والأشكال التي تعجبني خلال زيارتي في الخارج، اشتريتها، لأن لا تحب فتاة ارتداء الحجاب المتشابه مع الأخريات. وبالنسبة إلينا، يعتبر الحجاب رمزا أساسيا للنساء المسلمات، وأصبح الآن زينة لتجميلنا."

بالإضافة إلى الفتيات الشابات، تحب السيدات المسنات هنا ارتداء الحجاب بالألوان المتنوعة أيضا. ورغم أن ألوان الحجاب للعجائز غير لامعة، ولكن أشكالها مختلفة. وقالت المسنة المسملة بوياما إنه رغم أن عمرها قد تجاوز 70 سنة، إلا أنه في داخلها إحساس بشعرها بأنها الآن أجمل مما كانت في سن الشباب، حيث قالت:

"لم أرتدي مثل هذه الأحجبة الجميلة من قبل حتى في مراسم زواجي. ولكن في الوقت الحالي، مهما كانت مناسبات العيد أم لا، نرتدي مثل هذه الملابس الجميلة، وكأننا نعيش في مناسبات العيد كل يوم."

في الوقت الحالي، أصبح الحجاب الذي يعد التزاما بالتعاليم الإسلامية أصبح أيضا رمزا لجمال المرأة الملسمة بمدينة سانيا. تعمل الحكومة الصينية الآن على بناء هاينان لتجعلها جزيرة سياحية دولية. وقالت الفتيات المسلمات هنا إنهن يثقن بأن مسقط رأسهن سيشهد غدا أفضل، وسيصبح حجابهن أجمل فأجمل.

(جاءت هذه الحلقة من إعداد سعاد شينهوا وتقديم فرج لطيف.)

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي