CRI Online

قصة حول السيدة تشن شيانغ مي سفيرة صديقة بين الشعبين الصيني والأمريكي

cri       (GMT+08:00) 2010-04-28 16:59:57


السيدة تشن شيانغ مي

زارت مراسلة إذاعتنا  السيدة تشن شيانغ مي الأمريكية الصينية الأصل في مدينة بكين، إنها سيدة معروفة لدى الناس ب"سفيرة صديقة بين الشعبين الصيني والأمريكي" ، وسعت بقوتها خلال عشرات السنين من أجل دفع تطور علاقات الصداقة بين الصين والولايات المتحدة. إن مسيرة حياتها مليئة بالقصص الرومانسية والأسطورية والمجهودات الشخصية. فيما يلي نعرفكم بهذه السيدة المشهورة.

ولدت السيدة تشن شيانغ مي في أسرة مثقفة مشهورة بمدينة بكين عام 1925، ودرس والدها في كل من بريطانيا والولايات المتحدة ، ثم عمل كأستاذ جامعي وموظف دبلوماسي بوزارة الخارجية. لأسرتها ست إخوات، فأطلق الناس عليهن ست ورود. كانت السيدة تشن شيانغ مي تعيش حياة غير مستقرة عند شبابها وتتجول دائما مع أفراد أسرتها في منطقة هونغ كونغ وبعض المناطق الأخرى في بر الصين الرئيسي بسبب حرب غزو اليابانيين للصين. وبعد أن عرف والدها ذلك، وهو يعمل في الولايات المتحدة حينذاك، دعا أولاده البنات الست جميعا إليه لمواصلة الدراسة في الولايات المتحدة. فذهبت إخواتها إلا إياها ظلت باقية داخل البلاد . عندما استعرضت ذلك قالت للمراسلة:

"كنت في فترة الشباب متحمسة تجاه كل الأمور، خاصة في تلك السنوات الصعبة لمقاومة غزو اليابانيين، ويجب على كل مواطن صيني الوقوف مع الوطن لمقاومة المعتديين الخارجيين. كانت الحياة صعبة فعلا في ذلك الوقت ، ولكن الجميع في نفس الحياة. لذا، لا أشعر بفارق في ذلك. بل أعتقد أنه أعظم إختبار في حياتي. إنه أمر مفيد جعلني أقوى عقليا وروحيا. "

وفي عام 1944 أصبحت السيدة تشن شيانغ مي البالغ عمرها ال19 عاما، أول صحفية لوكالة الأنباء المركزية الصينية، ثم أرسلتها الوكالة إلى تغطية أخبار الجنرال كلير تشينولت المسؤول بفريق " النمور الطائرة" للمتطوعين في السلاح الجوي الأمريكي الذي يساعد السلاح الجوي الصيني في مقاومة اليابانيين. تذكرت السيدة تشن شيانغ مي ذلك المشهد قائلة:

"كان ذلك الوقت في آخر سنوات حرب مقاومة العدوان الياباني في الصين، وأنا صحفية جديدة شابة. أما هو فهو الجنرال لفريق النمور الطائرة من السلاح الجوي الأمريكي، جاء إلى الصين لمساعدة بلادي في مقاومة عدوان اليابانيين.

كان ليس في قلبي إلا الاحترام به."

وبعد إنتهاء الحرب ضد اليابانيين، التقت السيدة تشن شيانغ مي مرة ثانية مع الجنرال الأمريكي في مدينة شانغهاي، ثم بدأ الحب بينهما وتزوجا في النهاية. كان عمرها في ال23 عاما، ولكن عمره 54 عاما. وبالرغم من وجود فجوة كبيرة بينهما من حيث العمر والثقافة، غير أن زواجهما توج بسعادة كبيرة لدى الناس.

وفي عام 1949، نقلت السيدة تشن شيانغ مي مع زوجها من بر الصين إلى جزيرة تايوان للإقامة فيها. حيث كرست جهودها في التأليف والكتابة في البيت. وفي عام 1960 أي بعد وفاة زوجها بسنتين، نقلت مع طفليها إلى مدينة واشنطن الأمريكية للحياة هناك . وبعد ذلك، تم تأليف كتابها بعنوان(( ألف ربيع )) باللغة الإنجليزية، ما إن نشر هذا الكتاب في مدينة نيويورك حتى أصبح مشهورا ورائجا وأعيدت طباعته عشرين مرة . وبدأت تتجول في أرجاء الولايات المتحدة لتقديم المحاضرات المختلفة حول أحوال الصين وثقافتها وتاريخها العريق وتعليقات عن العلاقات بين البلدين الصيني والأمريكي وغيرها، ولاقت هذه المقالات والمحاضرات مقبولا واسعا. وبالاستفادة من ذلك، اقتحمت السيدة تشن شيانغ مي بعزة كبيرة وشجاعة مذهلة الأوساط السياسية والتجارية الأمريكية. ولكن، بصفتها زوجة الأمريكي فمازالت تواجه عراقيل في طريق تقدمها إلى الأمام. وقالت للمراسلة:

" أكبر عرقلة هو واجهت السؤال دائما: لماذا تسعين من أجل هذه السمعة والمناصب العالية، وأنت إمرأة آسيوية في المجتمع الأمريكي؟"

لذلك، اعتقدت السيدة تشن شيانغ مي أن تجربتها في طريق الكفاح الشخصي بالولايات المتحدة تجربة شاقة. ولكنها إمرأة قوية لا تنحني في مواجهة الصعوبات. وأضافت قائلة:

" إذا لم يكن لدي عزم قوي وقدرة كبيرة للمثابرة في العمل بكل ما في وسعي، فلن أحقق هذه النتائج الباهرة. ودائما أقول لنفسي: عندما أضحك يضحك الجميع معي ، وعندما أبكي أبكي وحيدة إلى الجانب. "

نجحت السيدة تشن شيانغ مي بإرادتها القوية وشخصيتها الفريدة وجهودها المتواصلة. وفي عام 1963 دخلت البيت الأبيض للعمل بتعيين من الرئيس الأمريكي جون كينيدي، وأصبحت أول آسيوية تعمل في البيت الأبيض في سجلاته التاريخية وبعد ذلك ، قد شغلت منصب نائبة المدير العام لشركة الطيران الأمريكية بإسم " النمور الطائرة" في عام 1970 ، ثم عملت في أحد البنوك الأمريكية الكبيرة كعضوة آسيوية وحيدة في مجلس الإدارة. وتم انتخابها في قائمة الأشخاص السبعين ذوي التأثيرات الكبيرة في عموم الولايات المتحدة.

ومن أجل دفع تطوير علاقات الصداقة بين البلدين الصيني والأمريكي، ظلت السيدة تشن شيانغ مي تتابع تطورات الصين الجديدة، وأسهمت إسهاما إيجابيا كبيرا في عمليات زيارة الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون للصين عام 1972 وحتى تأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين عام 1979 وغيرها من الأحداث المهمة بين الجانبين .

وفي نهاية عام 1980، عادت السيدة تشن شيانغ مي إلى مدينة بكين مكان ولادتها بعد مغادرتها لأكثر من 31 عاما. حيث قدمت بصفتها مبعوثة خاصة من قبل الرئيس الأمريكي رونالد ريغان رسالة خاصة للزعيم الصيني دنغ شياو بينغ حول تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. كان القائد الصيني دنغ شياو بينغ يمازحها قائلا أثناء مأدبة تكريما لها: هناك مائة عضو من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، ولكن العضوة تشن شيانغ مي هي الوحيدة في كل العالم . عندما تذكرت تشن شيانغ مي ذلك ضحكت وقالت للمراسلة:

"القائد الصيني الراحل دنغ شياو بينغ رجل حكيم، أنا تأثرت عندما قال ذلك تقديرا علي."

وبعد تلك الرحلة ، بدأت السيدة تشن شيانغ مي التجوال الدائم بين البلدين الصيني والأمريكي لدفع الاتصالات والتعاون بين الجانبين من مختلف المستويات. وقالت إن الولايات المتحدة لم تفهم الصين بينما لا تعرفها الصين أيضا خلال ثلاثين سنة ماضية قبل تأسيس العلاقات بين البلدين. أما عملها فهو تعريف المجتمع الأمريكي بما رأته وسمعته في مناطق الصين المختلفة .

وفي نوفمبر من العام الماضي، تمت زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للصين بمناسبة الذكرى الثلاثين سنة على تأسيس العلاقات الرسمية بين البلدين الصيني والأمريكي. وعندما تذكرت السيدة تشن شيانغ مي تلك السنوات الماضية شعرت بسعادة وفرح كبير، لأنه قد تعزز التعارف والتفاهم بين البلدين وتحقق التعاون المتبادل في المجالات المتعددة. ولكن السيدة تشن أشات إلى ضرورة بذل الجهود على مدى طويل لحل بعض القضايا الباقية بين الجانبين. وحول ذلك قالت للمراسلة :

"بعد مضي ثلاثين عاما لتأسيس العلاقات الرسمية بين الصين والولايات المتحدة قد تم تعزيز التعارف بينهما بأكثر، لذلك، جاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الصين للزيارة . وذلك يمثل تقدما جديدا في المحافظة على العلاقات الودية بين الجانبين. ولكن، مازالت هناك بعض القضايا تحتاج إلى تسويتها من خلال جهود مبذولة مشتركة."

ليس هذا فحسب، بل ظلت السيدة تشن شيانغ مي تهتم بتطوير قضية التعليم والتربية مؤكدة أهميتها البالغة بالسنبة لتطور الدولة . فأيدت قضية التعليم والتربية للصين تأييدا عمليا بتأسيس "صندوق التعليم والتربية للسيدة تشن شيانغ مي " ، واستثمرت الملايين من الدولارات الأمريكية خلال ال30 سنة الماضية لدفع تطور التعليم الصيني، وتقديمها كمنح خاصة لأولئك المدرسين المجتهدين في التدريس والطلاب الممتازين في الدراسات في ظل الظروف الشاقة والصعبة.

إن السيدة تشن شيانغ مي بصفتها إمرأة مثقفة تهتم بالاناقة في الأزياء والسلوكيات الشخصية. ومن بين وظائفها المختلفة في حياتها، قالت إنه تفضل عمل الكتابة أكثر، حيث يمكن أن تجلس وتشرب كوبا من القهوة وتتمتع بمتعة التأليف أو استرخاء الجسم. واليوم، مازالت السيدة تشن شيانغ مي تشارك في مختلف النشاطات الاجتماعية رغم أن عمرها قد تجاوز الثمانين سنة، ومازالت تساهم في دفع التبادلات الشعبية بين الجانبين الصيني والأمريكي لخدمة الدولة والمجتمع.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي