CRI Online

أم ويغورية عظيمة و19 ولدا لها

cri       (GMT+08:00) 2011-04-21 16:28:22







أليبة ألماهونغ إمرأة جاءت من قومية الويغور المسلمة وعاشت في محافظة تشينغخه بمنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور شمال غربي الصين، وقامت مع زوجها بتربية 19 ولدا من بينهم 10 أيتام إنضموا إلى هذه الأسرة على التوالي منذ ستينات القرن الماضي. وجاء هؤلاء الأيتام من قومية هان وقوميات هوي والويغور والقازقستان المسلمة. وبعد زواج البعض منهم، أصبحت هذه الأسرة أكبر مما كان الحال عليه سابقا، فهي تتكون الآن من 180 فردا جاؤوا من ست قوميات مختلفة. وبمناسبات الأعياد، يأتي الأولاد إلى المنزل مثلما تعود العصافير إلى عشها، ويحيطون أمهم العزيزة بالحب والحنان، وقالت أليبة صاحبة هذه الأسرة :

"أنا مسرورة جدا، وأولادنا كلهم بارون بنا، مما جعلني سعيدة ومسرورة ."

أليبة آليماهونغ أم ويغورة قامت بتربية 19 ولدا من بينهم 10 أيتام

يبلغ عمر أليبة 70 عاما، ولن تستطيع أن تنسى الصعوبات والأحزان الناجمة عن وفاة والديها منذ طفولتها. وفي عام 1963، توفي الزوجان اللذان سكنا بجانب منزل أليبة، وتركا ثلاثة أولاد أكبرهم في السن 16 عاما والأصغر في السن 6 أعوام. وعندما عرفت هذا الأمر، سألت أليبة التي أنجبت أول طفل لها قبل 20 يوما سألت زوجها كيف يعيش هؤلاء الأطفال الثلاثة فيما بعد؟ وقال زوجها أبيباو:"إدخليهم إلى منزلنا، ونربيهم ونرعاهم حتى يصبحوا بالغين ". وبذلك، أصبح هؤلاء الأيتام الثلاثة أفرادا جدد لعائلة أليبة.

الفتاة المسلمة وانغ شو تشن من قومية هوي المسلمة أتت إلى عائلة أليبة عام 1974، حيث توفي والديها على التوالي. وكانت الفتاة البالغ عمرها 11 عاما لم تستطع الحصول على رعاية الأقرباء، فتشردت وانتقلت لوحدها من منطقة إلى منطقة اخرى حتى وصلت إلى محافظة تشينغخه والتقت بأليبة التي تكفلت تربيتها. وقالت وانغ شو تشن:

"خلال فترة تشردي في الشوارع، التفعت رأسي بكوفية، وأصبتُ بجرح في رأسي، وكانت الحشرات الكثيرة متواجدة في جسدي، ولا أحد اقترب مني إلا أمي بالتبني أليبة التي ساعدتني على أخذ حمام وكنت لم أستحم قبل ذلك بالماء الحار ."

وبعد ذلك، وجدت ألبية وزوجها أخ وانغ شو تشن الكبير وأختها الصغيرة، وكذلك أربعة أطفال الآخرين من قومية هان، وتبناهم هذان الزوجان الطيبان، واتخذاهم كأولادهم الحقيقيين.

كانت تربية هؤلاء الأولاد ال19 أمرا صعبا جدا بالنسة لأليبة وزوجها. وعندما استعرض تلك الفترة الصعبة، قال أبيباو زوج أليبة:

"كنت أعمل نهارا ومساءا، وأعتقد أن تربيهم مسؤولية لي طالما تربيناهم، فكنت لم أشعر بأقل تعب حينذاك."

ومن أجل تحسين حياة الأولاد، ربت أليبة وزوجها بقرة حلوب، غير أنهم حرصوا على الحليب، ويعز عليهم أن يشربوه، فإنهم باعوا الحليب لشراء الضروريات اليومية. وقالت وانغ شو تشن إحدى أولاد أليبة:

"كان يوجد قدرا كبيرا جدا في بيتي ويستطيع أن تُطبخ فيه وجبة تكفي لأربعين شخصا للأكل، إلا أنها كانت لم تكفي لنا دائما. "

كانت لعائلة أليبة أربعة غرف فقط، وينام بعض الأولاد على سرير واحد كبير سويا. ورغم أن الحياة كانت صعبة، غير أن التعايش بين الأطفال كان جيدا جدا، وفي هذا الصدد، قالت رتسيقولي إحدى بنات هذه العائلة:

"كان التضامن بيننا جيدا جدا، ولا أحد منا يميز مَن من قومية هان أو من قومية هوي أو من قومية الويغور. تعلمنا ولعبنا وأكلنا سويا، ولا توجد المسافة بيننا."

ترعرع الأطفال في هذه العائلة، حيث ساعد بعضهم البعض، وقدم كل منهم مساهمة لهذه العائلة، بينما تمتع بدفء العائلة. وفي عام 1994، أتى حدث سعيد إلى هذه العائلة، غير أن العائلة تعرضت أيضا لامر حزين، خاصة عند اقتراب موعد زواج إحدى البنات التي تبنتها أليبة من أسرة أخرى، توفي أحد أبنائها من صلبها ناجما عن حدث مفاجئ. واستعدت أليبة وزوجها لإقامة مراسم الزواج لهذه الإبنة رغم الألم والحزن الشديد الناجم عن وفاة إبنهما. وبعد سنوات، وعندما اقترب موعد الزواج لإحدى بنات أليبة من صلبها، جمع 10 أولاد من المتبنيين أموالا لشراء بعض المجوهرات الغالية لأختهم. ويرى الأفراد في هذه العائلة أنه مهما كان من يواجه صعوبات، فمن المؤكد أن أخوانه الآخرين سيقدمون مساعداتهم له.

وخلال أربعين سنة مضت، شهدت عائلة أليبة تغيرات كبيرة، حيث نقلت العائلة من غرف متواضعة إلى بيت واسع، وقد عمل هولاء 19 ولدا لأليبة وتزوجوا وما زالوا يحترمون أمهم العظيمة ويتعايشوا تعايشا سليما.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي