CRI Online

حياة سعيدة لنحات تايواني في بر الصين الرئيسي

cri       (GMT+08:00) 2010-05-07 09:48:27


النحات وو جين شينغ

بجوار خزان المياه التابع لمدينة بوتيان بمقاطعة فوجيان يوجد فناء منزلي جميل يقيم فيه النحات وو جين شينغ القادم من جزيرة تايوان. كان مخزنا قديما، ثم قام السيد وو بترممه وتحويله إلى ساحة فنية تدعى " رصيف الصيادين"، إنه في الحقيقة مكتب العمل الخاص به، حيث أتم إبداعاته الفنية المتميزة بالأسلوب الفني الصيني والغربي، ورسم صورا لحياته السعيدة في الصين. هيا نذهب إلى هذا المكان لمعرفة هذا النحات التايواني الكبير وو جين شينغ .

في يوم من أيام الشتاء الماضي، توجه المراسل إلى هذا الفناء المتميز بوجود المنزل الخشبي المتواضع على الأسلوب المعماري من البحر الأربيض المتوسط، ويجسد ذلك المكان ذوق صاحبه الفني بصورة واضحة. حيث الجدران الخارجية المرصعة بكامله بالفسيفساء الملونة، كما تقع على حافات الطاولة بداخل المنزل بعض القواقع المنحوتة كأنها حية، وتلصق على حوائطه الحمراء أصداف ملونة منحوتة كأننا هنا قرب شواطئ البحر. وفي الوقت نفسه، جميع أركان الساحة الفنية تسودها رائحة عطور الأزهار المتنوعة.

يعيش السيد وو في هذه الظروف الطبيعية الجميلة عيشة سعيدة كل يوم منغمسا في مشاعره الشعرية دائما، وبالرغم من أن عمره يقترب حاليا من ستين عاما، لكنه مازال مفعما بالحيوية والنشاط ، ولم تترك السنوات الماضية الطويلة أي أثر من الشيخوخة على وجهه الأكثر صحة وأحمرارا. ولد السيد وو في محافظة تاينان بجزيرة تايوان، وقد مارس فن النحت لمدة أربعين عاما تقريبا. وقد سافر إلى العديد من المناطق المختلفة بالعالم، ولم يفكر أنه يقف بقدميه أخيرا بجوار مخزن المياه دونغتشين التابع لمدينة بوتيان بمقاطعة فوجيان. قال للمراسل:

"ذات مرة ركبت الطائرة متوجها إلى جزيرة ماكاو، عندما كنت أنظر من الطائرة إلى أسفل رأيت بحيرة كبيرة قرب مدينة بوتيان. فسألت الآخرين ما هذا المكان؟ قالوا إنه مخزن المياه دونغتشينغ. بعد عودتى من ماكاو، إستأجرت سيارة وتجولت بها ساعتين حول البحيرة . وجدته مكانا جميلا رائعا جدا، وصالحا للإقامة وبناء مكتب العمل لإجراء الإبداعات الفنية لي. وبعد المشاورات مع الإدارة المحلية، تم استئجاري لهذه الساحة، وبنيت فيها منزلا جميل الشكل ومكتب العمل الفني لي."

استأجر السيد وو هذه الأرض مع مستودع قديم ورصيف الصيادين القديم فيها منذ عام 2004. ثم قام بإصلاحها البسيط وتحويلها إلى داره الحالي والساحة الفنية العملية، ألوانها الباهرة تضئ هذا المكان القديم ببراعة. وقال للمراسل:

"عندما قمت بإصلاح هذا المستودع القديم لم أعدله كثيرا، لأنه رصيف الصيادين القديم جزء من آثار البنايات المحلية القديمة، لا أريد تخريبها بكاملها, بل أضفت إليها بعض الأساليب المعمارية الأجنبية والفنية. أتمنى أن يظل القديم والحديث معا للأبد بعد مغادرتي، إنه كتحف تذكاري لمدينة بوتيان."

وهكذا، أصبحت الدار الخشبية والساحة الفنية مكانا فنيا خاصا للنحات التايواني الكبير وو جين شينغ، حيث بدأ حياته الشعرية السعيدة. وفي الحقيقة زار السيد وو مدينة بوتيان التي تعتبر موطنا فنيا للنحت في الصين منذ عام 1998. ثم أسس فيها مصنعا لنحت نحت التماثيل بالتعاون مع صديقه المحلي القديم السيد لي. وحول ذلك قال السيد وو جين تشينغ للمراسل :

"كانت منتجاتنا المنحوتة مصنوعة من المواد المختلفة مثل الأخشاب والأحجار والمعادن والذهب وغيرها. وكل ذلك بما فيها الفنيون والأيدي االعاملة الأخرى، يمكن أن أجدها بسهولة في مدينة بوتيان. ثم أضافهم بفكرة فنية وصناعية تايوانية خاصة إلى إبداعات الأعمال الفنية الجميلة. كان التعاون بين الجانبين موفقا وعلى نحو سلس."

كان السيد لاو لي أحد شركاء النحات التايواني الكبير وو جين شينغ في العمل بمدينة بوتيان، وأخبر المراسل أن المحليين يقدرون السيد وو ومستوى مهاراته الفنية العالية. وقال للمراسل:

" إن المعلم الكبير وو جين شينغ مشهور في أوساط الأعمال الفنية الجميلة بمدينة بوتيان بطبيعته الشخصية السليمة والروح العملية الجادة والمستوى النحتي والفني والثقافي العالي، وهو رجل محترم لدى الناس ."

وخلال السنوات العديدة الماضية، كان السيد وو مشغولا في عمله بين ضفتي مضيق التايوان، لأن مصنعه في مدينة بوتيان وتسويق منتجاته الفنية بحجم كبير في جزيرة تايوان . والآن، لم تعرض مجموعة كبيرة من أعماله الإبداعية الفنية الجميلة في بر الصين الرئيسي فحسب، بل جذبت هذه الأعمال عددا كبيرا من الطلاب والفنانين ليشاركوه دائما في الدراسة، وتبادل المفاهيم الفنية المختلفة من خلال إبداعاتهم الجماعية، مما جعل داره الشخصية و"الساحة الفنية المعروفة بإسم رصيف الصيادين" ساحة فنية مفتوحة لدى جميع الفنانين. قال أحد تلاميذه:

"معظم المعلمين يدرسون التلاميذ كيفية تصميم التشكيلات الفنية، ولكن المعلم وو جين شينغ يلهمنا دائما بكيفية وجود فكرة خلاقة وإبداعية في أي عمل فني. إنه رجل شاطر العقل وماهر اليد يعاملنا دائما كأخ وصديق لنا."

كلامه صحيح، وبفضل مساهمة السيد وو في رفع المستوى النحتي المحلي، كانت مجموعة كبيرة من الأعمال النحتية الفنية الجميلة من إنتاج مدينة بوتيان تحت إرشاده قد فازت بالجوائز المختلفة على مستوى الدولة، وفي الوقت نفسه، صار السيد وو جين شينغ ذائع السمعة في مجال الأعمال الفنية بين ضفتي مضيق تايوان، . وهكذا، يعمل السيد وو في مصنع المنحوتات مشغولا في النهار ، أما في الليل، فهو منهمك في إبداعاته الفنية في داره المتميزة والساحة الفنية الخاصة له، حيث أفكاره وتصوراته تطير دائما بلا حدود.

جدير بالذكر أن ساحة العمل الفنية للسيد وو تنتمى للقرية سونغفونغ على ضواحي مدينة بوتيان، فاعتبر السيد وو نفسه ومنذ إقامته هنا عضوا من أعضاء القرية. ذات مرة، جلس مع رئيس القرية لشرب الشاي، ذكر الأخير أمامه أن مدرسة إبتدائية محلية قديمة يرجع تاريخها إلى مائة سنة، تواجه مشكلة مالية في حل قضية البنايات الأساسية. لم يفكر السيد وو أكثر، وقرر في الحال تمويل هذه المدرسة لتسوية القضية، كما قدم مبلغا آخر من الأموال لمساعدة المدرسة من أجل تجديد جدرانها الخارجية. وقال للمراسل :

"كانت ألوان حوائط المدرسة قديمة ، فأقترح تجديد طلائها. وجاء بعض الطلاب المعهد الفني المحلي والطلاب المتدربين في مصنعنا إلى تلك المدرسة كمتطوعين لمساعدتها في استكمال ذلك المشروع الذي قررنا إضافته بعض العوامل الفنية. وفي نهاية الأمر، أصبحت حوائط المدرسة الخارجية في التصميمات الفنية الرائعة وبالألوان الملونة الزاهية، ولاقت إقبالا واسعا لدى الناس."

ليس هذا فحسب، بل أراد السيد وو جين شينغ، وهو يحب غرس الأزهار والشجيرات في داره، أراد مساعدة القرية في تنميتها وتجميلها. ومن تخطيطه أن يؤسس قاعدة زراعية خاصة لتربية النباتات والعقاقير الطبية الصينية في أراضي القرية لزيادة دخول القرويين، وقد لقيت فكرته هذه إقبالا كبيرا من القرية. والآن ، يقضي السيد وو حياته السعيدة في داره المميزة بهذه الأرض الجميلة، كما يتطلع إلى أفضل حياة وبمحتويات أوفر في المستقبل .

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي