CRI Online

الخطاط الصيني المسلم تشن كون

cri       (GMT+08:00) 2011-04-02 09:59:55

فن الخط العربي له تاريخ عريق ويتميز بجماله وسحره. والخط العربي مكون هام للثقافة الإسلامية، ويحتل مكانة خاصة في تاريخ الثقافة العالمية. وقد انتشر الخط العربي في العالم مع انتشار اللغة العربية. وقد عرفت الصين الخط العربي بعد قدوم اللغة العربية إليها قبل أكثر من ألف سنة، ومنذ ذلك التاريخ، بدأت رحلة امتزاج وإندماج الخط العربي مع فن الخط الصيني التقليدي وفن الرسم الصيني التقليدي، فأبدع الخطاطون الصينيون أسلوبا خاصا في الخط يجمع بين النمطين العربي والصيني. وقد صار فن الخط العربي جزءا لا يتجزأ من الحياة العادية والحياة الدينية للمسلم الصيني، حيث يجيد عدد غير قليل من العلماء المسلمين والأئمة الصينيين الخط العربي. إن الخطاطين الصينيين لم يتوارثوا فن الخط العربي فحسب، وإنما طوروه وأبدعوا فنا جديدا هو النحت الطوبي بالخط العربي، وهو فن من فنون الخط بخصائص صينية ينتشر في مساجد شمال غربي الصين.

 

محمد يوسف تشن كون خطاط صيني شاب من قومية دونغشيانغ تعلم "القرآن الكريم" في المسجد منذ طفولته، وشغف بالخط العربي في ذلك الوقت. ويعمل حاليا معلما بمعهد لانتشو للعلوم الإسلامية بمدينة لانتشو حاضرة مقاطعة قانسو شمال غربي الصين، وهو عضو بالرابطة الصينية للخطاطين الصينيين وأمين عام رابطة الخطاطين بمقاطعة قانسو، ومن المشاهير في أوساط الخط العربي بالصين.

بدأ تشن كون دراسته للخط العربي في ثمانينات القرن الماضي، واعتبر ذلك هدف حياته. وفي البداية، درس تشن كون خط النسخ والخط الصيني، ثم تعلم الخط الديواني، وقام بنسخ أعمال شيخ الخطاطين محمد سعد الحداد المصري، ودرس خط الثلث والخط الفارسي. ودرس تشن كون الأنواع المختلفة للخط العربي واستفاد منها، ثم شكل أسلوبه الخاص في كتابة الخط العربي وصار من اللامعين في هذا المجال بالصين. وأقام تشن كون عدة معارض للخط العربي داخل الصين وخارجها، وحصل على لقب "الخطاط الشاب الممتاز" في مسابقة الخط لمنطقة شمال غربي الصين عام 1988، وفاز بجائزة "الخطاط الجديد" والجائزة الأولى في "معرض المهارات العجيبة" في "الدورة الأولى لمعرض ثقافة القوميات الصينية" والتي أقيمت في متحف تاريخ الصين عام 1991. ثم حصل تشن كون على جائزتين دوليتين في مسابقتين لفن الخط أقيمتا في باكستان وتركيا في كل من عام 1993 وعام 1994. وعندما أقام معرضا لأعماله في فن الخط بماليزيا عام 2001. وقد اقتنى متحف الفنون الإسلامية الماليزي له 15 عملا للخط العربي. ويمكن أن تجد حاليا أعمال الخط العربي لتشن كون في مساجد شمال غربي الصين، كما توجد بعض أعماله في مصر وتركيا وإيران والسعودية وباكستان وماليزيا إلى آخره.

في كتابه "فن الخط العربي" الذي أصدرته دار نشر جامعة لانتشو في مايو عام 2006، يستعرض تشن كون تاريخ تطور الخط العربي، ويشرح خصائص وطرق التدريب على كتابة الحروف العربية والخطوط العربية المختلفة مثل النسخ والكوفي والديواني والثلث والفارسي الخ، ويحلل مئات الأعمال المشهورة للخط العربي. وهذا الكتاب العلمي الذي يشتمل على نظريات الخط العربي، يلخص فيه تشن كون تجاربه وخبرته التي كونها من بحثه وتدربه وممارسته للخط العربي.

يواظب تشن كون على ممارسة الخط العربي ولهذا يحقق إنجازات رائعة. إن الصفة المشتركة والسمة الغالبة لأعمال تشن كون هي التناغم، حيث ترى فيها انسجاما بين الأسود والأبيض وبين الحروف الكثيفة والحروف المتناثرة وبين الخطوط العريضة والخطوط الضيقة.

لقد ابتكر تشن كون أداة كتابه لنفسه مصنوعة من القش، يغمسه في الحبر ويبدع به أعماله بأشكال خطوط خاصة.

تتكون الكلمات من الحروف، وتتكون الحروف من الخطوط، ولهذا فإن هذا الفن هو فن الخطوط. تجسد أعمال تشن كون قوة الخط العربي، وفي الأعمال الكبيرة بشكل خاص تتألق روعة تناغم التركيب. فضلا على ذلك، يجيد تشن كون الأشكال المختلفة للخط العربي، ومنها الشكل الهندسي والشكل المعماري والشكل النباتي. "الإسلام" في اللغة العربية دين السلام والطاعة والتسامح، والدين الإسلامي يدعو إلى سلام العالم واستقرار وحب المجتمع، وهذه الفكرة يعكسها فن الخط العربي، ويدركها جيدا تشن كون ويجسدها في أعماله.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي