CRI Online

التاجر الصيني المسلم لا هاي تشينغ

cri       (GMT+08:00) 2010-08-27 16:52:18

حديقة قويده الجيولوجية

تقع مقاطعة تشينغهاي في هضبة تشينغهاي-التبت بشمال غربي الصين، الأمر الذي جعلها تتمتع بمناظر رائعة ومتميزة، حيث تمتد الجبال العالية والمتواصلة من الشرق إلى الغرب، وتسير الأنهار المختلفة في كل أرجائها، بالإضافة إلى وجود المروج الواسعة والصحراء الشاسعة. وعندما يتحدث لا هاي تشينغ الذي يعتبر من أشهر رجال الأعمال في مقاطعة تشينغهاي عن مسقط رأسه يقول إنه يحب هذه الأراضي الجميلة كثيرا، ويحب أيضا الثقافات المتنوعة والوافرة المتواجدة هنا، حيث قال:

"خلال تطوير أعمالي التجارية في مسقط رأسي، أردت دائما كشف المزيد من الدراسات العلمية والمعلومات الموجودة في هذه الأراضي الواسعة، حيث أجد أيضا أن أراضي مسقط رأسي تتمتع بثقافات رائعة ووافرة لم نجدها بعد."

البنايات الواقعة في داخل الحديقة

استنادا إلى حبه العميق لمسقط رأسه، أنشأ لا هاي تشينغ حديقة تُعرض فيها مختلف الصخور الكبيرة في محافظة قويده بمقاطعة تشينغهاي والتي ولد وترعرع فيها لا هاي تشينغ. وتوجد في هذه الحديقة التي تبلغ مساحتها أكثر من 30 ألف متر مربع مئات الصخور المختلفة الأشكال، ويشبه البعض فيها البشر والحيوان من حيث الشكل، والبعض الآخر الذي توجد على وجهه مختلف الصور الجميلة. وقال لا هاي تشينغ إن أشكال هذه الصخور والصور المتواجدة على وجوهها جاءت كلها من الطبيعة، ولم تتشكل من صنع الإنسان. وبسبب كثرة الجبال والأودية في هذه المنطقة، أصبحت قويده منطقة منتجة للصخور ذات الأشكال الغريبة والمختلفة. وحول ما يتعلق بكيفية تشكيل الصلة العميقة بينه وبين هذه الصخور، قال لا هاي تشينغ وكان مبتسما إن حبه لهذه الصخور كان يتعمق بمرور الزمن، حيث قال:

"كنت أعمل في إنشاء أعمال العقارات الثابتة في مسقط رأسي- قويده، حيث اشتريت حديقة، ومن أجل تزيينها، وضعت فيها العديد من الصخور. وبذلك، وجدت أن هذه الصخور التي تتمتع بمختلف الأشكال الغريبة والألوان الجميلة رائعة جدا، فظهرت حماسة شديدة في داخلي لها. وفي نظري إن هذه الصخور العادية يبدو كأنها أعمال فنية رائعة."

الحديث مع لا هاي تشينغ

قال لا هاي تشينغ إن كل صخرة من الصخور الموجودة في حديقته لها قصة جميلة، وجاءت كل هذه القصص من إعداده. وعلق لا هاي تشينغ الذي ولد وترعرع محليا في مقاطعة تشينغهاي كل حبه ومشاعره العريقة على هذه الصخور، ووصف المناظر الجميلة والعظيمة والثقافات البارعة لمسقط رأسه من خلال إعداد مختلف القصص والحكايات الجميلة حسب أشكال الصخور والصور المتواجدة على وجوهها. وحتى الآن، قد استثمر لا هاي تشينغ ما يقرب من ثمانية ملايين يوان صيني في تطوير حديقته الخاصة بعرض الصخور الغريبة والمتميزة. بينما جذبت الحديقة العديد من السياح القادمين من أرجاء العالم لزيارتها، وبذلك أصبح لا هاي تشينغ مشهورا في مسقط رأسه.

رغم أن نجاحه أصبح الآن معروفا في المنطقة المحلية، غير أن الصعوبات والنكسات التي أصيب بها لا هاي تشينغ خلال السنوات الماضية لم يعرفها الكثير من الناس من قبل. ولد لا هاي تشينغ قبل 47 عاما في أسرة مسلمة بقرية جبلية نائية، وكانت الجبال الواقعة امام منزله فردوسا له وهو في الصغر، حيث غرست بداخله حب عميق لجبال وانهار مسقط رأسه. وبعد تخرجه من الجامعة، بدأ لا هاي تشينغ العمل في الحكومة المحلية. وبعد اتخاذ الصين لسياسات الإصلاح والانفتاح في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، ترك لا هاي تشينغ عمله الثابت في الحكومة، واتجه لممارسة الأعمال التجارية. وقال لا هاي تشينغ:

"كان العديد من الناس لا يفهمون تقريري في ترك عملي الحكومي وبدء ممارسة التجارة لمفردي. واما أنا، فكنت لم أؤكد أيضا صحة تقريري. غير أن ثقة كبيرة كانت تترسخ في داخلي بأن يأتي مستقبل واعد وسريع لنمو الصين في المستقبل القريب."

أحد الزوار من تركيا يتحدث عن حديقة قويده الجيولوجية

ومن خلال جهوده الكبيرة لمدة سنوات، شهدت أعمال لا هاي تشينغ التجارية تقدما متواصلا. واعتبارا من عام 1998، بدأ لا هاي تشينغ ممارسة التجارة في مجال العقار الثابت، الأمر الذي ساعده على تحقيق أكبر نجاح في أعماله.

بالإضافة إلى الاهتمام بكشف الصخور المنتجة في مسقط رأسه، ألقى لا هاي تشينغ نظره إلى التربة هناك. وفي العام الماضي، افتتحت "حديقة قويده الجيولوجية" التي أُنشأت باستثمار 86 مليون يوان صيني من لا هاي تشينغ. وقال لا إنه يرغب في تعريف المزيد من الناس بمناظر مسقط رأسه العظيمة وكذلك التربة الملونة المنتجة في هذه الأراضي الساحرة، حيث قال:

"أرى أن الأراضي لها مشاعر، فأريد أن أزورها وأتحدث معها. يُنتج نوع من التربة الملونة في أراضي مسقط رأسي، لذلك فإنني أريد تعريف كل شخص في العالم بها، والتأكيد على أن التربة هي أحرص شيء في العالم، ويجب علينا الاهتمام الشديد بها."

ضربت المناظر الرائعة في هذه الحديقة الجيولوجية قلوب الزوار هناك، وقال أحد الزوار لها أوزقور من تركيا:

"إن الجبال والمناظر في هذه الحديقة ممتعة جدا، وإذا لم تزر هذه الحديقة عندما تضم بزيارة مقاطعة تشينغهاي، في هذه الحالة، ستكون الزيارة ساقطة شيئا هاما."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي