CRI Online

قصة حول متطوع صيني شاب يعمل في ليبيريا

cri       (GMT+08:00) 2010-07-23 09:32:51


المتطوع الصيني الشاب مونغ شيانغ وي

منذ ثلاثة أعوام ماضية بدأت الصين اختيار بعض المتطوعين الصينيين الشباب سنويا لإرسالهم إلى مختلف الدول الإفريقية للمساعدة في أعمالها المختلفة، ومن بينهم الطالب الجامعي مونغ شيانغ وي للدراسة العليا في كلية الرياضيات والعلم المعلوماتي التابعة لجامعة يانتاي بمقاطعة شاندونغ، كان يعمل متطوعا في ليبيريا خلال عام 2009. هيا لنتعرف على عمله وحياته في هذه الدولة الإفريقية غير المعروفة لديه من قبل .

من المعروف أن علاقات الصداقة والتبادلات الودية والتعاونية بين الصين والدول الإفريقية بدأت منذ تاريخ طويل، وكان إرسال فرق المساعدة المتباينة إلى إفريقيا يعتبر مشروعا تقليديا من المساعدات الخارجية التي تقدمها الحكومة الصينية للدول الإفريقية. وبعد عقد منتدى بكين للتعاون الصيني والإفريقي عام 2006 ، بدأت الأعمال التعاونية بين الجانبين تصل إلى أعلى مستوياتها، حيث قررت الحكومة الصينية تعزيز المساعدات لإفريقيا في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والفنية والثقافية والتربية وغيرها، كما تعهدت بإرسال ثلاثمائة متطوع تعليمي وفني وطبي وألكتروني إلى الدول الإفريقية للمساعدة في هذه النواحي . وكان الشاب مونغ شيانغ وي واحدا من هؤلاء المتطوعين . وقال للمراسل :

" كان لديٌ حلم كبير منذ صغري، هو رؤية العالم الخارجي بأم عينيٌ. كنت مسرورا جدا بوجود هذه الفرصة للعمل في ليبيريا لمدة سنة كاملة. وبعد الامتحانات والتقييم الصارم والموافقة من القيادة، أصبحت متطوعا دوليا رسميا."

كان الشاب مونغ شيانغ وي يعمل في وزارة الخارجية الليبيرية مسؤولا عن صيانة أجهزة الكمبيوتر وتجديد الموضوعات في الموقع الوزاري على شبكة الانترنيت. وبالإضافة إلى ذلك، كان يذهب أحيانا إلى بعض الجامعات المحلية لتقديم المحاضرات الخاصة حول ممارسة أنظمة المعلومات الكمبيوترية. أخبر المراسل أن المواطنين الليبريين معظمهم لا يجيد معلومات الكمبيوتر، فأغلبية أجهزة الكمبيوتر من تقديم بعض الدول المساعدة. ونتيجة ضعف طاقة الكهرباء المحلية والجهد الكهربائي غير مستقر، فإن مشاكل الكمبيوتر هناك كثيرة. ومن أجل حل هذه المشاكل وتجديد الموضوعات والأنظمة العملية المختلفة لموقع وزارة الخارجية، قام الشاب مونغ بإجراء التدريب الدوري على العاملين المحليين في إجادة وتنظيم المعلومات الأساسية لاستخدام جهاز الكمبيوتر وكيفية صيانته. وبجهده الجهيد، بدأ نظام العمل بالكمبيوتر في وزارة الخارجية الليبيرية يجري بصورة طبيعية، ويستطيع تجديد موضوعاتها في أوقات مناسبة. كما يوجد عاملان محليان أجادا المعلومات الكمبيوترية وصيانة أجهزة الكمبيوتر بصورة أساسية.

جدير بالذكر أن ظروف العمل في ليبيريا صعبة جدا، وأصعب شيء هو نقص طاقة الكهرباء وغير المتوافرة طيلة يوم كامل إلا لساعتين فقط ظهرا وخمس ساعات مساءا. أما بقية الأوقات، فتعتمد على توليد الكهرباء بأنفسهم باستخدام المولدات لحل مشاكل العمل والحياة. وحول ذلك قال الشاب مونغ شيانغ وي :

"ظروف المعيشة هناك صعبة للغاية وحتى طبخ وإعداد الوجبات اليومية عن طريقة موقد الفحم في البداية. ثم تحسنت الحالة بعد مدة من الزمن حتى يمكنني استعمال الموقد الكهربائي لطبخ الوجبات اليومية."

بالرغم من صعوبة الظروف الطبيعية ، ولكن مونغ شيانغ وي كان يشعر دائما بسعادة بالغة بفضل وجود العلاقات الودية والأخوية بينه وبين الأصدقاء المحليين . تذكر تلك الأحوال قائلا :

" في البداية لا يعرفنى المحليون، وكانوا يروننى دائما بأنظار عجيبة. ومع مرور الأيام تعارف بعضنا مع البعض وشاركتهم أحيانا في ممارسة لعب كرة السلة وكرة القدم وحتى لعب الشطرنج. ومن خلال الاتصالات والتبادلات معهم، وجدت أن الصداقة بين الإنسان والإنسان تنشأ وتشتد بصورة طبيعية بغض النظر عن الدولة والعرق ولون الجلد ."

قال مونغ شيانغ وي إن زملاءه المحليين يحبون الصين كثيرا، وكان يتحدثون معه دائما حول تطورات الصين وثقافاتها العريقة ومختلف العادات والتقاليد لأبناء الشعب الصيني. وقدم مونغ لهم أحيانا بعض الهدايا التقليدية الصينية البسيطة كوجوه أوبرا بكين وعقود السعادة المنسوجة بالخيوط الملونة وغيرها من الأشياء الصينية المتواضعة، قبلوها كقبول أجمل وأندر شيء، وعلقوها في منازلهم رمزا للصداقة بين الصين وليبيريا حسب قولهم.

لقد انتهى عمل الشاب مونغ في ليبيريا وعاد إلى الصين، ولكنه دائما يجتمع مع أصدقائه وزملائه الأفارقة من ليبيريا في أحلامه. وقال الشاب مونغ شيانغ وي للمراسل إنه يأمل في زيارة أصدقائه في ليبيريا مرة أخرى ويتمنى لهم في حياة سعيدة دائما.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي