CRI Online

المسنّة اليابانية يامادا تومييو التى تلقّب بجدّة إكسبو

cri       (GMT+08:00) 2010-07-01 14:49:59


السيدة اليابانية يامادا تومييو

أيها الأصدقاء، ولدت السيدة اليابانية يامادا تومييو في عام 1949، وتزوجت مع السيد يامادا كانيتوسي الذي ولد في نفس العام وتزوجا في بداية السبعينات من القرن الماضي، ثم نقلت أسرتهما إلى محافظة أيتشي، حيث عملت كموظفة حكومية لمدة عشر سنوات وأنجبت ولدين.

تبلغ حاليا السيدة يامادا تومييو من العمر 61 عاما، وذاعت شهرتها في الصين بعد افتتاح معرض إكسبو شانغهاي العالمي في أول مايو هذا العام، لأنها أنفقت أكثر من مائة ألف دولار أمريكي من حسابها الخاص لزيارة هذا المعرض الذي يقام في الصين حاليا، فجذبت أنظار الكثير من الصينيين، وتسمّى بجدّة إكسبو. وفي الماضي، قامت يامادا تومييو بزيارة العديد من الدورات السابقة لمعرض إكسبو العالمي، وأصبحت عاشقة مخلصة لهذا المعرض.

أثناء معرض إكسبو شانغهاي العالمي، زارت يامادا تومييو 374 جناحا لهذا المعرض خلال 38 يوما. فلاقت اهتماما كبيرا من قبل مختلف وسائل الإعلام، حتى أطلق عليها الكثير من متصفحي شبكة الإنترنت أول عاشقة لمعرض إكسبو شانغهاي العالمي. وصادف اليوم الثاني عشر من شهر يونيو يوم الجناح الوطني الياباني في هذا المعرض. وتلبية لدعوة من إذاعة الصين الدولية، شاركت يامادا تومييو في البرنامج الخاص الذي تم بثّه مباشرة على الهواء في أستوديو إذاعتنا بالمركز الإذاعي الدولي بمعرض إكسبو شانغهاي العالمي. قالت يامادا تومييو بسرور واعتزاز إن هذا الجناح هو الجناح ال374 الذي تزوره في هذا المعرض. وعندما تحدثت عن الجناح الياباني، أشرقت البسمة والفرحة على وجهها باعتبارها مواطنة يابانية. حيث قالت يامادا تومييو لمراسلنا:

" لقد زرت الجناح الياباني مرتين. وعرفت أن الكثير من الصينيين يريدون زيارة الجناح الياباني، وأشعر بفخر شديد وفرح إزاء ذلك بصفتي مواطنة يابانية."

وأضافت يامادا تومييو تتحدث عن الجناح الياباني قائلة:

" يبدو أن الزائرين الصينيين في الجناح الياباني يرغبون أكثر في معرفة الروبوت أي ((الإنسان الآلي)) المصنوع في اليابان وغيره من العلوم والتكنولوجيا العالية اليابانية. ولكن بالنسبة إليّ، أفضل زيارة القسم حول البرافان المرصّع بالذهب والأسلوب التقليدي الياباني لتحضير الشاي وسفر الراهب الصيني جيانتشين إلى اليابان ووفود الدبلوماسيين والطلاب الذين أرسلتهم اليابان إلى الصين خلال عهد أسرة تانغ الملكية... وغيرها من المعلومات عن الفنون التقليدية اليابانية وتاريخ التبادل الثقافي بين اليابان والصين، وتركت هذه المعروضات إحساسا عميقا في قلبي وتأثيرا شديدا في نفسي. وقبيل افتتاح معرض إكسبو شانغهاي العالمي، عدت إلى وطني خاصة لزيارة ضريح الراهب الكبير جيانتشين في معبد تانغ تشاو تي بمحافظة نارا اليابانية. وأثناء معرض إكسبو العالمي، لاحظت أهمية تعزيز التعارف والتبادل والتعلّم المتبادل بين الناس، وأرى أن ذلك هو أغلى ثروة يقدّمها المعرض للناس."

وفي مختلف أجنحة المعرض، تحبّ السيدة يامادا تومييو الجناح الصيني أكثر، لأنه ترك انطباعا عميقا في قلبها. ولم تعجب بمنظره الخارجي المتميز الذي يلقّب بتاج الشرق فحسب، بل أعجبت أكثر بمفهوم بنائه وترتيب أقسامه. وجدير بالذكر أن يامادا تومييو شاهدة عيان للجناح الصيني منذ بدء بنائه حتى افتتاحه للزوار. حيث قالت:

" إن المظهر الخارجي للجناح الصيني عظيم ورائع، لكنني أحب تصميمه الداخلي أكثر. وتقع الأقسام الخاصة لمختلف المقاطعات والمناطق الذاتية الحكم والبلديات الخاضعة للإدارة المركزية مباشرة في الطابق الأسفل للجناح، وتشبه القاعدة المتينة التى تدعم كل الدولة من الأسفل. وتركت المعروضات الخاصة بأحوال الأقليات القومية الصينية بصمات عميقة في ذهني. وأعجبت لوجود العديد من القوميات في الصين ولكل منها ثقافة متميزة، ولكن جميع أبنائها يعيشون بتضامن وانسجام. أحب جدا التصميم الإبداعي للجناح الصيني. وطبعا، أنا شاهدة عيان عليه منذ بدء بنائه حتى الآن. فأشعر بألفة شديدة كلما أراه."

وبالإضافة إلى الجناح الصيني، تحبّ السيدة يامادا الأجنحة اليابانية والسعودية والإيطالية أيضا.

قالت السيدة يامادا تومييو إنها زارت معرض إكسبو العالمي لأول مرة في مدينة أوساكا اليابانية عام 1970، وأصبحت معجبة به. وراجعت السيدة تومييو ذكرياتها قائلة إنها ولدت في الأربعينات من القرن الماضي حينما تعرضت اليابان لنقص البضائع، وأصبح الجميع خائفين على مستقبل الدولة. ولكن معرض إكسبو أوساكا العالمي أتى إلينا بأحلام جديدة وفتح آفاقا مشرفة أمام عيوننا، مما شجّع اليابانيين على تكثيف جهودهم لتنمية الاقتصاد الياباني.

وفي عام 2005، أقيمت دورة معرض إكسبو العالمي في محافظة أيتشي اليابانية، زارتها السيدة يامادا تومييو 243 مرة خلال 185 يوما، وسجلت بذلك رقما قياسيا في تاريخ تلك الدورة، وحصلت على جائزة "الحضور الكامل" لمعرض إكسبو أيتشي العالمي. وتقديرا لحماستها لمعرض إكسبو العالمي، أهدى لها معرض إكسبو شانغهاي العالمي أول تذكرة تمّ بيعها في اليابان. إذن، هل هي تريد الفوز بجائزة "الحضور الكامل" أيضا خلال فترة إقامة معرض إكسبو شانغهاي العالمي؟ أجابت السيدة يامادا تومييو هذا السؤال براحة البال:

" ليتني أتجول في حديقة المعرض كل يوم لو كانت صحتي تسمح لي بذلك. ولا يهمّني الفوز بجائزة "الحضور الكامل" في كل يوم من فترة إقامة معرض إكسبو شانغهاي العالمي، لأن هذا المعرض يربطني بهذه المدينة ارتباطا وثيقا لن ينفصم وجعلني وجميع أفراد أسرتي يحبّونها حبا عميقا، وسأحرص بالحفاظ على هذه العلاقة طوال حياتي. وبعد اختتام معرض إكسبو شانغهاي العالمي في أكتوبر المقبل، سأعود إلى مدينة شانغهاي لزيارتها بالتأكيد. وقد عشت في هذه المدينة لمدة أكثر من نصف سنة، لا أشعر بندم إلا على شيء وحيد، وهو أنني لم أحقق تقدما في تعلم اللغة الصينية حتى الآن. وقبل زيارة معرض إكسبو شانغهاي العالمي، اشتركت في فصل تدريبي لتعلم اللغة الصينية باليابان. ولكن للأسف، يبدو أنني لا بد من مواصلة دراستي في المستقبل."

الجدير بالذكر أن السيدة يامادا تومييو تسمّى بأول عاشقة لزيارة معرض إكسبو العالمي من قبل متصفحي شبكة الإنترنت. ويريد الكثير منهم معرفة خبراتها عن زيارة معرض إكسبو العالمي والاستفادة منها. وأجابت السيدة يامادا عن هذا السؤال قائلة:

" الانتظار في الصفّ الطويل قبل دخول مختلف أجنحة المعرض شيء مملّ ومتعب، ولكن، لا تفقد صبرك إذا كانت لديك تطلعات وطموحات. ومن الأفضل أن تجمع المعلومات المتعلقة بهذا المعرض أولا لاختيار الأجنحة المفضلة لديك. أما بالنسبة إلى الأشياء التى لا ترغب في زيارتها، فيعتبر الانتظار في الصف ضياع الوقت. ولكن، بالنسبة إلى الأشياء التى ترغب في زيارتها، فإنها بالتأكيد تستحقّ الانتظار والتحلى بالصبر حتى في الصف الطويل. وسيتضاعف فرحك بعد تحقيق طموحك. "

وخلال أوائل القرن الحالي، كانت السيدة يامادا تتعرض لآلام المرض الشديد، وأقامت في المستشفى لمدة طويلة وأجريت عملية جراحية. وفي عام 2005، أقيم معرض إكسبو العالمي في مدينة أيتشي التى تسكن فيها، ومن أجل تخفيف آلامها، طلب زوجها منها التجوال في حديقة المعرض كل يوم. ولم يكن في حسبانها أنها ستحقق حصادا وافرا في توسيع معارفها وتقوية جسمها في آن واحد.

قالت السيدة يامادا إنها قد التقطت عشرات الآلاف من الصور الفوتوغرافية حول معرض إكسبو شانغهاي العالمي منذ نهاية عام 2005، من بداية إزالة المباني القديمة إلى بدء بناء حديقة المعرض حتى افتتاحها رسميا إلى الزوار في أول مايو الماضي. وتستعد الآن لترتيب هذه الصور في ألبوم رائع وإهداء نسخ منه مجانا إلى المدارس الابتدائية والثانوية في اليابان رامية إلى جعل طلاب المدارس يتعرفون على معرض إكسبو العالمي منذ صغرهم ويحبّون الطبيعة والكرة الأرضية بصورة متزايدة ويعانقون آمالا وأحلاما إزاء الحياة ويتطلعون إلى تعزيز الصداقة بين الصين واليابان منذ صغرهم. حيث قالت السيدة يامادا تومييو حول هذا الموضوع لمراسلنا:

" أشكر معرض إكسبو العالمي لأنني استفدت منه كثيرا. قضيت وقتا سعيدا في معرض إكسبو أيتشي العالمي، مما ساعدني على الشفاء من المرض الخطير، ثم تحسنت صحتي وحملت آمالا جديدة للحياة مرة أخرى. وقررت مع زوجي استخدام الأموال التى كنا نخطط صرفها لعلاج مرضي من أجل تعريف المزيد من الأطفال بمعرض إكسبو العالمي."

وزار مراسلنا مؤخرا الشقة التى تستأجرها السيدة يامادا تومييو مع زوجها في مدينة شانغهاي. ووجد فيها العديد من تعويذة معرض إكسبو شانغهاي العالمي "هايباو" بمختلف الأشكال والألوان وغيرها من الهدايا التذكارية. وقال إبنها الكبير يامادا كازوهيتو لمراسلنا إنه بفضل إلهام والدته، يحبّ جميع أفراد الأسرة معرض إكسبو العالمي حبا شديدا. وفي ختام المقابلة، قالت السيدة يامادا تومييو لمراسلنا إنها استفادت كثيرا من معرض إكسبو العالمي، وأهمّها هو أن الحياة ستصبح جميلة جدا إذا ثابرت على بذل جهود دؤوبة لتحقيق هدفك المنشود.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي