CRI Online

ضوء الشمس في قرية تانغجيالينغ

cri       (GMT+08:00) 2010-04-23 17:10:01


قرية تانغجيالينغ

تقع قرية تانغجيالينغ في شمال غربي مدينة بكين، وتعيش فيها مجموعة كبيرة من الخريجيين الجامعيين، وهم من ذوي الدخل المنخفض. فأطلق عليهم بعض العلماء الاجتماعيين إسم" مجموعة النمل". فما هي حياتهم؟ هيا نذهب الآن إليهم مع بعض أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي الوطني لمعرفة أحوالهم الواقعية.

أيها الأصدقاء، تستمعون الآن إلى أغنية صينية معروفة بإسم (( الطير إلى الأعلى))، يفضلها السيد وانغ هاي تاو كثيرا، كلما يغنيها يشعر بأنه مفعم بالحيوية والنشاط، ويبدو أمامه أمل جديد. وبقوله إنه واحد من " مجموعة النمل" مائة بالمائة، لأن هذه المجموعة مقصورة على أولئك الذين لم يجدوا عملا مستقرا بعد تخرجهم من الجامعات والمعاهد العليا، ودخلهم المنخفض جعلهم لا يستطيعون إلا استئجار المساكن الرخيصة والإقامة في القري القريبة بضواحي المدينة. هذه المجموعة أعدادها ضخمة، ومن بينها الخريج الجامعي الشاب وانغ هاي تاو، يبلغ عمره الآن ال27 سنة. قال للمراسل:

" لم أعد إلى مسقط رأسي بمقاطعة جيانغشي بمناسبة عيد الربيع التقليدي الصيني لهذه السنة من أجل البحث عن العمل. جو الشتاء في موطني أدفء من بكين."

كلامه صحيح، إن جو الشتاء في بكين هذا العام بارد للغاية ، وأبرد من ذلك إن شركة تنظيم البرامج الالكترونية التي كان يعمل فيها وانغ هاي تاو بعد دراسته وتخرجه في التخصص الألكتروني بجامعة الصناعة ببكين، تم إفلاسها لبسبب ما قبل نهاية العام الماضي، مما أدى إلى توقفه عن العمل مرة ثانية. فلم يعد إلى البيت في العيد للبحث عن العمل الجديد. زار المراسل مكان إقامته في مبنى بسيط قرب قرية تانغجيالينغ: غرفة ضيقة لم تتجاوز مساحتها عشرة أمتار مربعة، وموضوعة فيها جميع لوازم الحياة ، وعلى سريره المبعثر كتابة قديمة بعنوان(( سيرة بافيت -- نمو رأسمالي أمريكي)) . أخبر وانغ هاي تاو المراسل قائلا:

" هذه الغرفة الصغيرة تشبه غرفة إقامتي في الجامعة، ولكنها تحتاج إلى دفع 450 يوانا صينيا كل شهر. رغم عدم وجود غرفة الحمام والمرحاض، فأنا مقتنع بها. إذا وجدت عملا أجود وكسبت أكثر من الأموال، لابد أن أقيم في مكان أفضل."

يذكر أن عدد المحليين بقرية وانغجيالينغ يصل إلى أكثر من ألفي شخص فقط، ولكن عدد المقيمين من الخارج قد تجاوز خمسين ألف شخص، ومعظمهم من خريجي الجامعات. وكانت أبواب الجامعات قد أبعدت عنهم ، ولكن أبواب العمل في المجتمع غير مفتوحة لهم بشكل كامل. إنهم يعيشون حاليا في فترة إنتقالية صعبة في الحياة. طبعا، قد تلقوا التعليم العالي من حيث الثقافة والاختصاصات ، ولكل واحد منهم حلم وأمل وتطلعات خاصة. لذلك ، فمازالوا متفائلين، ولديهم قوة العزيمة نحو الحياة . أضاف وانغ هاي تاو قائلا :

" أحب أحيانا لقب " مجموعة النمل" ، لأن النمل حيوان ذكي ومجتهد، ويقال إنه يشجع على نفسه دائما في الشتاء بأن الأيام الباردة ستنتهي وسيأتي فصل الربيع مع الجو الدافئ الجميل. وذلك يمثل فكرتي في الوقت الحالي. قبل أيام غير بعيدة، جاء إلينا بضع أعضاء من المؤتمر الاستشماري السياسي الوطني لإجراء التحقيقات بخصوص مسألة " مجموعة النمل " . نرغب في اهتمام المجتمع بنا وتقديم المساعدة لنا ."

لم يفكر وانغ هاي تاو أن رغبته هذه تحققت بسرعة. حيث عقدت في بكين في أوائل مارس الماضي الدورة الثالثة للمجلس الحادي عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي الوطني، قام أعضاء المؤتمر بإجراء مناقشات حول مسألة "مجموعة النمل" وقضايا أخرى، من بينها مثل توظيف الجامعيين ومشكلة الإسكان للشباب وغير ذلك ، مما جعل منتمي"مجموعة النمل" يرون بصيصا من الأمل. كان السيد تشين هوي تشيانغ عضو المؤتمر الاستشاري السياسي الوطني ونائب رئيس جامعة تونغجي المشهورة بمدينة شانغهاي، يقترح قيام الحكومة ببناء مساكن للإيجار بدفع بسيط لحل مشكلة إسكان الشباب والجامعيين. وأكد أيضا السيد قاو فونغ عضو المؤتمر الاستشاري السياسي الوطني ونائب رئيس مقاطعة يوننان على أهمية المساعدة ل "مجموعة النمل"، حيث قال:

"يجب أن نهتم بمسألة "مجموعة النمل"، لأن معظمهم من خريجي الجامعات ويجب علينا أن نضعهم ضمن طبقة الدخل المنخفض للحصول على الضمان الاجتماعي الأساسي قبل التحاقهم بالوظائف الرسمية ، يجب أن يتمتعوا أيضا بالضمانات الصحية، ويسمح لهم بإستئجار المساكن الحكومية المنخفضة التكاليف ."

هناك مثل صيني يقول: تعليمه بفن صياد الأسماك أفضل من تقديم السمك له . لذلك، مساعدة الخريجين الجامعيين في شغل الوظائف هو أهم شيء. وقال:

" إتخذت الحكومة الآن سياسات متعددة لمساعدة الخريجيين الجامعيين لتوظيفهم فمثلا منحهم أولا ستمائة يوان صيني لمشاركتهم في الدورات المهنية المتختلفة قبل دخولهم إلى مواقع العمل رسميا. وذلك لتدريبهم وزيادة المعارف المهنية والعملية ."

قبل انتهاء زيارتنا للسيد وانغ هاي تاو، تلقى هاتفا من شركة تدعوه لإجراء مقابلة عملية . سر بذلك سرورا كبيرا وقرر الذهاب في الحال، لأن قرية تانغجيالينغ بعيدة عن قلب المدينة وطرق النقل والمواصلات منها إلى الشركة المحددة صعبة . إرتدى وانغ هاي تاو البدلة الرسمية ونزل إلى الشارع بفرح ونشاط، ثم اختفى بين أفواج الناس . ومن ورائه بدأت تلك الأغنية التشجيعية التي يفضلها كثيرا، وجاءت كلماتها: أريد أن أطير إلى أعلى! إلى أعلى! وأرقص مع الرياح وأرقص في حضن السماء ....... ! نتمنى له مستقبل مشرق !

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي