CRI Online

" واقانغتشاي" كومونة الإبداعات الفنية من أدوات الحياة الطبيعية

cri       (GMT+08:00) 2010-07-16 09:35:20


متحف كومونة بانقو الإبداعية

قاد مراسلنا سيارته في طريق متوجها إلى حديقة لاشهاي الوطنية للأراضي الرطبة التابعة لمدينة ليجيانغ بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين ، وفي منتصف الطريق رأي هناك بوابة صناعية من الشكل الطبيعي ومكتوب عليها ثلاث كلمات صينية " وا قانغ تشاي"، كانت هنا قاعدة أساسية لانتفاضة جيش الفلاحين في تاريخ الصين ، وأصبحت اليوم متحفا فنيا حيا بإسم "كومونة بانقو الإبداعية"، وصاحبه السيد أدان الذي يأتي من جزيرة تايوان. هيا ندخله مع مراسلنا للتعرف عليه وزيارة تلك الأدوات الشعبية القديمة التي تعد أيضا أعمالا فنية تقليدية.

بعد دخولنا دار واقانغتشاي، وجدنا بوابة خشبية تذكارية من النمط التقليدي الصيني نصب وسط الفناء، وعلق عليه رأس الياك الميت، وأمام البوابة كومة الشعلة العالية، وذلك يزيد المهابة والغموض للدار. بدأنا نتجول في الجوانب ورأينا كثيرا من أدوات الحياة القديمة تنتشر في كل مكان كسفينة قديمة محطمة وطاحونة حجرية قديمة وسلطانية خشبية وطاقم من أواني الشاي القديمة وغيرها. وحول هذه الأدوات القديمة قال السيد أدان للمراسل:

"أنا وجميع زملائي من المتخصصين، نعتقد أن الحياة إذا كانت غنية اقتصاديا وبدون معنوية، فستكون فارغة. لذلك، فتحنا هذه الكومونة الثقافية الإبداعية لفسح ميدان خاص للاسترخاء الصدر على أساس المحافظة على البيئة الطبيعية الأصلية وإدخالها العوامل القومية والشعبية مع زيادة المفاهيم الحديثة والإبداعات الجديدة، أي إبداعات جديدة من إصلاحات قديمة ."

جاء السيد أدان صاحب دار واقانغتشاي من مدينة تايتشونغ بجزيرة تايوان، إنه رجل ثابت يحب الأحاديث مع الآخرين وذو إلهامات فنية نشيطة. قبل سبعة أعوام وصل إلى مدينة ليجيانغ أول مرة للزيارة فأعجبته ملامحها العرقية القوية بشدة. ثم عاد إليها بعد عودته إلى تايوان لوقت قليل ومعه كل أسرته. وخلال إقامته في المدينة بدأ جمع أدوات الحياة القديمة من السكان المحليين وإصلاحها وتجديدها لعرضها أو بيعها للذين يحبونها كالتحف. وذلك جعل تلك الأشياء القديمة التي يهملها القرويون أو يتركونها إلى الجانب منذ زمن، تصبح أدواتا جديدة ومفيدة ذات قيمة جديدة. وبهذه المفاهيم الإبداعية الجديدة ساعد السيد أدان وزملاؤه بعض القرويين المحليين على الثراء. قال السيد أدان :

"يمكننا أن نحول بعض المحاصيل الزراعية العادية إلى شيء اقتصادي عالي القيمة بعد أن نفكر تفكيرا إبداعيا، مثلا ثمار التفاح في موسمها لا يستطيع بيعها بكاملها، فندعوهم لمعالجتها لتكون خل التفاح ، وثمار العنب لتكون النبيذ ، وهكذا، لم تزد قيمتها فحسب، بل حلت مشكلة إفراط الإنتاج. نقوم دائما بإلهام الفلاحين والقرويين بأفكار جديدة من أجل تحقيق الثراء، ونقدم لهم مساعدات عند الضرورة."

معظم العاملين في دار واقانغتشاي من السكان المحليين بمنطقة ليجيانغ، لأنهم في عين السيد أدان يعرفون الأعمال اليدوية التقليدية المختلفة جيدا. هناك عامل نحاس شاب يبلغ عمره 24 سنة فقط ولكنه قد اشتغل في صنع الأدوات النحاسية لعشرة أعوام حيث قال للمراسل :

"مسقط رأسي في مدينة دالي بمقاطعة يوننان، ذات يوم مررت بمنطقة ليجيانغ، ورأيت صنع الأجراس البرونزية بوسيلة يدوية في معمل السيد أدان. أعجبت بذلك وأحببته كثيرا، فقررت البقاء هنا لعمل تلك الأعمال الفنية اليدوية . أنا شغوف بصنع الحرف وتشكيل بعض الأشياء ذات التصميمات الإبداعية الفنية."

لم ينشر أدان دار واقانغتشاي الخاصة لتصميماته الإبداعية الجديدة، وكانت هذه الكومونة الإبداعية من المفاهيم الحديثة أصبحت معروفة لدى الجميع بواسطة تناقل الأمور على ألسنة الأصدقاء والزوار من داخل البلاد وخارجها. والكثير منهم أصبحوا أصدقاء السيد أدان بعد زيارتهم لدار واقانغتشاي، ثم ويزورونها دائما لاختيار بعض الأدوات المحببة لديهم، أو يشاركون في صنعها بأنفسهم في المعمل أو يأتون إلى هنا من أجل الراحة وشرب المشروبات في مقهى واقانغتشاي الخاص. وحول ذلك أضاف السيد أدان قائلا:

"لديٌ عدد من الأصدقاء الأجانب، لأنهم من هواة جمع الأدوات التقليدية القديمة من كل أنحاء العالم، ويمكن أن يجدوا من خلال هذا العمل أكبر فرحا وغبطة وأكثر ممتعة ، ولنا رغبة مشتركة في تبادل الآراء والمشاعر بهذا الصدد."

كانت السيدة اليابانية ماليكو معجبة بأدوات الإبداع في دار واقانغتشاي، وحضرت إلى هنا خمس مرات وهي صديقة السيد أدان.قالت للمراسل :

" السيد أدان متحمس في معاملته مع الآخرين بل هو رجل مستقيم ويعمل أي عمل بثبات، أحبه كثيرا كما أحب أدواته الإبداعية القديمة والحديثة. فأعود إلى هنا كل سنة لمشاهدة المناظر الطبيعية الجذابة بالمنطقة وزيارة صديقي أدان."

كلامها صحيح، إن مدينة ليجيانغ مكان جميل خاص غني بمعالم الأقليات القومية الصينية والمناظر الطبيعية المتميزة، يحبه بعض الأوروبيين والأمريكان والاسرائيليين وغيرهم . إن قرية عالمية جميلة وهادئة مؤاتية للإقامة والعيشة. عندما تحدث عن التطور في المستقبل، قال أدان إنه يرغب في تكامل وتحسين كومونته لتكون أفضل في حماية البيئة وتحويل واقانغتشاي إلى معرض الأدوات الإبداعية القديمة والحديثة وعالم الحيوانات ليعكس الوحدة والانسجام بين الإنسان والحيوانات وبين الإنسان والطبيعة. ووصف صورة مستقبلية قائلا :

"أتمنى أن يكون لديٌ 18 غرفة عمل للإبداع وعمل مختلف الأعمال اليدوية الفنية، ولكل معلم فني أتباعه لوراثة وتتابع تلك القنون اليدوية القديمة التي تربط بشتى المجالات والنواحي في حياتنا. ونعمل بجهد للمحافظة عليها في أيدينا للأبد."

وهنا نتمنى أن تحقق أحلام أدان هذه في المستقبل القريب.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي