CRI Online

قصة عن طليع النخبة العسكري الصيني خه شو قان

cri       (GMT+08:00) 2010-08-18 14:42:12


خه شو قان مع رفقائه

خه شو قان أحد جنود قوات المشاة البرية الصينية، ومنذ عام 2000، شارك سبع مرات في سباقات البطولة العسكرية الخماسية العالمية وفاز فيها بثمانية ألقاب بطولية. وحتى الآن فمازال هو صاحب أفضل النتائج البطولية العالمية في كل القوات الصينية. كيف عمل ذلك ؟ وما هي المسابقات العسكرية الخماسية؟ فيما يلي لنقص لكم قصة عن هذا الطليع العسكري الصيني المعروف خه شو قان.

ظهرت السباقات العسكرية الخماسية في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وتشمل محتوياتها الرمى ببندقية عيار كبير لمسافة ثلاثمائة متر وسباق الحواجز لمسافة خمسمائة متر وسباق الحواجز للسباحة لخمسين مترا ورمى القنبلة اليدوية للمسافة والمكان المحدد وسباق الضاحية لثمانية كيلومترات للرجال. وهذه السباقات الخماسية تجسد بصورة مركزية نتائج التدريبات العسكرية الفردية الأساسية لقوات المشاة البرية، وتعتبر " نضالا من أجل رفع علم الجيش" كما تمثل وتعكس القوة القتالية الشاملة للقوات المسلحة من الدول المختلفة في زمن السلم. ومنذ الاستعداد الكامل للمشاركة في هذه المسابقات العسكرية الخماسية للجيش الصيني، كان الشعار القوي راسخا في قلوب كل الجنود والضباط، وهو" الفوز بالبطولة وتسجيل الأرقام الجديدة ورفع العلم الصيني الوطني مع عزف النشيد الوطني" . ومن أجل تحقيق هذا الهدف، كان كل منهم يكرس كل طاقاته للتدريب الشاق والثابت . عندما تذكر الجندي خه شو قان حالة مشاركته لأول مرة نيابة عن القوات المسلحة الصينية في السباقات الخماسية العسكرية العالمية التي أقيمت في الدنمارك عام 2000 ، مازال يشعر بتأثر كبير وقال :

" وفي البداية إهتممت كثيرا بالتدريب العسكري ليس إلا لتحقيق تقدم وإنجاز لنفسي ونيل أفضل النتائج لتجاوز الآخرين. ولكن، بعد مشاركتي في المسابقات العسكرية العالمية عام 2000، أصبح قلبي مملوءا بشرف البلاد ومصالح الوطن. وأدركت أنني لست بمفردي في المسابقات العالمية، بل أمثل الصين والقوات الصينية كلها. في كل مرة بعد وصولنا إلى المقصد للمشاركة في السباقات، تستقبلنا السفارة الصينية المحلية بحماس كبير. و قبل مغادرتي أقل دائما للملحق العسكري: شكرا جزيلا على ضيافتكم وأنتم مشغولون بالأعمال المختلفة لاستقبالنا في هذه الأيام. ولكنه كثيرا ما عقد يديٌ ويقول لي: علينا نحن أن نشكركم ، جئتم إلى هنا للمشاركة في السباقات العالمية نيابة عن الجيش الصيني وإحراز البطولة من أجل شرف الوطن. إنه شرف لنا جميعا ، بل وكان هذا الشرف يسهل الأمور علينا أثناء تحضير المقابلات والمعاملات الخارجية. لم أفكر أن فوزي بالبطولة في تلك السباقات لم يرفع شرف الوطن على مستوى العالم فحسب، بل يمكن تغيير صورة الصين بالخارج في المجالات الأخرى. وهذا الأمر شجعني بقوة أكثر ودفعني إلى ممارسة التدريبات القاسية بكل ما في وسعي لإحراز أفضل النتائج البطولية من أجل شرف الوطن غير مبال بالتعب وآلام الجروح."

ولد الطليع العسكري خه شو قان في أسرة ريفية بضاحية مدينة نان نينغ لمقاطعة قوانغشي عام 1978 ، كان نشيطا في ممارسة التمارين البدنية منذ صغره. ومن أجل تخفيف العبء عن الأسرة الفقيرة ، قدم طلبا لدخول مدرسة رياضية تعفيه من رسوم التعليم. كان مجتهدا في الدراسة والتمارين، ثم تم تجنيده بصورة إستثناني في الجيش عام 1996، وأصبح جنديا طليعا في قوات المشاة البرية الصينية. وبفضل جهوده المبذولة المتواصلة فاز بالمرتبة الأولى في مختلف السباقات العسكرية الصينية. غير أن تقدمه ومشاركته في الخارج وأصبح بطلا في السباقات العسكرية الخماسية العالمية أمر لم يبدأ بشكل سلس .

كان خه شو قان يأتي من جيشه إلى بكين مرتين في كل من عامي 1997 و1998 للمشاركة في الاختبارات العسكرية الخاصة لقبول عدد من الجنود الجدد لإنضمامهم إلى فريق السباقات العسكرية الخماسية الصيني، وكانت نتائجه البدائية لم تصل إلى المستوى المطلوب، ولكنه ظل يتدرب ويتمسك بتنشيط أكبر قوته وذكائه وإمكانتيه القتالية للحصول على أجود درجة. عندما تذكر أحوال تلك الفترة قال للمراسل:

" أنا وبعض الجنود الجدد لا نعرف ما هي السباقات العسكرية الخماسية في البداية، عندما رأينا المستوى العالي من المتسابقين القدامى في هذه الناحية، بدأت ثقتنا في النفس تفقد فجأة . وفي ظل هذا الوضع، لم أحرز نتيجة مقبولة وأخرجت من المباريات الدورية للتصفية . وقبل مغادرتي بكين للعودة إلى جيشي بالخارج، التقيت مع المدرب الرئيسي مصادفة عند البوابة، وكان متفائلا بشأن حالتي البدنية الطبيعية ويدعوني للمشاركة في التدريبات العسكرية المنتظمة لمدة أربعة أشهر تحت إرشاده الخاص. وإذا نحجت في الامتحانات بعد ذلك، فيمكن أن أستمر. قبلت اقتراحه أملا في الدلالة على قدرتي وامكانيتي في ممارسة السباقات العسكرية الخماسية. وبعد أربعة أشهر، لم أنجح في الاختبارات العسكرية فحسب، بل تقدمت تقدما مستمرا وملحوظا، مما عزز ثقتي في نفسي بأكثر ."

ومنذ ذلك الوقت بدأ خه شو قان يواظب في التمارين البدنية المختلفة للسباقات العسكرية الخماسية، وارتفعت لياقته البدنية والنفسية والفنية بصورة كاملة . وبمناسبة حلول سنة الألفين، استقبل خه شو قان أول فرصة له لمشاركته في المسابقات العسكرية الخماسية العالمية ، فتأثر تأثرا كبيرا وقال:

" وفي حينه ، كتبت رسالة خاصة إلى محطة التلفزيون لمقاطعة خه بي تعبيرا عن بالغ الفرح والسرور بمشاركتي في المسابقات العسركية الخماسية العالمية التي أقيمت في الدنمارك نيابة عن الجيش الصيني، ولديٌ ثقة كاملة للفوز بالجوائز فيها. لم أكن في المرتبة الأولى في السباقات الفردية في تلك المرة. فعزمت على إحرازها في المرة القادمة . وبعد ذلك، أصبحت مغمورا في بحر التدريبات الشاقة والمنتظمة بلا انقطاع ."

لم يخذلنا خه شو قان، وأحرز نتائج ممتازة في مشاركته الأولى في هذه المسابقات الخماسية العالمية، حيث فاز بالمركز الرابع للفرد والمرتبة الأولى للجماعة ، وقد شجعه ذلك تشجيعا كبيرا على مواصلة هذه السباقات العالمية. وحتى الآن، قد حصل على ثمان بطولات فردية وجماعية، ويعتبر البطل الوحيد الفائز بالبطولة الفردية والجماعية وبطولة سباق التتابع في آن واحد على مستوى القوات الصينية. قال للمراسل :

"إصابة بالجرح أمر طبيعي في سباق التتابع وسباق الحواجز. ليس لدينا طبيب مرافق معنا عندما نخرج من البلاد إلى الخارج للمسابقة، ذات مرة جرح زميلي في السباقات، فأسرع إلينا طبيب من فرق الدول الأخرى لمساعدتنا بجدية. جميع المتسابقين والمشاركين كأنهم في أسرة واحدة، وكانوا يصفقون ويشجعون لكل من ينجح في السباقات وكل من يفوز بالبطولة سواء كان من أية دولة. لديٌ الآن بعض الأصدقاء الأجانب الذين تعارفنا وربطت الصداقة بيننا من خلال مشاركتنا في هذه السباقات العالمية، ونحافظ على مداومة الاتصالات عبر شبكة الانترنت."

دائما نقول إن " ساحة السباقات كميدان المعارك والمعركة لا توجد فيها المرتبة الثانية إلا البطولة ". وهذا الشعار يمثل إعلان القتال لفريق السباقات العسكرية الخماسية الصيني أمام كل دورة من المنافسات العالمية. ومنذ ثلاثين عاما بعد تأسيس فريق السباقات العسكرية الخماسية الصيني عام 1980، أحرز الفريق نتائج باهرة في مختلف المسابقات العسكرية العالمية، ومنها 78 من البطولة العالمية و64 مرة قد حطمت الرقم القياسي العالمي . ولكن وراء هذه النتائج الرائعة عدد لا يحصى من المشقات وآلام الجروح والعرق التي عانى منها جميع أعضاء الفريق في التمارين المتكررة والتدريبات القاسية .

بدأ خه شو قان يعانى من الآلام المستمرة في كسور الأضلاع والتواء الفقرات القطنية وتمزق أوتار العضلات وغيرها من جروح التمارين البدينية منذ عام 2001، ولكنه لم يتوقف عن التدريبات العسكرية المنتظمة . قالت السيدة وانغ رئيسة فريق السباقات العسكرية الخماسية الصيني للمراسل:

" خه شو قان بصفته رياضيا قديما، لديه الآن عائلة سعيدة مع ولد نشيط إلى جانب تلك النتائج الرائعة المتميزة في المسابقات العالمية المختلفة، ويمكنه أن يختار بأي سبب كاف الخروج من الجيش للبحث عن عمل مريح آخر. ولكنه مازال في التدريب والمشاركة في المسابقات لتقديم المزيد من الإسهامات للجيش والوطن. "

أمام سؤال حول المسرحين من الجيش أجاب عليه خه شو قان دائما:

" لا أتخلى عن التمارين والسباقات ، لأنني لا أستطيع على ذلك، سأواصل ذلك حتى أكون غير قادر على إحراز المرتبة المقبولة، وحتى يظهر جدد يتجاوزونني في المسابقات ."

والآن، مازال الطليع العسكري خه شو قان عمودا فقريا في فريق السباقات العسكرية الخماسية الصيني، ولم يشارك زملاءه الجدد في التدريبات القوية فحسب، بل يعلمهم كيفية إجادة الفنون القتالية في المسابقة وكيفية الحفاظ على اللياقة البلدية من تناول الأغذية السليمة والنوم الهادئ . وأخبر المراسل عن أهم امنياته أن يكون مدربا رياضيا بعد تسريحه من الجيش لتربية أبطال عالميين جدد من أجل شرف ومجد الوطن الأم.

نتمنى أن تحقق رغبته هذه ويسهم باستمرار لخدمة الوطن.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي