CRI Online

مطرزات قومية مياو تعرض تاريخها من خلال أزيائها

cri       (GMT+08:00) 2010-08-10 09:53:07

أعزائي، استمعتم قبل قليل إلى مقطوعة من الأغاني الجميلة لقومية مياو، ومنذ زمن بعيد، بالرغم من عدم وجود لغة مكتوبة، ولكن أبناء قومية مياو ظلوا يسجلون تاريخهم وتوريث حضارتهم شفويا جيلا بعد جيل من خلال الأغاني والأساطير الوفيرة. الجدير بالذكر أن أغاني قومية مياو سهلة الفهم ومفعمة بالحماس والحيوية، وتسجل أعمال الإنتاج الاجتماعي وكل جانب من جوانب الحياة.

خلال آلاف السنين، وبالإضافة إلى الأغاني القديمة لتوريث الحضارة، تعد مطرزات هذه القومية أيضا نبذة تاريخية غير مكتوبة لأبنائها. وفي حلقة اليوم، نعرفكم على لياو لي قنغ المطرز الشهير من قومية مياو، فهو يعيش حاليا في مدينة كونمينغ بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين، حيث سيقدم لنا فن التطريز ذي التاريخ العريق.

"في البداية، عاش أبناء قومية مياو اعتمادا على الزراعة، وخلال الهجرة المستمر، قام أبناء قومية مياو بتطريز كل ما شاهدوه في الجبال والأنهار وكل جانب من جوانب الحياة، على أزيائهم، ولذلك، نقول إن قومية مياو هي قومية تطرز التاريخ على الأزياء."

تعد قومية مياو أكثر القوميات سكانا من بين 25 أقلية قومية في مقاطعة يوننان، وتنتمي أم لياو لي قنغ إلى قومية مياو أيضا، وتأثر بالخيوط والإبر التي كانت تستخدمها أمه للتطريز منذ طفولته، وبعد كبره، درس تصميم الأزياء في معهد التعليم بمقاطعة يوننان، وخلال عمله، حقق نتائج بارزة في تصميم الأزياء المتصفة بخصائص تطريز قومية مياو في المسابقة المهنية، أما الدافع الحقيقي الذي جعله يسير على طريق التطريز، فهو كلام من صديق أجنبي، إذ قال لياو لي قنغ:

"ذات مرة، زارني صديق أجنبي، ولاحظ وجود الكثير من الأعمال المطرزة في بيتي، وقلت له: هذه هي المطرزات لقومية مياو، فأريد حفظها بصورة جيدة، فرد علي: إن هذا النوع من التطريز لا ينتمي إلى مقاطعة يوننان فقط، بل ينتمي أيضا إلى البشرية كلها. إن كلامه هذا أيقظني وأثرني تأثيرا كبيرا، ولذلك، عقدت العزم على دراسة تطريز مياو، وتعلمت أساليب التطريز في الكثير من القرى لقومية مياو، وهكذا، قد قضيت عشرين سنة في دراسة التطريز مع تسجيله وتصنيفه."

يعد التطريز وسيلة رئيسية لتزيين أزياء أبناء قومية مياو، حيث تشمل مجموعة كاملة من الأزياء ما لا يقل عن عشرات الأنواع من الرسومات وأساليب التطريز، ولذلك، فإنها لا تتمتع بالقيمة الجمالية العالية فحسب، بل تعرض أيضا الأحوال الاجتماعية والعادات والتقاليد والقصص والأساطير والمعتقدات الدينية لقومية مياو.

ولم تسجل مطرزات قومية مياو المهرجانات والطوطم وقصص الأبطال فحسب، بل إنها تسجل أيضا تاريخ هجرة الأسلاف الأوائل لهذه القومية. ونلاحظ وجود الرسومات المختلفة مثل التموجات في أعمال التطريز، حيث يستخدم أبناء قومية مياو هذه العلامات للإشارة إلى أن أسلافهم كانوا يأتون إلى جنوب غربي الصين بعد تجاوز الجبال والأنهار مثل نهر اليانغتسي والنهر الأصفر، وفي الوقت نفسه، اعتقد أبناء قومية مياو أن التطريز على الأزياء هو اللغة والعلامة المتميزة لقوميتهم، ولا يمكن تحقيق الإبداعات فيه وتبديله بصورة عشوائية، ولذلك، يمكننا أن نميز بين مختلف قبائل أبناء قومية مياو ومواطنهم وعاداتهم وتقاليدهم باختلاف أزيائهم المطرزة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي