CRI Online

توت الذئب يحمل الفوائد الكبيرة للفلاحين الصينيين المسلمين

cri       (GMT+08:00) 2010-11-08 10:43:56

تعتبر منطقة نينغشيا بشمال غربي الصين المنطقة الوحيدة للحكم الذاتي لقومية هوي المسلمة على مستوى تلك المقاطعة في الصين، حيث هناك أراض واسعة وموارد طبيعية وفيرة. ومنذ تنفيذ الصين لسياسات الإصلاح والانفتاح اعتبارا من نهاية سبعينيات القرن الماضي، يعمل أبناء مختلف القوميات بمنطقة نينغشيا على تطوير مختلف الصناعات من أجل رفع المستوى المعيشي لهم، ومن بينها صناعة توت الذئب التي تشهد حاليا تطورا سريعا في هذه المنطقة.

يشبه توت الذئب بثمرة حمراء صغيرة على شكلها، وإنها من العقاقير الطبية التقليدية الصينية. وتحتوى هذه الثمرة الصغيرة على جزرين والعديد من العناصر الغذائية الأخرى، وتعد من العقاقير الطبية النادرة. ويُزرع توت الذئب في عدة مناطق صينية، وبما فيها محافظة تشونغنينغ التي تعد من أشهر المناطق المنتجة لهذا النبات النادر.

وحول ما يتعلق بالفعالية الطبية والتأثير العلاجي لتوت الذئب، حكيت الفتاة المسلمة ما لين من محافظة تشونغنينغ حكاية شعبية منتشرة هناك، حيث قالت:

" يُحكى أن شابا كان يعيش في هذه المنطقة قبل أكثر من ألفي سنة في تاريخ الصين. وإنضم هذا الشاب إلى الجيش، وتوجه مباشرة إلى ميدان الحرب. وبعد انتهاء الحرب، عاد الشاب إلى بيته، ووجد مجاعة شديدة حدثت في قريته، غير أن أمه وزوجته كانتا في صحة جيدة. وقالت زوجته إنها قطفت بعض الثمرات الحمراء الصغيرة للتخفف من آلام الجوع، والتي هي ثمرات توت الذئب."

المراسلة سعاد وتوت الذئب

رغم أن هذا القول مجرد حكاية شعبية، غير أن الطبيب لي شي تشن الذي يعد من أشهر الأطباء في تاريخ الصين وصف بوضوح الفعالية الساحرة لنبات توت الذئب في كتابه الطبي. وبالإضافة إلى فعاليتها الطبية، يفيد هذا النبات صحة الإنسان، مما يجعلها تصبح حسنة ومقبولة جدا. وقالت الفتاة المحلية ما لين إن الظروف الجغرافية بمحافظة تشونغنينغ مناسبة لزراعة نبات توت الذئب، ولذلك فإن تشونغنينغ تسمى ب"مسقط الرأس لتوت الذئب"، حيث قالت:

"تناسب الظروف الجغرافية بمحافظة تشونغنينغ زراعة توت الذئب، ويملك الأبناء هنا التقنية الماهرة لزراعته، لذلك فإن تشونغنينغ تطلق عليها (مسقط الرأس لتوت الذئب) بالصين."

مثلما قالت ما لين من قبل، تعمل كل عائلات تشونغنينيغ على زراعة توت الذئب. وبفضل اتخاذ الصين سياسات تطوير اقتصاد المناطق الغربية بالبلاد، فقد شهدت صناعة زرع توت الذئب وانتاج المنتجات المنتجة بهذا النبات تطورا سريعا بهذه المحافظة الغربية الصينية. وقال المسؤول عن إدارة شؤون صناعة توت الذئب بتشونغنينغ السيد تيان جيان هوا إن نمو هذه الصناعة أسهم في رفع دخول الفلاحين المحليين وزيادة مستوى معيشتهم، وساعد أيضا على توسيع مجالات التشغيل هناك، حيث قال:

"خلال فترة قطف ثمرات توت الذئب، يعمل 200 ألف شخص تقريبا في محافظتنا على قطفها، بمن فيهم العديد من الفلاحين القادمين من الأرياف المجاورة. لذلك فيمكننا القول إن زراعة نبات توت الذئب يسهم في تطوير السياحة وصناعات التصنيع والنقل والأكل لمحافظتنا."

وقد أكد السيد تيان قدوم العديد من التجار من أنحاء الصين في فصل الحصاد كل سنة إلى محافظة تشونغنينغ لشراء توت الذئب.

وقد عمل التاجر تشو مينغ لي من مقاطعة تشهجيانغ على تجارة توت الذئب لثلاث سنوات، وقال إنه يأتي كل سنة إلى تشونغنينغ لشراء توت الذئب، وظلت هذه المحافظة أول اختيار له لشراء توت الذئب فيها، حيث قال:

"يتمتع توت الذئب بذوق جيد، ويحتوي على الغذاء الكامل. وخلال السنوات الأخيرة، تشهد صناعة توت الذئب في تشونغنينغ تطورا كبيرا، مما ساعد على سير أعمالي التجارية بشكل سلس."

وفي الوقت الحالي، توجد في محافظة تشونغنينغ العديد من الشركات والمؤسسات الخاصة بزراعة وتصنيع وبيع توت الذئب، ومن بينها "شركة جيدينغ المحدودة لتوت الذئب". وقال المدير العام لهذه الشركة إن حياته شهدت تغيرات كبيرة منذ ممارسة نشاطة في تجارة توت الذئب، حيث قال:

"حياتنا في الماضي تعتمد على الراتب المحدود، وفي الوقت الحالي، ترتفع دخولنا بشكل كبير، وتقترب الممتلكات الكاملة لي من مليون يوان صيني تقريبا، وشهدت حياتنا تغيرات لم تشهد من قبل."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي