CRI Online

العمة ليو وجيرانها الويغورييون

cri       (GMT+08:00) 2010-12-13 09:09:16

تقع منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور شمال غربي الصين، والتي يعيش فيها أبناء 47 قومية مختلفة بما فيها 13 قومية تقيم في هذه المنطقة منذ عدة أجيال، مثل قوميات الويغور والقازقستان ومنغوليا. إذن كيف تتعايش هذه القوميات ذات الأديان واللغات والعادات المختلفة تعايشا سلميا ومنسجما في هذه المنطقة؟ ولإيجاد إجابة شافية عن هذا السؤال، زار مراسلونا العمة ليو التي تقيم في حي سكني يتجمع فيه أبناء قومية الويغور بمدينة يينينغ حاضرة ولاية ييلي ذاتية الحكم لقومية القازقستان شمالي منطقة شينجيانغ.

تقيم العمة ليو تشي شيا في حي سكني يطلق عليه إسم "توبكيو" بمدينة يينينغ، ويضم سبع غرف، وهناك حديقة أمام المنزل، تزرع فيها مختلف أنواع الخضروات. واستقبلت العمة ليو مراسلينا بحرارة، ودعتهم للجلوس في حديقتها، وأحضرت لهم مختلف أنواع الفواكه والأطعمة الويغورية الخاصة، وتحدثت معهم عن حياتها في مدينة يينينغ، حيث قالت:

" عاش أسلاف أسرتي في ولاية ييلي لخمسة أو ستة أجيال، وسافر أسلافنا من مقاطعة خهبي إلى شينجيانغ في عهد أسرة تشينغ الملكية التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 300 سنة. وترعرعت في هذه المدينة، والآن، تقاعدت من العمل، وكنت أعمل في الشؤون المالية في مؤسسة تجارية."

وقالت العمة ليو إن هذه الغرف والحديقة الصغيرة متوارثة من أسلاف زوجها، وتزوجت هنا قبل ثلاثين سنة. وبسبب المسافة البعيدة بين بيتها والمؤسسة التي كانت تعمل فيها، كانت العمة ليو تشي شيا وزوجها يسكنان في معظم الأحيان في بيتهما الآخر داخل المدينة. وبعد تقاعدها من العمل قبل ثلاث سنوات، انتقلت العمة ليو وزوجها من المدينة إلى هذا الحي الواقع في الضاحية. وحول الاختلاف بين حياتها السابقة في المدينة وحياتها الحالية، قالت العمة ليو تشي شيا:

"يسكن أبناء المدينة في العمارات العالية، ومعظمهم مشغولون دائما، لذلك فلم يكن هناك زيارات مستمرة بين الجيران إلا التسليم على بعضهم البعض عند التقائهم. غير أنه في هذا الحي السكني، يزور الجيران بعضهم البعض دائما، ويعتبرون بيوت أصدقائهم وجيرانهم كبيوتهم."

وقالت العمة ليو إن أكثر من ثلاثين عائلة تسكن في هذا الحي السكني، ومن بينها سبع أو ثماني عائلات من قومية هان فقط، بينما جاءت الأخرى من قومية الويغور. وحول جيرانها الويغوريين، قالت العمة ليو:

"ليس هناك أي اختلاف بين أبناء قومية هان وقومية الويغور في هذا الحي السكني. ونعرف لغة بعضنا البعض، ونتعايش تعايشا سلميا. وفي مناسبات الأعياد، يتبادل بعضنا البعض الهدايا والأطعمة المتميزة."

هناك قول منتشر وقديم في الصين إن "الجار أعز من الأقرباء البعيدين"، وقالت العمة ليو إن هذا القول مناسب أيضا لوصف علاقة الجوار بين أبناء قوميتي هان والويغور المقيمين في هذا الحي. وقالت:

"تسكن في هذا الحي إمرأة وولدها، وحياتهما صعبة. وعندما عرف الجيران بإصابة المرأة بالتواء في قدمها، تبرعوا بالأموال لمساعدتها على العلاج. "

نظرا للاختلاف في العادات وأساليب التفكير بين أبناء مختلف القوميات، يصعب تجنب حدوث تناقضات بينهم. وقالت العمة ليو إن الأبناء المقيمين في هذا الحي يفضلون حل المشاكل عن طريق المناقشات، حيث قالت:

"لأبناء الأقليات القومية خصائصهم ومميزاتهم وعاداتهم التقليدية. وإذا عرفنا هذه الأمور، أصبح التعايش بيننا بسيطا وسلسا، بينما يجب على أبناء الأقليات القومية أن يتعرفوا على عادات قومية هان وثقافتها."

وفي الحياة المشتركة بين أبناء مختلف القوميات المقيمة بمنطقة شينجيانغ، يتبادل الناس أفكارهم للاستفادة من تجارب ونجاحات بعضهم البعض، مما شكل مناخا ثقافيا وإنسانيا متميزا لمنطقة شينجيانغ. وفي هذا الصدد، قالت العمة ليو:

"يؤثر بعضنا على البعض، فمثلا، نحن، أبناء قومية هان، تعودنا على شرب شاي الحليب الذي يُعتبر من الأطعمة الويغورية كل صباح وكذلك تناول وطبخ الخبز الويغوري، بينما يحب أبناء قومية الويغور تناول الخضروات التي كانوا قليلا ما يتناولونها."

وعندما وصل حديثنا إلى هنا، أتى إلى بيت العمة أحد جيرانها الويغوريين، ودعانا لزيارة بيته.

خلال زيارتنا لبيت أحد جيرانها، استمرت العمة ليو في استقبالنا بحرارة، وكأنها صاحبة هذا البيت، الأمر الذي يعتبره صاحب البيت مولاهون من قومية الويغور طبيعيا جدا، حيث قال:

"في منطقة شينجيانغ، لا يستطيع أبناء الأقليات القومية أن يبتعدوا عن أبناء قومية هان، كما لا يستطيع أبناء قومية هان الابتعاد عن أبناء الأقليات القومية، وكلنا نعيش في أسرة واحدة."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي