CRI Online

الحكومة الصينية تركز قوتها في معالجة القمامات وتطوير الاقتصاد الدوري

cri       (GMT+08:00) 2011-03-11 10:55:47


سلة القمامة

قابل السيد قوه توان هوي مسؤول الإدارة لمنطقة تشاويانغ التنموية لتطوير الاقتصاد الدوري مراسلنا في مكتبه الدافئ والنظيف، عندما تحدث عن المنطقة الخاصة تحت إدارته لدفن النفايات والقمامات الحضرية، بدت على وجهه ملامح الفرح والفخور، وعرف المراسل بالأحوال قائلا:

" كانت هنا أرضا طبيعية خاصة لدفن النفايات والقمامات، ثم قمنا بالإصلاح الكامل من التصميم والتشييد الجديد ، وأصبحت الآن بركة كبيرة مغلقة لوضع فيها القمامات وتوليد غاز الميثان منها لاستخدامه الدوري في توليد طاقة الكهرباء لصرف المياه الملوثة والاستهلاك الكهربائي المطلوب بالمنطقة كتدفئة الغرفة في الشتاء وتشغيل الحمامات وطبخ الوجبات في مطعمنا وغيرها. نستفيد من الغاز الحيوي كثيرا ، إنه نظيف وصديق للبيئة."

يعمل السيد قوه في قطاع معالجة النفايات لأكثر من عشرين سنة، وتلك القمامات في عينيه تشبه "ذهبا"، وتعتبر هذه الأرض الخاصة التي تبلغ مساحتها أكثر من 40 هكتارا "منجم ذهب" له، وتعالج كل يوم آلاف طن من النفايات والقمامات من مدينة بكين. ولكن، لم ير المراسل أي شيء من هذه النفايات داخل المنطقة إلا عدة تلال صغيرة مغطاة بالنباتات والأشجار والأزهار، وعليها الطرق الممهدة من الحصى والمقصورات الصغيرة كأن هنا حديقة جميلة. وحول ذلك قال قوه:

"كل من زار منطقتنا سألني نفس السؤال: أين تختفى النفايات؟ لم نرى هنا أرضا مطمورة للنفايات إلا حديقة طبيعية نظيفة لراحة الناس. كلامهم هذا يشجعني دائما ويعد تقديرا عاليا لعملنا ومجهوداتنا."

أخبر السيد قوه المراسل أن معظم النفايات مطمورة تحت الأرض بعد تمهيدها وضغطها بشدة، ثم تغطيتها بالرقيق البلاستيكي الأخضر الداكن لختمها ومنع تسرب غاز الميثان منها إلى الخارج. وخلال عمليات تخمر النفايات وإنتاج غاز الميثان، تأتي أيضا مياه الصرف التي لم يهملها العاملون، بل يقومون بتنقيتها مرة أخرى لتكون صالحة في ري الأشجار والنباتات والاستحدام الدوري.

مع توسع المدننة في الصين بسرعة، يزداد حجم النفايات الحضرية ازديادا مستمرا مع مرور الأيام. وحسب الإحصائيات الحقيقية فإن كمية النفايات والقمامات المتراكمة من المدن الصينية وصلت إلى سبعة مليارات طن في الوقت الراهن، وهي تحتل مساحة 53000 هكتار من الأرض لطمرها وإبادتها، ومازال هذا الرقم يرتفع بنسبة 5% سنويا، مما جعل هذه المشكلة من أخطر مشاكل المدن في الصين بالرغم من أن الإدارات المحلية المختلفة بذلت جهودا أكبر لمعالجتها بشكل مطرد. لذلك نقول إن حرق النفايات هو طريق مقبول على نطاق واسع في العالم. ولكن هذا الطريق لم يقبله الصينيون إقبالا واسعا. حيث قال أحد المواطنين المحليين في مدينة هانتشو بمقاطعة تشيغجيانغ للمراسل :

"عرفت عمل حرق النفايات باعتباره طريقا خاصا لمعالجة القمامات. أعتقد أنه ليس طريقا صديقا للبيئة والطبيعة، لأنه سيؤدي إلى تلوث الجو والهواء. لا أستطيع الموافقة على قرار الحكومة حول تشييد مصنع لإحراق القمامات قرب المنطقة التي أعيش فيها."

مازال الكثير من الناس مثل هذا الرجل قلقون على تلوث الهواء بالدخان الذي يحتوي على الديوكسين الناتجة عن حرق النفايات والقمامات، لأن هذا التركيب الكيميائي السام يهدد صحة الناس بلا شك. لذلك، يعارض معظم المواطنين تشييد مصنع حرق النفايات والقمامات بالمنطقة. وفي الواقع، لم يكن ذلك العمل مخيفا كما يقولون مقارنة مع طمر النفايات والقمامات تحت الأرض، بل هو يخفف ضغطا عاليا من تزايد القمامات الضخم إلى حد كبير.

ومن أجل معالجة النفايات الضخمة الناتجة من مدينة بكين، تم بناء مصنع حديث لحرق القمامات بشرق بكين باستثمار حوالي تسعمائة مليون يوان صيني وبدأ تشغيله في مايو العام الماضي، إسمه مصنع قاوآنطن. والآن، يستطيع هذا المصنع حرق أكثر من 2100 طن من النفايات والقمامات يوميا. وبفضل تصميمه المتقدم وتجهيزاته الفنية والعملية الحديثة، وصلت جميع قياساته التشغيلية إلى المستوى العالمي المطلوب. وفي الوقت نفسه، أصبح هذا المصنع مزارا مفتوحا لعامة الناس للتعرف على كيفية حرق النفايات والقمامات بوجه حقيقي، وتلقى أيضا مراقبة صحية عامة من المجتمع عبر ذلك. قال نائب مدير المصنع:

" لم يؤثر عمل المصنع على نقاء الهواء بالمنطقة، لأن عملنا يجري بتقنيات متقدمة ووفقا للمواصفات المطلوبة بشكل صارم وحتى كل المؤشرات القياسية العملية موضحة يوميا على الشاشة الألكترونية الكبيرة في بوابة المصنع. بالإضافة إلى ذلك، نولد بعض طاقة الكهرباء من خلال حرق النفايات لتقديمها إلى شبكة الكهرباء المدنية. يتمتع المصنع بإعانات تفضيلية من الحكومة بسبب أنه من المؤسسات الصديقة للبيئة ومن المنشآت الأساسية الضرورية."

قررت حكومة بكين تسريع خطوات بناء المصانع لحرق القمامات في جوانب المدينة لمواجهة مشكلة تزايد النفايات. وكذلك الحال في شانغهاي وقوانغتشو وبعض المدن الصينية الأخرى، ويطالب ذلك بضرورة تحسين العمل لتقسيم أنواع النفايات، ووضعها بشكل مطلوب لتسهيل النقل والمعالجة في نهاية الأمر. إنه يعتبر " تغييرا ثوريا" في قطاع معالجة النفايات والقمامات في الصين، ولم يحتج إلى دعم الحكومة فحسب، بل يحتاج إلى التأييد الواسع من جميع المواطنين الصينيين.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي