CRI Online

رؤية في حياة الشابات ذوات الياقات البيضاء في المدن الصينية

cri       (GMT+08:00) 2011-03-25 09:29:44


مدينة كبيرة

كثير من الناس يحسدون حياة الفتيات والسيدات الشابات ذوات الياقات البيضاء، لأن لديهن الوظائف المرموقة أو يعملن في المناصب العليا والهامة في البيئة العملية المتفوقة ويكسبن الرواتب الضخمة والفوائد الإضافية الممتازة، فلا بد أن تكون حياتهن مريحة وراقية وتغبط الآخرين مثل ما يعرض في الأفلام وشاشة المسلسلات التلفزيونية. غير أن معظمهن يواجهن أيضا مشاكل مختلفة في الحياة الواقعية.

السيدة في يان من سكان مقاطعة هونان، يبلغ عمرها حاليا 31 سنة. وبعد تخرجها من الجامعة قبل عدة سنوات، جاءت إلى مقاطعة قوانغدونغ للعمل في إحدى الشركات الكبيرة. حيث عرفت زوجها وتم الزواج وشراء المنزل عام 2008، ثم أنجبت مولودا جميلا في العام الماضي، وهو يعتبر أسعد أمر بالنسبة إليهما. ولكن في الوقت نفسه، شعرت في يان بما لم تشعر به من قبل. حيث قالت للمراسلة :

"رعاية الطفل لم يكن أمرا متعبا فحسب ، بل يزيد كثيرا من تكاليف الحياة. وجدت أسعار البضائع المحلية قد ارتفعت ارتفاعا ملحوظ في العام الماضي. كنت أحب تناول نوع لذيذ من عصيدة الأرز المغذية، وبعد ارتفاع السعر، لم أتناوله منذ وقت طويل. يجب أن أوفر المال من أجل تربية الطفل."

مع أن الشابات ذوات الياقات البيضاء في المدن الكبرى لديهن الأعمال اللائقة مع الرواتب العالية، يزعجهن أيضا ارتفاع أسعار البضائع المستمر. قالت السيدة ليو ون ون مسؤولة بشركة إنتاج أزياء الرجال المشهورة ببكين للمراسلة:

"منذ العام الماضي، بدأت أسعار السلع والبضائع ترتفع بسرعة، خاصة أسعار الخضروات والأغذية التي تتعلق بحياة المواطنين الصينيين. وهذا الأمر غير معقول ولا مقبول."

ومن أجل كبح ارتفاع الأسعار، اتخذت الحكومة الصينية مؤخرا سلسلة من الإجراءات لضمان استقرار أسعار الأغذية كالفاصوليا والذرة والقمح والأرز. وبالإضافة إلى ذلك، عقدت الحكومة اجتماعا اقتصاديا خاصا لمناقشة كيفية تعديل وتنسيق الهياكل الاقتصادية ورفع دخل المواطنين المحليين وتوزيع الفوائد الاجتماعية بصورة معقولة أكثر. وأضافت مسؤولة الشركة ليو ون ون قائلة:

"لا يقتصر ارتفاع الأسعار على السلع فقط، بل ازدادت أيضا أسعار الأدوية والعلاج الصحي. آمل في رفع مبلغ التأمين الصحي الاجتماعي لكبار السن والأطفال خلال إصلاح النظام الصحي الجديد لاستطاعتهم تحمل التكلفة الطبية."

وقالت السيدة ليو للمراسلة إن أسعار المنازل في بكين عالية جدا، بل وترتفع باستمرار وبشكل غير معقول. ومن أجل تهيئة الظروف اللازمة والمناسبة لدخول إبنها في المدرسة، باعت في العام الماضي منزلها الكبير الجديد الذي تصل مساحته إلى 135 مترا مربعا وأيضا منزلها القديم في موطنها بمقاطعة سيتشوان لتتمكن من شراء شقة قديمة صغيرة مساحتها لم تتجاوز 90 مترا مربعا في مكان قريب من المدرسة. وقالت للمراسلة:

" بدلت المنزل نظرا لمشكلة المرور. وربما سنبدل المنزل مرة أخرى عند دخول إبني المدرسة الثانوية. وفي الواقع، نعيش في بكين أو مثل هذه المدينة الكبرى بدفع كبير جدا، ولا بد أن نواجه أكثر مشاكل في الحياة."

الفتاة وانغ دان شابة ذكية ومقتدرة، كانت تعمل في إحدى شركات العقارات في مدينة هانتشو لمقاطعة تشغجيانغ، ولكنها استقالت من العمل في العام الماضي وفتحت مطعما بسيطا لبيع حليب فول الصويا والمأكولات الخفيفة. وعن ذلك قالت للمراسلة:

" أنا في مثل هذا السن، لا بد أن أتزوج وأنجب الأولاد، الوظيفة بالشركة أصبحت لا تناسبني بسبب كثرة الأعمال والسفريات إلى الأماكن الأخرى والضغط العالي من والإدارة . وإذا أردت أن أكون أما مسؤولة، فينبغي أن أتركي شيئا من أجل الأولاد بلا أي شرط ."

مع أن هؤلاء الشابات ذوات الياقات البيضاء يلبسن الأزياء الرسمية والراقية ويعملن بجهد في المناصب العالية والوظائف المرموقة، إلا أنهن يواجهن في حياتهن أيضا مشاكل مختلفة. وبالرغم من وجود هذه المشاكل ، مازالت لديهن تطلعات وآمال جديدة وجميلة للمستقبل، لأنهن مجموعة من الأكفاء والمواهب القادرين على تحسين العمل والحياة في المدن الصينية الحديثة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي