CRI Online

السيدة المسلمة الصينية أمينة الويغورية التي قامت بإنشاء جسر فولاذي معلق

cri       (GMT+08:00) 2011-04-13 17:29:31







يقام على نهر صغير يمر بمحافظة تشينغخه الواقعة في أقصى شمالي منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور المسلمة شمال غربي الصين جسر فولاذي معلق يبلغ طوله 91 مترا وعرضه 1.4 أمتار، ويساعد هذا الجسر الأبناء المقيمين على أحد مجري النهر في الاستمتاع بسعادة وفرح أكثر مما كان عليه الحال سابقا.

يسمى هذا الجسر ب"أمينة" الذي كان إسما لإمرأة عادية من قومية الويغور المسلمة، وقيل إن تسمية الجسر بإسم شخصي للمرأة العادية أمر وحيد في محافظة تشينغخه.

أمينة ساووتي إمرأة ويغورية يبلغ عمرها 56 سنة، وتعمل وتمارس نشاط التجارة الصغيرة في مركز محافظة تشينغخه. رغم أن متجرها صغير ودخلها غير كثير، غير أن أمينة يسعدها أن تقدم مساعدات للآخرين. وفي هذا الصدد، قالت كونغ شيو تشين التي تعمل على ممارسة التجارة الصغيرة في مركز المحافظة:

"مهما كان من يواجه صعوبات ويحتاج إلى مساعدة، فتقدم أمينة له معونات، ولهذا السبب، فتحظى أمينة بالاحترام الكبير لدى الأبناء هنا، وهي طيبة جدا."

يحيط نهران مركزَ محافظة تشينغخه، أحدهما النهر الذي يقيم على أحد مجريه آلاف العائلات من ثلاثة أرياف. وعزل هذا النهر هؤلاء الأبناء الريفيين ومركز المحافظة، وبسبب الطريق الموجه من أريافهم إلى مركز المحافظة يمتد ب62 كيلومترا، لذلك فإن الأبناء اختاورا المرور بالنهر مباشرة نحو المجري المقابل، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بالأمراض بسبب البرد الشديد في مياه النهر.

وشكى العديد من هؤلاء الأبناء الريفيين لأمينة أثناء زياراتهم لمتجر أمينة صعوباتهم في الوصول إلى مركز المحافظة من منازلهم ، واستعرضت أمينة مثالين حول هذا الصدد، حيث قالت:

"قبل سنوات، كانت هناك سيدة حامل في قرية أخارين، وكانت في الأربعين من عمرها تقريبا. وحان موعد ولادتها التقريبي، غير أن هذه المنطقة كانت في ثلوج مكثفة. وبسبب المسافات الطويلة والجو السيء، كانت الحامل لم تستطع الوصول إلى المستشفى في مركز المحافظة في أول وقت، وتعرضت لنزيف حاد في الطريق إلى المستشفى وتوفيت قبل الولادة. وهناك مثال آخر، حيث أصيب شاب من نفس القرية بنزيف في الدماغ ليلة ما، ونُقل إلى مستشفى مركز المحافظة، غير أنه توفي بسبب المسافة الطويلة والطريق الصعب فور وصوله إلى المستشفى. وأحزنتني كثيرا هذه الأمرور."

وبسبب هذا، ظهرت فكرة على ذهن أمينة، وهي إنشاء جسر على هذا النهر لربط هذه الأرياف الثلاثة ومركز المحافظة، غير أن الوديعة المالية لأمينا كانت 40 ألف يوان صيني فقط، ويحتاج إنشاء جسر على هذا النهر إلى 300 ألف يوان صيني على الأقل. وكانت محافظة تشينغخه فقيرة، ولا تستطيع دفع هذا المبلغ.

كيف تجمع هذا المبلغ الهائل لإنشاء الجسر؟ كان زوج أمينة يرى أن فكرتها مستحيلة للتحقيق. غير أن الأبناء الريفيين قدموا لها دعما كبيرا، وقالت أمينة:

"ذات يوم، جاء مسن من هؤلاء الأبناء الريفيين إلى متجري، وقلت له فكرتي في إنشاء جسر لهم، وتأثر المسن كثيرا وأعطاني 500 يوانا صينيا وقال لي: يا إبنتي، إفعلي، سنقدم لك مساعدات."

وقالت أمينة إن الدعم الكبير من الأبناء الريفيين قدم لها تشجيعا كبيرا، كما أسعدها تأييد أولادها، حيث قالت:

"عمل ولدي الكبير في مؤسسة، وقدم لي أكثر من 10 آلاف يوان صيني، وأعطاني كل من والدي الثاني والثالث أربعة آلاف وخمسة آلاف يوان صيني لإنشاء الجسر."

وأثرت تحركات أمينة على العديد من الناس الذين قدموا مساعدات كبيرة لإنشاء الجسر. وقالت أمينة:

"قال المسؤول عن ممارسة الأعمال المعمارية: هذه العمة وفرت الأموال من أجل إنشاء جسر للرعاة والريفيين، فلا نريد أية فائدة من هذه الأعمال المعمارية إلا تكاليف المواد ورواتب العمال."

وجرت أعمال إنشاء الجسر بصورة سلسة، واستمرت لمدة شهر فقط. وفي نهاية أكتوبر عام 2009، استكملت الأعمال المعمارية، وانتصب جسر معلق فولاذي جميل على النهر. وفي ذلك اليوم، ارتدى الأبناء الريفيون المقيمون على أحد مجري النهر ملابس جديدة وغنوا ورقصوا للاحتفال بتشغيل الجسر. وقال زوج أمينة إنه لم يتوقع حتى في الحلم أن زوجته بإمكانها إنجاح هذا الأمر الذي أسعد كل الأبناء الريفيين في هذه المنطقة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي