CRI Online

مشاعر الفرح والحزن تتشابك في عقول المشاركين في سوق الأوراق المالية

cri       (GMT+08:00) 2011-02-25 10:09:36


المشاركون في سوق الأوراق المالية

 كانت هناك أغنية صينية شائعة بين المشاركين الصينيين في سوق الأوراق المالية و الأسهم ، وتقول كلمات الأغنية إن المكسب في سوق الأوراق المالية أمر صعب ونادر، وعلى من يغامر بالمشاركة في هذه السوق أن يتوقع دوما ارتفاع وانخفاض مؤشرات الأسهم، لأن مؤشرات الصعود والهبوط في هذه الأسواق هي أمور طبيعية .... وبالرغم من هذه التحذيرات ، مازال عدد المعاملين في سوق الأسهم الصينية يزداد من 60 مليون شخص عام 2003 إلى 130 مليونا في الوقت الراهن، وهذا يعني أنه بين كل عشرة صينيين هناك واحد يشارك في سوق الأوراق لممارسة التداولات المالية. ومع العلو والانخفاض في مؤشرات هذه الأسواق، مر هؤلاء المشاركين بالفرحة الكبيرة حينما يكسبون فوائد ضخمة أحيانا، كما عاشوا أيضا في الحزن البالغ لضياعها الكامل أحيانا، وقد يصل الأمر إلى خسائر وانهيارات مالية في لحظة واحدة. إن تجاربهم الواقعية المثيرة ربما تعكس عملية التنمية الاقتصادية الصينية في السنوات الأخيرة.

يعمل السيد جو سون لين في وحدة حكومية ببكين، وقد بدأ يدخل برجليه سوق الأسهم منذ عام 1994، حيث شهد معظم التحولات التاريخية في الأسواق المالية الصينية. حول ذلك قال للمراسل:

" مضى حتى الآن 20 سنة منذ فتح سوق الأوراق المالية والأسهم في الصين ، أتعامل مع سوق الأوراق المالية منذ 16 سنة، ولديٌ تجارب كثيرة. وكان هذا الأمر يؤثر عل حياتي إلى حد كبير، أي في كل صباح بعد وصولي إلى المكتب، أقرأ بسرعة أولا أهم الأخبار السياسية والمالية من داخل البلاد وخارجها على شاشة الكمبيوتر لمعرفة الأوضاع على الصعيدين المحلي والعالمي . وعند الظهر ينبغي علي النظر بدقة إلى تغيرات سوق الأسهم في نفس اليوم مع تعليق الخبراء لها. أما في المساء وبعد عودتي من العمل، أعيش لحظة بلحظة مع تحليلات الخبراء لدراسة الأخبار المختلفة لانتهاز الفرصة المناسبة لكسب الفوائد. هذه الأيام تعتبر متعبة طبعا، ولكنها ممتعة ومفيدة في نظري."

عندما تذكر السيد جو اختياره الصحيح لأول سهم رابح من سوق الأسهم وكسب منه أول دفعة من الأموال من سوق الأوراق المالية ، بدت على وجهه ملامح السرور الكبير. غير أنه يؤكد أيضا على بعض الدروس التي استفاد منها من الخسائر المؤلمة. أخبر المراسل أنه كان قد تعرض لوعكات صحية بسبب انشغاله المفرط في سوق الأسهم وشعر بالاحباط أحيانا في ممارسة التداولات المالية.

الفتاة لي جينغ بدأت المضاربة في تداول الأوراق المالية في سوق الأسهم قبل سنتين. مسقط رأسها في مقاطعة تشغجيانغ ، وقدمت إلى بكين للدراسة قبل خمسة أعوام، ثم بدأت تعمل فيها. عندما لمست ارتفاع أسعار الشقق بشكل مجنون في مدينة بكين، قررت وضع أموالها في سوق الأوراق المالية والأسهم أملا في تحقيق مكسب أو ربح عال وسريع ، ثم استخدامها في شراء شقة لنفسها . وحول هذه الفكرة قالت الفتاة لي للمراسل:

"دخلت سوق الأسهم عام 2009. وخسرت بعض الأموال في البداية بسبب قلة التجربة. ثم قمت بالتدقيق وترتيب كيفية اختياري لأنواع الأسهم المختلفة مع تغيير تكتيك التداولات المالية . فحصلت على فوائد مقبولة بزيادة أكثر من 20% في نفس السنة. حسست بالاقتناع والراحة الكبيرة لما فعلته وتعلمته من التجارب العملية في سوق الأوراق المالية. ومع وجود الفشل، قررت مواصلة نشاطي في سوق الأسهم بدون توقف الأصل على كسب المزيد من المال لشراء شقة مناسبة لي."

لقد شهدت سوق الأسهم الصينية خلال العشرين سنة الماضية مرحل وفترات من الصعود الكبير والهبوط الشديد، ولكن المتعاملين والمشاركين فيها مازالوا متمسكين بمواقفهم الثابتة توقعا لكسب المزيد رغم اختلاط التوقعات بين الارتياح والاكتئاب، الفرحة والألم، الحزن والسعادة، بناءا على نتائج السوق التي تتراوح بين الصعود والهبوط ... ولكنهم واثقون بأن عجلة التنمية الاقتصادية الصينية لاتتوقف، بل ستتطور وتمضى دائما إلى الأمام.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي