CRI Online

الإيطالية تانغ يون وكتابها (( ذكريات الرحالة "ماركو بولو" الحديثة في الصين))

cri       (GMT+08:00) 2011-04-01 14:40:48


 تانغ يون

قبل سبعمائة سنة، وصل الرحال الإيطالي المشهور ماركو بولو إلى الصين خلال رحلته إلى الشرق، وأمضى بالصين سبعة أعوام، حيث لم يتجول في الكثير من المدن والمناطق الجميلة في هذه الأرض الواسعة ذات الحضارة القديمة العظيمة فحسب، بل سجل كل ما رآه بعينيه من المناظر الطبيعية الجميلة والمعالم والتقاليد المتميزة من خلال جولاته. ثم عاد إلى فينيسيا وألف كتابه المشهور في العالم بعنوان(( رحلة ماركو بولو)). كان هذا الكتاب قد شجع كثيرا من الأوروبيين على السفر إلى الشرق وإلى الصين القديمة. وبعد مئات السنين ، جاءت فتاة إيطالية إلى هذه الأرض القديمة بسبب حبها العميق للغة الصينية والثقافة الصينية العريقة، حيث قد بقيت في الصين لأكثر من عشرين سنة. إنها خبيرة إيطالية تعمل الآن في إذاعة الصين الدولية. ولها إسم صيني جميل وهو تانغ يون.

وصلت تانغ يون إلى الصين في يناير عام 1987 لدراسة اللغة الصينية وتعميق بحوثها عن الثقافة الصينية. عندما تذكرت زيارتها الأولى إلى الصين قالت متأثرة:

"كان السفر إلى الصين طويلا ومتعبا. ركبت طائرة من شركة الطيران المدني الباكستاني ، وكان يجلس بجانبي رجل من الشرق الأوسط ، يتردي الجلباب، وعلى وجهه لحية طويلة. وكانت الطائرة من الطراز القديم إذ سارت في السماء ببطء حتى وصلت إلى الصين بعد ثلاثة أيام. طبعا، أصبحت الرحلات الجوية الآن أسرع وأكثر راحة."

تانغ يون تحب السفر إلى مختلف الأماكن التي تتواجد فيها الملامح التقليدية الصينية المتميزة. وقالت دائما للآخرين إن تلك المعالم الجميلة المتميزة لا تستطيع أن تجدها إلا من خلال هذه الرحلات، وبواسطتها للتعرف على حياة السكان الصينيين المحليين بصورة أفضل. لذلك، استخدمت كل الإجازات وأيام الاستراحة والعطلة للقيام بالرحلات والزيارات على متن القطارات والباصات، وحتى بالعربات التي تجرها المواشي. ومنذ وصولها إلى الصين عام 1987 حتى اليوم، طبعت آثار قدميها في كل أرجاء الصين شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، من المضائق الثلاثة على نهر اليانغتسي ذات المناظر الطبيعية الجميلة إلى طريق الحرير القديم بمنطقة شينجيانغ، ومن مدينة تشينغدو القديمة بمقاطعة سيتشوان إلى مدينة شيآن عاصمة الصين القديمة غرب الصين، ومن مروج منغوليا الداخلية إلى الكهوف على هضبة التراب الصفراء... ولم تمر تانغ يون بهذه الأماكن المشهورة فقط، بل سجلت كل ما أعجبها أو ما رسخ في ذهنها من انطباعات عميقة، ثم دونتها كذكريات جميلة ومثيرة لن تنساها أبدا.

كانت تجربة السفر وحدها إلى هضبة منطقة التبت المعروفة ب" سقف العالم" لزيارة منطقة شانغريلا ذات المناظر الساحرة في العالم، أحد أعمق وأجمل تجاربها كما شاركت الأهالي التبتيين في البحث عن أعشاب العقاقير النادرة التي تنمو بريا في منطقة يزيد ارتفاعها عن 4000 متر عن سطح البحر، حيث اختبرت شخصيا الحياة الشاقة للتبتيين وعملهم الصعب في جمع العقاقير البرية في الظروف الطبيعية القاسية. بالإضافة إلى ذلك، تحب تانغ يون أيضا جمع الأعمال اليدوية الشعبية واشترت بعض الأشياء النادرة والجميلة ذات الخصائص القومية من خلال هذه الرحلات الممتعة لوضعها في منزلها الواقع ببكين الذي يتزين بالأسلوب التقليدي والكلاسيكي الصيني.

تعمل السيدة تانغ يون في القسم الإيطالي بإذاعة الصين الدولية منذ أكثر من 15 سنة، وعملها الدؤوب والجاد حظي بالتقدير العالي من الزملاء الصينيين الذين شجعوها على تنظيم ذكرياتها وتأليفها للنشر. وافقت تانغ يون على ذلك أخيرا. وبدأت بعمل التنظيم في هذا الصدد في فبراير عام 2010، أي بعد قضاء عيد الربيع التقليدي الصيني للعام الماضي. وبدعم ومساعدة زملائها الصينيين بجهود مشتركة، تم تسجيل هذه الذكريات بكاملها في جهاز الكمبيوتر في يونيو الماضي، ثم وبعد التدقيق والتصحيح والتنقيح والطباعة بجدية، نشر أخيرا هذا الكتاب الجميل بعنوان (( ذكريات الرحالة "ماركو بولو" الحديثة في الصين)) قبل نهاية نوفمبر عام 2010 المنصرم . كلما تذكرت تانغ يون ذلك، تتأثر تأثرا كبيرا حيث قالت :

" كنت استعرضت كثيرا من الأشخاص والأمور الجميلة التي مررت بها شخصيا في الماضي من خلال تأليف ونشر هذا الكتاب. أعتقد أن مثل هذا العمل مفيد جدا وصالح لكل مرء يجب عليه أن يتوقف عن التقدم إلى الأمام أحيانا لإعادة النظر إلى الوراء، وسيحس بعض المشاعر الخاصة ويجد المفاهيم الجديدة من بعض الأمور والأعمال الماضية."

تعيش تانغ يون في بكين منذ أكثر من عشرين سنة، وقد أصبحت واحدة من السكان البكينيين. وخلال هذه المدة الطويلة، لم تواكب تطورات الصين الحديثة فحسب، بل تهتم دائما بالمسائل الاجتماعية المختلفة، وخاصة حماية التراث الثقافي الصيني. وفي أوقات الفراغ من العمل، دائما ما تركب الدراجة إلى حدائق بكين أو إلى الأزقة والأحياء السكنية للتواصل وتبادل الأحاديث مع السكان المحليين الذين أصبح بعضهم أصدقاء قدامى لها. وحول ذلك قالت تانغ يون فخورة:

" أعيش دائما بين عامة الناس، أنا لست من البعثات الدبلوماسية أو المكاتب الأجنبية لدى الصين. لذلك، معرفتي للصين كانت حقيقية وموثوقة، ومن وجهة نظر غربية عادية. أما كتابي المطبوع، فهو يعتبر هدية بسيطة أقدمها للصين وإلى الإيطاليين الذين يرغبون في معرفة الصين الجديدة والحديثة بعد الرحال الإيطالي القديم ماركو بولو."

هذا هي تانغ يون إيطالية معجبة بالثقافة الصينية كثيرا، وجاءت إلى الصين للعمل والعيشة منذ زمن طويل، وساهمت بجد وصدق من أجل دفع التبادلات الثقافية وتعزيز العلاقات الودية بين شعبي البلدين الصيني والإيطالي.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي