CRI Online

رجل الشرطة الصيني آبنغ وأسلوبه المميز لتدريب الكلاب البوليسية للكشف عن المخدرات

cri       (GMT+08:00) 2011-05-04 16:42:35


 السيد بنغ يونغ سين

تقع مدينة رويلي في مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين، وتجاورها حدود الصين مع ميانمار، ويوجد فيها وادي جبل جميل حيث تنتشر غابة خيزران كثيفة، وتقع فيها قاعدة مدينة رويلي لتدريب الكلاب للكشف عن المخدرات التابعة لمكتب مكافحة التهريب بالإدارة الجمركية العامة الصينية.

وفي الساعة الثامنة كل صباح، يفتح شرطي أسمر البشرة وقوي الجسم بيت الكلاب، ثم يسلّمها واحدا تلو الآخر وينظّف بيتها، وبعد إطعامها ب" الفطور اللذيذ"، يتدرب على العدو الطويل بمرافقة كلابه المحبوبة. وهو السيد بنغ يونغ سين – رئيس مكتب البحوث في قاعدة مدينة رويلي لتدريب الكلاب على مكافحة المخدرات، ويسمّى آبنغ برفقائه في القاعدة. وجدير بالذكر أنه من أبناء أقلية آتشانغ القومية.

وبعد التمرينات الرياضية الصباحية، يعود الشرطي آبنغ إلى غرفة تدريب الكلاب، ويبدأ تدريب الكلب ساك على حزام نقل الأمتعة المقلّد بشكله الأصلي في المطار. وكان ساك يقترب من الحقائب ويشمّ رائحتها. وفجأة، نبح ساك أمام حقيبة زرقاء. ثم فتحها آبنغ ووجد بداخلها كيسا صغيرا جدا من المخدرات. فابتسم آبنغ، ولمس ساك بصورة مدلّلة.

ولكن في البداية، كان آبنغ يؤدى هذه المهمة تحت ضغوط شديدة من أقربائه، لأن آبنغ يعتبر أول طالب جامعي في قرية مكتظة بأبناء قومية آتشانغ، ويفتخر به كل سكان القرية. وعندما قرر آبنغ تدريب الكلاب البوليسية بعد تخرّجه من الجامعة، واجه العديد من السخرية الشديدة والهجاء اللاذع من أقربائه، ولكن ذلك لم يزعزع إرادته الثابتة. وقال آبنغ لمراسلنا إن تدريب الكلاب البوليسية ليس أمرا سهلا، واسترجع ذكرياته قائلا:

" بصراحة شديدة، كنت خائفا قليلا في البداية. ويبدو أن كل الكلاب البوليسية شرسة جدا، ويخافها عامة الناس عندما يرونها. شوف، كل الجروح على يديّ معضوضة بالكلاب. وذات مرة، كان أحد الكلاب يعضّ إحدى أصابعي بشدة حتى يكاد قطعها كاملا."

ولكن هذه الصعوبات لم تخيّب أمله، بل أثارت حماسته في العمل. وبدأ آبنغ يفكّر: كيف يقترب من هذه الكلاب؟ كيف يتعامل معها؟ وكيف أصبح صديقا لها؟ وها هو يقول لمراسلنا:

" من المعروف أن الكلاب ذكية وسهلة المعاملة مع الناس. فاقتربت منها بشجاعة وتحدثت معها وأطعمتها، فبدأت الكلاب تثق بي تدريجيا وتعتبرني صديقا لها."

وقال آبنغ إنه يعتبر الكلب ساك أفضل شريك وأعز صديق له. وكان يستلمه من الولايات المتحدة وأصبح كلبا متميزا للكشف عن المخدرات حاليا. وخلال فترة المعاملة الطويلة بينهما، أصبحا الشرطي آبنغ وكلبه ساك شريكين تربطهما ثقة تامة.

وفي يوم من أيام عام 2003، تلقّت الشرطة الصينية لمكافحة التهريب معلومات من أحد المخبرين حيث قال إنه من المحتمل اختباء المخدرات داخل كميات من البصل المنقول من الخارج إلى الصين. وبعد تلقّى الأمر من قائد الشرطة، وصل آبنغ مع كلبه ساك إلى الجمرك فورا. ولكن، كان يشعر بالمفاجأة الشديدة أمام كومة هائلة من البصل، حيث انتشر رائحة غير مستحبّة، وبدون شك أنها ستعوّق الكلاب للكشف عن المخدرات.

مضت الدقائق واحدة تلو الأخرى، وبحث الكلب ساك عن المخدرات في تلك الكومة من البصل عدة مرات، ولكنه لم يجد شيئا فيها، ويبدو أنه متعب وكاد يضيع صبره. فاستدعاه آبنغ إلى جانبه للراحة، حيث كان يهمس في أذنه ويلمسه بمودة ويشجعه بصورة مستمرة. وبفضل ذلك، قفز ساك مرة أخرى إلى تلك الكومة من البصل. كان الشرطي لي مينغ لين يعمل في الجمرك أيضا، وقال لمراسلنا:

" لقد فقدنا أملنا حينذاك، لأن رائحة البصل منفّرة وتجعل عيوننا تدمع. ولا يستطيع الناس تحمّل تلك الرائحة لمدة طويلة. ولم يكن في حسباني أن آبنغ يتعاون مع ساك بصورة منسجمة إلى تلك الدرجة. وكشفنا أخيرا ستة عشر كيلوغراما من الهيروين."

وقال آبنغ إن الكلب لا يستطيع كشف المخدرات حسب المستوى المطلوب إلا بعد تدريبه لمدة تتراوح بين سنة واحدة وسنة ونصف. فيجب على مدرب الكلاب البوليسية أن يتحلى بالصبر والمودة تجاه الكلاب والإرادة الحاسمة والعزيمة القوية في العمل. حيث قال آبنغ:

" الكلاب تشبه الأطفال، وتتكاسل خلال التدريبات في بعض الأحيان حتى تغضب ضد المدربين. فيتعين علينا تطمينها حينذاك. وإذا تعرضت لصعوبة خلال التدريبات، فسأشجعها. وإذا كان أداؤها رائعا، فسأعطيها بعض الأغذية وغيرها من المكافآت."

وقد درّب آبنغ أكثر من مائة كلب بوليسي للكشف عن المخدرات. ورغم أن الكلاب لا تفهم لغة البشر، ولكنها جلبت كثيرا من الفرح والسرور لآبنغ. فأكد آبنغ مرة أخرى في ختام حديثه مع مراسلنا أن الكلاب هي أعز الأصدقاء وأفضل الشركاء في حياته.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي