موقع الشباب المسلمين الصينيين يعمل على بناء جسر من التواصل بين المسلمين

ولد لي شياو لونغ في الثمانينات من القرن الماضي، وهو من قومية هوي المسلمة. وبعد تخرجه من الجامعة، التحق لي شياو لونغ بدار نشر بمدينة بكين وعمل فيها. وفي عام 2007، بدأ هذا الشاب المسلم إنشاء موقع إلكتروني يخدم المسلمين وخاصة الشباب من المسلمين الصينيين وقام بكل الأعمال في وقت فراغه. وحول ما يتعلق برغبته الأصلية في إنشاء هذا الموقع الإلكتروني، قال لي شياو لونغ:

"كنت أهدف إلى عرض ملامح وسلوكيات الشباب من المسلمين الصينيين أمام جميع الأبناء، لتعريف المزيد من الناس بمفاهيم وتعاليم الإسلام والأبناء المسلمين الصينيين البالغ عددهم أكثر من 20 مليون نسمة."

مدير عام موقع الشباب المسلمين الصينيين لي شياو لونغ ومراسلة إذاعتنا

كما قال لي شياو لونغ، وهو مدير عام موقع "الشباب المسلمين الصينيين"، إن الموقع كان ولا يزال منذ إنشائه حتى الآن يعمل على تقديم المعلومات والعلوم الإسلامية الصحيحة والمتوافرة للمزيد من الصينيين، بينما يدعو الشباب من المسلمين وغير المسلمين للمشاركة في مختلف النشاطات الخيرية وأنشطة التعارف على الأصدقاء، مما يعرض العادات والسلوكيات الطيبة للمسلمين أمام أبناء مختلف القوميات في الصين.

رغم أن رغبته كانت جميلة، غير ان الواقع يخالف الرغبة دائما. وفي بداية إنشاء الموقع، واجه لي شياو لونغ صعوبات متواصلة، وفي هذا الصدد، قال هذا الشاب المسلم:

"جاء أكبر ضغط خلال إنشاء الموقع ومن الصعوبات التي واجهتها عدم فهم الآخرين، ومن بينهم أقربائي وأصدقائي الذين يعتقدون أن إنشاء هذا الموقع هو أمر لا يمكن كسب المال وليس له مستقبل واعد. وبالإضافة إلى ذلك، كان تناقص رأس المال هو أكبر مشكلة تواجهني في إنشاء الموقع."

وقال لي شياو لونغ إن موقعه الإلكتروني لم يقبل أي دعم مالي محيط وكذلك الإعلان التجاري منذ إنشائه، بل اعتمد على جمع المال من المجتمع، حيث لاقى الموقع دعما كبيرا من "الجميعة الإسلامية الصينية" و"جمعية التبادلات الصينية العربية" وبعض رجال الأعمال المسلمين، وفي هذا الصدد، وقال لي شياو لونغ:

"أشكر هذا العصر العظيم الذي يقدم المزيد من حقوق الكلام للمسلمين، حيث يمكننا التعبير عن آرائنا ورغباتنا الحقيقية، ونشر الثقافة الإسلامية الخالصة."

بعد استمراره لثلاث سنوات، حصل موقع "الشباب المسلمين الصينيين" على شهرة معينة. وخلال هذه السنوات، عمل هذا الموقع الإسلامي على خدمة المسلمين، حيث تعاون مع الجمعية الإسلامية الصينية وجمعية التبادلات الصينية العربية في إقامة "الدورة الثالثة لمنتدى المؤسسات الإسلامية الصينية الدولية"، وعمل على مساعدة حكومات المناطق الصينية المأهولة بالمسلمين لعرض ملامح المسلمين المقيمين هناك والاتصال بالدول العربية والإسلامية لتطوير التجارة الدولية بين هذه المناطق والعالم العربي. وبفضل جهود جميع الموظفين لموقع "الشباب المسلمين الصينيين" وبرأس مدير عام الموقع السيد لي شياو لونغ، نال هذا الموقع الإسلامي الجديد تأييدا وتقديرا من قبل العديد من الناس. وفي هذا الصدد، قال السيد لي شياو لونغ:

"خلال ثلاث سنوات مضت، لم أحصل على أي عائد مالي من هذا الموقع الإلكتروني إلا الاستثمارات فيه. ولكن، بالنسبة إلي، أعتقد أن ما يعجبني أكثر هو الارتياح الروحي من إنشاء هذا الموقع، حيث أعمل على نشر الثقافة الإسلامية وأسهم في العلاقات المنسجمة بين مختلف القوميات في بلادنا."

في نوفمبر الماضي، التقى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بمدير عام موقع "الشباب المسلمين الصينيين" السيد لي شياو لونغ خلال زيارته للصين، حيث أكد الوزير أن المسلمين الصينيين يعتبرون جسرا لتعزيز الصداقة بين تركيا والصين، وأشاد الوزير التركي بالدور الهام الذي يلعبه موقع "الشباب المسلمين الصينيين" في تطوير التبادلات الشعبية والثقافية بين البلدين. وفضلا عن ذلك، نالت أعمال موقع الشباب المسلمين الصينيين تقديرا عاليا من قبل العديد من سفراء الدول العربية لدى الصين.

وفي نهاية ديسمبر الماضي، أجرى التلفزيون الوطني الإيراني مقابلة تلفزيونية مع مدير عام موقع الشباب المسلمين الصينيين لي شياو لونغ، حيث أشار المراسلون الإيرانيون إلى أن موقع الشباب المسلمين الصينيين يتسم بحيوية ومميزات ثقافية بارزة، وترك على أذهانهم إنطباعا جميلا.

وحول مستقبل الموقع، أكد المدير العام لي شياو لونغ أنه مفعم بثقة في النمو المستمر للموقع، حيث قال:

"سيواصل موقعنا نشر الثقافة الإسلامية وحضارة الأقليات القومية الصينية، ويعمل على تعزيز التبادلات والاتصالات بين الصين والدول العربية والإسلامية، ليصبح نافذة يتعرف العالم من خلالها على الصين وعلى المسلمين الصينيين."