CRI Online

الحديث مع المطربة الشعبية الصينية المسلمة سو بينغ

cri       (GMT+08:00) 2010-08-24 10:05:28

ولدت سو بينغ البالغ عمرها 68 عاما في أسرة من قومية سالار المسلمة بمقاطعة تشينغهاي شمال غربي الصين. ويحب أبناء قومية سالار غناء ألحان "هوا أر" الموسيقية كثيرا، مهما كانوا يقومون بالزراعة في الحقول أم يعملون على نقل الركاب بين ضفتي النهر الأصفر. وفي هذا الظل، شغفت سو بينغ منذ طفولتها بهذه الألحان الشعبية الجميلة. واستنادا إلى موهبة صوتها الجميل، نشطت سو بينغ في مسرح "هوا أر" وكانت في عمرها الصغير. وحول ما يتعلق بتمثيلها الأول على المسرح الرسمي، قالت سو بينغ:

"بدأت تمثيل غناء "هوا أر" على المسرح ابتداء من التاسعة من عمري، في الوقت الذي تأسست فيه جمهورية الصين الشعبية قبل سنتين، حيث احتفل الجميع بتأسيس الصين الجديدة وتطبيق سياسات الإصلاح للأراضي الزراعية، فغنيت أغنية تحمل عنوان "الخيل الصغير" وجاءت من ألحان "هوا أر" الموسيقية. وتقول كلماتها: أصبحت الجبال خزانة الحبوب، وتحولت الأرض البور إلى الحقول الزراعية، وبدأت الفتاة ارتداء الملابس المصنوعة بالحرير، مما جعلها مثل القوانيا الشجرية. "

أصبحت سو بينغ الشابة مشهورة في بلدتها، مما أثار حماستها الشديدة في دراسة وأداء "هوا أر". ولاقت جهودها ترحابا شديدا من قبل المواطنين في المنطقة المحلية، وحظيت أيضا بتأكيد الخبراء في هذا المجال. والتحقت سو بينغ بفرقة الغناء والرقص بمقاطعة قانسو وكانت في ال17 من عمرها، ومنذ ذلك الوقت، بدأت مسيرتها الفنية لأداء "هوا أر". وخلال عملها في فرقة الغناء والرقص، ومن أجل دراسة وتعلم مختلف الانواع والأغاني من ألحان "هوا أر"، زارت سو بينغ عدة مناطق شمال غربي الصين والتي تعتبر أكثر المناطق انتشارا لهذه الألحان الشعبية.

وفي عام 1982، عرضت سو بينغ أداء "هوا أر" في حفلة محلية للاحتفال بعيد الربيع التقليدي الصيني، ووجدت ترحيبا كبيرا من قبل المشاهدين، الأمر الذي شجعها على إقامة عرض غنائي خاص بأداء "هوا أر". وفي هذا الصدد، قالت سو بينغ:

"من خلال عرضي لأداء " هوا أر"، بدأ المزيد من المواطنين الاهتمام بهذه الألحان الشعبية، ولذلك طرأت فكرة على ذهني، وهي إقامة حفلة خاصة بعرض "هوا أر"."

إضافة إلى الالتزام بالأسلوب التقليدي لغناء "هوا أر"، استفادت سو بينغ من الأسلوب الغنائي الغربي الحديث في الحين الذي غنت فيه "هوا أر"، الأمر الذي ساعد غناء "هوا أر" على الدخول إلى مرحلة جديدة. وفي هذا الصعيد، قال أحد الخبراء في مجال بحوث "هوا أر" السيد قو تشنغ تشينغ إنه لا شك أن سو بينغ هي نموذج جيد لإندماج الأسلوبين التقليدي والحيدث لغناء "هوا أر"، حيث قال:

"تلتزم سو بينغ بالأسلوب الخاص والمتميز لغناء "هوا أر"، بينما تعمل على إبداع الأسلوب الغنائي، الأمر الذي جعلها تحظى بترحيب كبير لدى العديد من الناس."

في عام 1984، عرضت سو بينغ في حفلة وطنية أقيمت للاحتفال بعيد الربيع التقليدي الصيني، مما أثار ترحيبا لدى المشاهدين من أنحاء البلاد، ومن خلال ذلك، انتشرت ألحان "هوا أر" في مختلف المناطق الصينية.

ابتداء من الثمانينات من القرن الماضي، قامت سو بينغ بزيارات عديدة لمختلف الدول والمناطق في العالم تلبية لدعوات منها، حيث نشرت سو بينغ ألحان "هوا أر" في آسيا وأوروبا وإفريقيا، مما جعل الأصدقاء الأجانب يشعرون بجاذبية وروعة هذه الألحان الشعبية الصينية. وقال ليات من الولايات المتحدة:

"لم أستمع إلى "هوا أر" من قبل، ولا أعرف أنها من الأغاني الشعبية. وبعد أن سمعت إلى غناء سو بينغ لها، تعرفت عليها. وأحب الأغنية التي تحمل عنوان "القوانيا الشجرية البيضاء" من أداء سو بينغ، لأن هذه الأغنية تجعلني أحب "هوا أر"."

أدرجت ألحان "هوا أر" عام 2009 إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي للأمم المتحدة، وقالت سو بينغ إنها تشعر بفخر كبير بإدراج "هوا أر" ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للامم المتحدة، مؤكدة أنها ستواصل جهودها لنشر "هوا أر" إلى مناطق أوسع.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي