CRI Online

هم من كبار السن المهتمين بالموسيقى المعبدية القديمة

cri       (GMT+08:00) 2010-05-07 09:41:43


مجموعة من كبار السن المهتمين بالموسيقى المعبدية القديمة

توجد في منطقة منغوليا الداخلية الذاتي الحكم بشمال الصين مجموعة من كبار السن العاديين الذين تجاوزت أعمارهم بالمتوسط إلى أكثر من 68 سنة، ولم يشاركوا في أي تدريب فني خاص ولا إرشادات موسيقية من المتخصصين، كما لا يجيد بعضهم القراءة والكتابة، ولكنهم يحبون الموسيقى المعبدية القديمة حبا جما. فاجتمعوا في مكان واحد وشكلوا فرقة العزف الموسيقية لكبار السن. ومنذ عام 1993، بدأوا ترتيب وتنظيم تلك الأعمال الموسيقية الصينية القديمة وعزفوها بأنفسهم أمام الناس على هوامش العمل. وذلك لاق إقبالا كبيرا من الناس . هيا نذهب الآن إلى مدينة تشيفونغ بمنطقة منغوليا الداخلية للتعرف على هؤلاء المسنين المحبوبين .

إن الشيخ لين قوه شيانغ مؤسس فرقة العزف الموسيقية ، أخبر المراسل أن زملائه بالفرقة يحبون العزف الموسيقي منذ صغرهم، كانوا يستمتعون بالموسيقى المعبدية دائما بانتباه كبير كلما مروا أمام المعبد حتى نسوا أحيانا الموعد المطلوب إلى المدرسة أو وقت الوجبات المنزلية . في قلوبهم منذ الطفولة حلم كبير لدراسة عزف الآلات الموسيقية الشعبية الصينية. ولكن، بسبب ما، فلم تحقق رغباتهم هذه . قال الشيخ لين للمراسل :

" كسر حلمنا الجميل في يوم ما بعد بدء الثورة الثقافية الصينية المعروفة . ومن خلال هذه الثورة الجماهيرية الكبيرة تحطمت معظم المعابد مع إحراق تلك الآلات العزفية القديمة ، مما جعل الموسيقى المعبدية أصبحت فجأة صامتة وميتة."

كان الشيخ لين قوه شيانغ في ذلك الوقت شابا نشيطا في العشرين من عمره عندما وقف أمام المعبد المنهدم، شعر بحزن بالغ في قلبه. وبعد ذلك، بدأ العمل في المصنع ، ثم تزوج وقضى حياته العادية مثل بقية الناس المحليين ، ولكن حلمه الجميل لدراسة العزف الموسيقى ظل باقيا في قلبه، وقد دفعه ذلك إلى جمع الآلات العزفية القديمة كلما وجد فرصة . وأضاف قائلا:

" اشتريت آلة بإسم "شينغ" وهي نوع من الآلات القومية الشعبية الصينية في عام 1964 بدفع أربعين يوانا صينيا، وكان هذا المبلغ يمثل حوالي راتبي الشهري الكامل في ذلك الوقت. "

اشترى الشيخ لين الآلة الموسيقة القديمة ، ولكنه لم يجد مدرسا لتعليمه فن عزفها. فظلت هذه الآلة محفوظة في بيته لمدة أكثر من عشرين عاما. وبعد تقاعده من العمل عام 1993، أصبح لديه المزيد من أوقات الفراغ ، فأراد تعلم العزف بالآلات الموسيقية الشعبية. وقال للمراسل:

" وجدت هناك طباخا يعرف عزف الآلات الموسيقية الشعبية الصينية، فذهبت إليه دائما لنتدرب سويا، ثم شاركنا بعص الآخرين الذين يحبون العزف الموسيقى بالآلات الشعبية. وأخيرا قررنا تأسيس فرقة العزف الموسيقية بالآلات القومية والشعبية لعزف الأعمال الموسيقية المعبدية بصورة خاصة."

وبالإشارة إلى أن سبعة مسنين آخرين من أعضاء الفرقة، هم من الفلاحين القرويين، يعيشون اعتمادا على الزراعة في الحقول فقط، وليست لديهم أموال إضافية لشراء الآلات الموسيقية الغالية. ولكنهم يحبون العزف والموسيقى كثيرا. فقرروا شرائها بصورة مشتركة، أي يمتلك كل إثنين منهم آلة موسيقية واحدة ليعزفها كل منهم بالتناوب. ومن أجل الاقتصاد في الأموال، كان الشيخ لين يكتب ألحان الموسيقى بيده نسخة نسخة، ثم يوزعها لأعضاء الفرقة ليتدربوا عليها أولا في منازلهم، ثم يجتمعوا للتدريب الجماعي بعد إيجادتهم لها جيدا. ولكن، وبعد مضى سنة تقريبا، لم يجيدوا فن العزف بصورة مقبولة، ولا تستطيع الفرقة عزف الأعمال الموسقية أمام المشاهدين. وذلك جعل بعضهم يفقد الصبر واستعدوا للتخلى عن عمل العزف والانسحاب من الفرقة. وفي حينه، كان الشيخ لين يشجعهم بقوله " إن النجاح يكون دائما فيما بعد الإصرار المستمر".

وهكذا، وبعد جهودهم المتواصلة، أجاد هؤلاء المسنين في النهاية عزف الموسيقى القديمة بالآلات الشعبية . والآن، يمكنهم عزف أكثر من مائتي قطعة من الموسيقى الكلاسيكية القديمة بمهارة . وعبروا عن مواصلة عزف الموسيقى المعبدية والقومية والشعبية للمساهمة في تطويرها في ظل الوضع الجديد. نتمنى لهم حياة أفضل وأسعد مع عزف هذه الموسيقى الشعبية الصينية الجميلة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي