CRI Online

بكين تتخذ إجراءات فعالة لحل مشكلة المرور

cri       (GMT+08:00) 2011-03-04 14:33:38


مشكلة المرور

تعتبر مدينة بكين من المدن الحديثة والمتقدمة، وبصفتها عاصمة للصين، فهي شهدت تطورا سريعا وازدهارا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، وفي الوقت نفسه، يواجهها نفس المشاكل التي تعاني منها بعض المدن العالمية الأخرى، ومن أخطرها مشكلة المرور التي تزعج الناس كثيرا. ومن أجل حل هذه المشكلة بطريقة سليمة، يحاولالمسؤولون بمدينة بكين باستمرار خلال العام الجديد عام 2001 تمديد خطوط النقل والمواصلات للمركبات والحافلات والأتوبيسات وزيادة خطوط المترو الجديدة إلى ضواحي المدينة وتعزيز إدارة المرور والسيارات ورفع مستوى خدمات المرور مع تشديد التعليمات والقواعد للنقل وارتفاع ضريبة المرور وزيادة رسم الازدحام ورسوم الطرق السريعة وشراء السيارات الجديدة بطريقة سحب القرعة لوضع حد لتزايد عدد السيارات السريع في بكين منذ بدء هذه السنة وغيرها إضافة إلى مواصلة تنفيذ حركة السيارات والمركبات للسير على الطرق والشوارع داخل المدينة بشكل متناوب حسب أرقام لوحاتها الفردية والزوجية.

كان بعض البكينيين مقلقين على زيادة التكلفة المالية في شراء السيارات الشخصية بعد تنفيذ الطريقة الجديدة (شراء السيارات عبر سحب القرعة) في السنة الجديدة أو تنفيذ ما قد حدث في مدينة شانغهاي من طريقة شراء أرقام لوحات السيارات كرخصة امتلاكها عبر المزاد أولا وضروريا قبل شراء السيارات رسميا، فتدفق عدد كبير منهم إلى أسواق السيارات لتسجيل الشراء في ديسمبر الماضي، مما أدى إلى ظهور موجة جديدة من شراء السيارات الشخصية. كما جاء في التحديدات الجديدة أن أولئك الذين يعملون في بكين لمدة لم تتجاوز خمسة أعوام، فممنوع عليهم من شراء السيارات الشخصية في بكين.

مع تزايد الطلب العالي للسكان الصينيين في شراء السيارات، أصبحت مشكلة المرور أخطر في المدن الكثيرة مع زيادة التلوث على البيئة. وحسب الإحصاءات المعلنة قبل نهاية نوفمبر الماضي، فإن عدد السيارات والمركبات لمدينة بكين قد تجاوز 4.71 مليون سيارة ، غير أن هذا الرقم مازال يرتفع بسرعة بزيادة ألفي سيارة يوميا تقريبا. ومن المتوقع أن يصل حجم مبيعات السيارات في الصين إلى 25 مليون سيارة في عام 2015 ، وبذلك سيحتل نسبة 30% في اجمالي الإنتاج العالمي للسيارات.

وبهذه الزيادة السريعة ، سيكون وضع المرور في بكين أشد ازدحاما حتى سرعة السيارة داخل المدينة لا تزيد عن 15 كيلومترا كل ساعة. ولم تكن هذه الحالة مبالغة، بل هي حدثت بالفعل، فمثلا كان هناك مطر خفيف في يوم من الأيام من العام الماضي، قد أدى إلى انسداد وإغلاق شديد لمعظم الطرق لمدة تسع ساعات على مستوى بكين. لذلك، أكد الخبراء أن حل مشكلة المرور وتخفيف الازدحام الشديد ووضع الحد لزيادة عدد السيارات والمركبات هو إجراء أولي هام وضروري يجب معالجته خلال هذه السنة. إنه بدون حل مشكلة المرور بشكل جيد، ربما ستصبح مدينة بكين موقف أكبر للسيارات في العالم كما قال السيد شيونغ شوان لين نائب السكرتير العام للجمعية الوطنية الصينية لقطاعات السيارات.

لم تظهر هذه المشكلة في بكين فقط ، بل ظهرت أيضا في بعض المدن الصينية المتوسطة، وأصبحت هذه الحالة كمصاب بمرض الشلل النصفي. وفي مدينة شيآن حاضرة مقاطعة شانسي، يسودها الازدحام المروري في كل مكان، خاصة في أوقات التوجه للعمل والرجوع منه، أي في ساعات الذروة. ويشتد هذا الوضع أيضا في مدن شانغهاي ونانجين وتيانجين وتشونغتشينغ وغيرها من 15 مدينة متوسطة مشهورة. وحسب التحقيقات الواقعية، فإن ثلث المدن الصينية المتوسطة لم تصل نوعية الهواء بها إلى المستوى المطلوب نتيجة انبعاثات عوادم السيارات والطرق المزدحمة والمغلقة .

لقد وافق مجلس الدولة الصيني على مشروع معالجة الازدحام المروري في بكين، وسينفذ هذا المشروع بشكل صارم بعد الاستماع إلى آراء ومقترحات المواطنين من مختلف الجهات ومناقشته الواسعة. لأن هناك رأي آخر يقول إن شراء السيارة حق شخصي مطلق لكل مواطن صيني، وتحديد الشراء عبر طريقة سحب القرعة يمثل حرمانا من الحقوق والمصالح المشروعة للمواطنين. وأمام هذا الرأي، جاء الرد من المسؤول الصيني: لا نوافق على الحد من الاستهلاك المعقول، وبالعكس، نشجع استهلاك المواطنين الصينيين في كل وقت من الأوقات، ولكن تحديد زيادة السيارات المفرطة في المدينة ليس إلا لضمان حياة المواطنين المحليين بصورة أفضل وللمحافظة على البيئة الطبيعية.

وإذا كان المشروع الخاص بوضع حد من تزايد السيارات السريع، سيأتي بنتائج واضحة مستقبلا في مدينة بكين، فسينتشر هذا المشروع إلى بعض المدن الصينية الأخرى. وباختصار القول إن حل مشكلة المرور والتحكم الجيد على الازدحام المروري بالمدينة عمل شاق ومعقد، ومازالت الصين في طريق البحث عن أفضل الوسائل المتاحة لتنفيذها بغية لمعالجة مشكلة الازدحام المروري على خير وجه.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي