CRI Online

قصة عن الفتاة الصغيرة قولي من قومية هان ووالدتها من قومية الويغور

cri       (GMT+08:00) 2010-07-07 14:44:40


أسرة قولي السعيدة

في حي هونغ تشي لو السكني بمدينة تشانغ جي ببلدية تشانغ جي الذاتية الحكم لقومية هوي في منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور، توجد أسرة خاصة ومكوّنة من الزوجين وولدهما من قومية الويغور وإبنتهما المتبنّاة من قومية هان، وهم يعيشون بسعادة وارتياح. ويعبّر جميع جيرانهم عن تقديرهم الشديد لهذه الأسرة.

وفي غرفة الدرس بالمدرسة المتوسطة الثانية بمدينة تشانغ جي، يكثّف التلاميذ استعدادهم لدخول الامتحان النهائي لهذا الفصل الدراسي. ومن ضمن الأطفال من قوميات القازاق وهوي والويغور، لفتت أنظارنا فتاة صغيرة من قومية هان وهي تلبس قميصا أخضر وتمشط شعرها بطريقة ذيل الحصان ووجهها جميل، وهي بطلة قصتنا وإسمها قولي.

إن "قولي" معناها زهرة في اللجهة الويغورية. لماذا يطلق على هذه الفتاة الصغيرة من قومية هان إسم لقومية الويغور؟ ويرجع سبب ذلك إلى ما قبل 13 سنة.

وذلك بعد ظهر اليوم 27 من شهر أكتوبر عام 1997، وأصبح الجو باردا في منطقة شينجيانغ أواخر الخريف. وقادت السيدة ماينيساخان ساووت دراجة ثلاثية العجلات كما تتعود عليه في الأيام العادية إلى سوق الخضروات بمدينة تشانغ جي مع إبنها أباسير ماهيمت الذي بلغ من العمر أقلّ من عشر سنوات حينذاك. وعندما تستعدّ للعودة لمنزلها بعد شراء الخضروات، وجدت صندوقا غريبا على دراجتها. عندما فتحته، اندهشت دهشة كبيرة، ووجدت فيه طفلة رضيعة. وراجعت السيدة ماينيساخان ساووت ذكرياتها قائلة:

" كانت تبدو أنها ولدت قبل ثلاثة أيام فقط، ووضعت في صندوق ورقي على دراجتنا. وعندما فتحت الصندوق، رأيت أنها في حالة جيدة. وانتظرت لمدة تزيد على ثلاث ساعات ولم نعد إلى البيت إلا بعد غروب الشمس. وكانت مع الطفلة زجاجة حليب وفيها قليل من الحليب المجفف. فأعددت لها اللبن بصبّ الماء فيها وأشربته إياها. وانتظرت هناك حتى بعد الساعة الحادية عشرة ليلا، ولم يأت أحد لتسلّمها، فعدت بها إلى بيتي."

وهكذا، أحضرت السيدة ماينيساخان ساووت هذه الطفلة الصغيرة المتخلى عنها بعد ولادتها بثلاثة أيام فقط إلى بيتها، وأجرت الإجراءات المعنية بتبنّيها. ومنذ ذلك الوقت، أطلقت على هذه الطفلة من قومية هان اسم "قولي" لقومية الويغور.

كانت أسرة ساووت غير غنية أصلا، وتسكن في دار بلغت مساحتها ثلاثين مترا مربعا ولم يكن لها دخل مستقر. وفجأة أضيفت إليها طفلة تحتاج إلى الإعالة، فتعرضت هذه الأسرة لأشد الصعوبات. ولكن السيدة ساووت طيبة القلب لم تتخل عن الطفلة قولي. حيث قالت:

" بعد أن أحضرت الطفلة قولي إلى بيتي، أحبّها زوجى أيضا، وذهب إلى السوق الريفية فورا لشراء الحليب. وقررت إعالة هذه الطفلة طالما كان عندي طعام. وقال لي بعض الأشخاص حينذاك: "كيف تعيلينها ولا عمل لك خلال هذه الفترة؟" كنت أعمل في مصنع دلفنة الفولاذ، ولم ينتج الخرسانة المسلّحة إلا إذا كان في منطقتنا مشروع إنشاء المباني. فكنت أعمل في المصنع لمدة أربعة أشهر فقط في الصيف، ولم يكن لي عمل وراتب طوال فصل الشتاء. ولكنني قررت إعالتها بنفسي والتكفل بها حتى ولو تعرضت للمزيد من الصعوبات والمشاق."

وهكذا، استمرت الحياة حوالي سنتين، وعاشت هذه الأسرة معيشة بسيطة وهادئة. ولكن، لم يكن في حسبانهم انهيار مصنع دلفنة الفولاذ بمدينة تشانغ جي الذي كانت السيدة ساووت وزوجها ماهيمت يعملان فيه، وتدهورت معيشة أسرتهما فجأة. ومن أجل شراء الحليب للطفلة قولي التى بلغت من العمر عامين، اضطرّ الزوجان لجمع الزبالة في مقلب زبالة كان يبعد عن مدينة تشانغ جي بعشرات الكيلومترات.

وفي هذه الأسرة الويغورية، ظل الإبن أباسير يرعي أخته الصغيرة قولي رعاية دقيقة ويعتبرها لؤلؤة في كفّه. ويوفّر لها الأطعمة اللذيذة والملابس الجيدة منذ طفولته. ومن أجل جعل أخته قولي تواصل دراستها، قرر أباسير التخلي عن دراسته في المدرسة الإعدادية، وبدأ البحث عن فرص العمل في كل أحياء المدينة عندما بلغ من العمر ثلاثة عشر عاما حينذاك. حيث قال الولد أباسير:

" لم أتخرج من المدرسة الإعدادية وأنجزت أول عام دراسي فيها فقط، لأن أختي كانت على وشك الالتحاق بالمدرسة الابتدائية، ولو درسنا كلّنا في المدرسة في آن واحد، فستتحمل أسرتنا أعباء ثقيلة جدا. فقررت التخلي عن الدراسة وأعطيت فرصة الدراسة لأختي الصغيرة."

وعند التحاق البنت قولي بالمدرسة الابتدائية، قالت لها والدتها ساووت: يجب عليك بذل أقصى جهودك للدراسة رغم أن أسرتنا فقيرة. وأتمنى لك الالتحاق بجامعة جيدة في المستقبل.

وبفضل إرشاد والدتها، ترعرعت الطفلة قولي وعاشت بسعادة، وتحسنت نتائجها الدراسية. وفازت مقالاتها بالعديد من الجوائز. وأصبحت قولي فتاة نشيطة وطيبة القلب حاليا، وتدرس الآن في المدرسة المتوسطة وتتعامل مع زملائها من مختلف القوميات بمودة وانسجام، وتم اختيارها رئيسة لاتحاد التلاميذ في هذه المدرسة. وقدّرها المعلّم ليانغ تقديرا عاليا، حيث قال:

" إن التلميذة قولي طيبة القلب جدا، وتتعامل مع غيرها من التلاميذ بمودة وانسجام. وبعد توليها رئاسة اتحاد التلاميذ، تعمل بجدّ واجتهاد لتنظيف حرم المدرسة وحفظ الانضباط. وفي كل الأنشطة الجماعية، تبادر إلى تقديم العروض الفنية بالتعاون مع زملائها، وتجيد أداء الرقوص الويغورية والقازاقية."

وقال أخوها أباسير إنه يفتخر بها لأنها ذكية ومجتهدة في الدراسة. وقال لمراسلنا إنه يأمل في مواصلة أخته لدراستها. وإذا أتيحت لها فرصة الدراسة في الجامعة أو في الخارج، فسيقدّم لها دعما ماليا حتى تخرجها منها.

ويبحث والدها ماهيمت عن أعمال النقل بالدراجة الثلاثية العجلات كل يوم. أما والدتها ساووت فتعمل كموظّفة في حي هونغ تشي لو السكني. بينما يعمل أخوها كرجل أمن في إحدى الشركات. فتعيش أسرتها معيشة مقبولة. وكلما يحلّ يوم الطفل العالمي في أول يونيو كل عام، يصاحبها والداها وأخوها إلى حديقة لالتقاط صورة عائلية تذكارية، وأصبحت عادة لهذه الأسرة منذ بلوغ قولي عاما واحدا من عمرها. وعندما أنجزت قولي واجبها الدراسي المنزلي، كثيرا ما تغني وترقص لوالديها لجعلهما يشعران بارتياح وفرح. وقال والدها ماهيمت لمراسلنا إن قولي تقوم بالأعمال المنزلية بعد عودتها من المدرسة كل يوم، وفي بعض الأحيان، تساعده على غسل قدميه وما شابه ذلك. وحينذاك، يشعر ماهيمت كأن كل الصعوبات والمشاق التى تعرض لها في الماضي قد غابت عن قلبه.

كان ماهيمت يخطط كشف أسرار حياتها لقولي بعد بلوغها سن الرشد. ولكن لم يكن في حسبانه أن قولي عرفت هذه الأسرار بالمفاجأة وهي في سن العاشرة من عمرها. ها هي تقول لمراسلنا:

" كنت في الصف الرابع من المدرسة الابتدائية. وذات يوم، كنت أستعد لكتابة مقال طلب المعلم منا كتابته. وأردت مراجعة مقالاتي السابقة التى حفظتها في أكياس الملفّ. ففتحت إحدى أكياس الملفّ في بيتي. ووجدت فيه وثيقة للتبنّي وحداني حب الاستطلاع ففتحتها وعرفت أسرار حياتي. ولكن، لم أخبر أمّي بذلك."

وهكذا، استمرّت الحياة بهدوء حتى حدوث أمر مفاجئ في بيت قولي. ذات يوم، أعطت الوالدة ساووت أموالا لقولي، وطلبت منها شراء الخضراوات في السوق. ولكن، عندما عادت قولي إلى البيت، وجدت ساووت أن الأموال المتبقية قلّت عما يجب عليه، فضربت قولي. قالت قولي لها: أمّي، لا أشكو منك، لأنك تبنّتني. ووقفت ساووت مذهولة فجأة، وتساقطت الدموع من عينيها بدون انقطاع. وقالت لقولي: رعيتك منذ الصغر حتى الآن، لماذا تقولين لي هذا الكلام؟ وعانقتني قولي وقالت لي باكية: أمّي، أنت أحسن أمّ في الدنيا. ومهما يكن غني وثراء والديّ الأصليين، لن أعترف بهما. إطمئنين يا أمّي. وتعانق بعضنا البعض وبكينا بكاء طويلا.

ويعتبر ذلك صدمة نفسية شديدة بالنسبة إلى الطفلة التى بلغت من العمر عشرة أعوام فقط. ولكن قولي أصبحت أكثر نضجا عاطفيا ومتانة أخلاقيا. وتكنّ حبا عميقا لوالديها وأخيها، وعزمت على تكثيف جهودها في الدراسة، حتى تحقق أمنياتهم ورد جميل رعايتهم بها. حيث قالت قولي لمراسلنا إنها ستبذل أقصى جهودها للدراسة، ولا تخيب آمال والديها. وستسعى إلى الالتحاق بالجامعة الممتازة. ثم تتحمل واجباتها لهما.

تستطيع قولي أن تتكلم باللهجة الويغورية بالإضافة إلى اللهجة الصينية الفصحى. وعبرت عن شكرها المخلص إزاء والديها وأخيها باللهجة الويغورية:

" يا أبي وأمي وأخي، شكرا لكم على إعالتي خلال السنوات العديدة الماضية، ورعيتموني كإبنة أصلية لكما. شكرا لكم."

كما ذكرنا سابقا أن قولي تعني زهرة في اللهجة الويغورية. وتترعرع قولي حاليا بفضل رعاية أفراد أسرتها من قومية الويغور كأنها زهرة جميلة تتفتح حاليا.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي