CRI Online

"ذوق الصينيين" أصبح رائدا في استهلاك السيارات العالمي

cri       (GMT+08:00) 2011-02-18 10:10:36


شارع مزدحم بالعربات في مدينة نانجينغ

ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية لأخبار السيارات في أوائل السنة الماضية أن الصين خلقت أكبر أسطورة في قطاع صناعة السيارات العالمية، حيث تحولت بسرعة كبيرة من " مملكة الدراجات" إلى دولة استهلاك السيارات وإنتاجها بشكل مجنون كانت الرغبة الكبيرة للصينيين في شراء السيارات وهوايتهم المتميزة لتصاميمها الخاصة وموقفهم النفسي مع مستواهم الثقافي ... كل ذلك يكوٌن "ذوق الصينيين" في شراء وإنتاج السيارات، وبدأ هذا الذوق يؤثر على زخم استهلاك السيارات العالمي.

السيد لي يوان تشين وكيل ناجح لتسويق المنتجات الإلكترونية، يمتلك مكتبا في منطقة تشوانغقوانتسون ببكين التي تعتبر وادي السيليكون الصيني. تخرج من الجامعة قبل عدة سنوات، ثم فتح شركة خاصة له بتمويل شخصي. ومن أجل تسهيل العمل، اشترى سيارته الأولى البسيطة من إنتاج شركة تويوتا اليابانية في عام 2007. وبعد ثلاثة أعوام، أي في السنة الماضية، ثم بدلها بسيارة جديدة خنفساء من إنتاج الشركة الألمانية. وحول ذلك قال للمراسل:

"اشتريت السيارة البسيطة الأولى لتسهيل العمل فقط، ثم بدلتها بسيارة أحسن منها نتيجة ازدياد الأموال المكتسبة لديٌ، ولأنني أحب شكل سيارة الخنفساء الخارجي. فاشتريتها كسيارة ثانية لنفسي. سأشتري واحدة جديدة بالتأكيد إذا أحببتها كثيرا."

طبعا بالنسبة إلى معظم المواطنين الصينيين، فشراء السيارات الشخصية ليس إلا لتلبية حاجة حياة الأسرة . قال السيد سون الذي يعمل في أحد البنوك بمدينة شانغهاي :

"اشتريت السيارة الشخصية لتسهيل القيام بالرحلات السياحية مع أفراد الأسرة والأصدقاء أو مرافقة الوالدين المسنين للخروج. إنها وسيلة النقل الضرورية في حياتنا الحديثة."

كلامه صحيح، أصبحت السيارات الشخصية وسيلة ضرورية خاصة في حياة الأسرة الحديثة، خاصة بالنسبة إلى الشباب الصينيين. لم تشتر الآنسة فان فان السيارة الخاصة حتى الآن مع أنها تعمل في إحدى الشركات الاستثمارية الكبيرة بشانغهاي منذ سنوات، وليست لديها خطة شراء للسيارة حاليا مؤكدة على أهمية شراء السيارة العائلية في المستقبل. حيث قالت للمراسل:

"يمكن أن أركب الحافلة أو سيارة الأجرة إلى العمل في الوقت الحالي، وأنا وحيدة لم أتزوج بعد. ولكن، لا أستطيع رؤية ولدي يعاني من التعب معي في انتظار الحافلة . لذلك، لابد أن أشتري سيارة عائلية من أجل الولد في المستقبل."

وحسب التحقيقات الواقعية، فإن التوجه لاستخدام السيارات العائلية في الصين لا يقتصر على تلبية حاجات الأسرة فقط، بل تستخدم هذه السيارات في معظم الأوقات للتوجه إلى العمل وممارسة الأعمال التجارية المختلفة. وهذا يشكل تفضيلا خاصا للمستهلكين الصينيين في شراء السيارات، ويسميه الناس " ذوق الصينيين" للسيارات العائلية. ومع الازدياد السريع لحجم مبيعات السيارات العائلية في السنوات الأخيرة، أصبحت الصين اليوم أكبر سوق عالمي لترويج السيارات، وبدأ "ذوق الصينيين" يقود زخم استهلاك السيارات العالمي إلى حد ما.

وبملاحظات دقيقة، وجدنا أن بعض المستهلكين الصينيين يحبون السيارات الفاخرة من مختلف المستويات. ولتلبية الطلب من السوق، قامت بعض شركات ومؤسسات السيارات الأجنبية بتعديل تصاميمها وإنتاج سيارات صالحة للسوق الصينية. وبعد ذلك اكشتفت هذه الشركات من خلال عملها أن هذه التصاميم الجديدة التي تحمل الميزات الصينية الخاصة تقبلها المناطق الأخرى في العالم تدريجيا. ويدل ذلك على أن ذوق الصينيين يؤثر على استهلاك السيارات العالمي. وحول ذلك قالت الخبيرة الصينية لانغ شيوي هونغ في قطاع صناعة السيارات الصينية:

"أصبحت الصين الآن سوقا جديدة ومنافسة للسيارات المختلفة في العالم، ويمكن أن نرى فيها أنواعا مختلفة من السيارات الأوروبية والأمريكية واليابانية والكورية الجنوبية، ولكل منها حصة معينة في السوق المحلية ، وهذا يوفر اختيارات كثيرة للمستهلكين الصينيين عند شراء السيارات. ولكن، امتلاك السيارات الشخصية لا يعكس صورة حقيقية عن الحداثة ومستوى الحضارة العصرية التي يعيشها المجتمع. ومع دخول المزيد من السيارات العائلية بيوت الصينيين، يجب عليهم أن يهتموا أكثر برفع المستوى الثقافي في استهلاك السيارات بدلا من السعى وراء الفخامة والجمال."

وعلى كل حال، دخلت الصين عصر إنتاج واستهلاك السيارات بسرعة، وأصبح "ذوق الصينيين" رائدا في استهلاك السيارات العالمي.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي