CRI Online

الإسلام في الصين

cri       (GMT+08:00) 2011-05-06 16:04:28







انتشر الإسلام في الصين منذ أواسط القرن السابع، ويرجع تاريخه إلى ما قبل أكثر من 1300 سنة. ويعيش 70 في المائة من إجمالي عدد السكان المسلمين الصينيين في منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور المسلمة ومنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة وكذلك مقاطعتي قانسو وتشينغهاي شمال غربي الصين، بينما ينتشر 30 في المائة الآخرون في أنحاء البلاد. ويبلغ عدد السكان المسلمين في مدينة بكين عاصمة الصين 250 ألف نسمة، حيث يوجد فيها أكثر من 2000 مطعم إسلامي وأكثر من 70 مسجدا.

تأسست الجمعية الإسلامية الصينية عام 1952، وتمثل الحقوق والمصالح الشرعية لمسلمي مختلف القوميات، وتعمل منذ إنشائها على نشر سياسات الحكومة الصينية الخاصة بحرية الإيمان الديني وإجراء مختلف الأنشطة الإسلامية في أنحاء البلاد بالإضافة إلى تطوير التعليم الإسلامي وكشف التراث الثقافي الإسلامي وكذلك تنظيم أعمال بحوث الثقافة الإسلامية وترجمة وتحرير ونشر الكتب الإسلامية. وفي هذا الصدد، قال الشيخ تشن قوانغ يوان:

"استكملت الجمعية الإسلامية الصينية عدة أعمال بما فيها تربية الكوادر المسلمين وطبع القرآن الكريم وبناء المساجد وتنظيم المسلمين لأداء فريضة الحج وتحسين الأطعمة الإسلامية وغيرها من الأعمال المختلفة. فمثلا، ننظم المسلمين كل عام لأداء فريضة الحج في الأراضي السعودية، وقد إزداد عدد المسلمين المشاركين فيه من العشرات إلى أكثر من 10 ألاف مسلم الآن. فعلى سبيل المثال، بلغ عدد الحجاج الصينيين في السنة الماضية أكثر من 13000 شخص، ومن خلال زيارتهم لبيت الله الحرام، شهدت تبادلاتهم وصداقتهم مع المسلمين من مختلف دول العالم تعزيزا وإزديادا."

غير أن الشيخ تشن قوانغ يوان قال إن بعض المسلمين الأجانب لم يعرفوا كثيرا حول أوضاع انتشار وتطور الإسلام الحالية في الصين، مما يجعلهم يتخذون مواقف الشك في حرية الإيمان الديني في الصين. وقال الشيخ تشن إنه خلال السنوات الأخيرة، تعمل الجمعية الإسلامية الصينية على توسيع تبادلاتها الدولية وتعزيز اتصالات الصداقة مع مختلف دول العالم، حيث يقوم وفد الجمعية كل عام بزيارات لبعض الدول الإسلامية. وذكر الشيخ تشن قوانغ يوان زيارته لتركيا واليمن في يناير الماضي، حيث قال:

"زار وفد جمعيتنا تركيا تلبية لدعوة من وزير الشؤون الدينية التركي، ويدين 99 في المائة من عدد السكان في تركيا بالإسلام. إن تركيا دولة ذات حضارة قديمة، وهي دولة صديقة لبلادنا. وبالإضافة إلى تركيا، زار وفدنا اليمن الصديقة أيضا لبلادنا، وتربط بين شعبي ومسلمي البلدين مشاعر صداقة عميقة، لذلك أعتقد أن زيارتنا هذه أسهمت في تعزيز الصداقة والمشاعر بين الصين وكل من هذين البلدين."

من أجل تعزيز نشر الثقافة الإسلامية، أكمل الشيخ تشن قوانغ يوان كتابة نسخة من القرآن الكريم كتابة يدوية. وقام الحجار المسلم وانغ فنغ تونغ الذي جاء من مقاطعة خهبي وسط الصين بنقش النسخة اليدوية من الشيخ تشن قوانغ يوان على الحجر، ويعتبر ذلك فريدا في التاريخ الإسلامي الصيني، وحول هذا الأمر، قال الشيخ تشن قوانغ يوان:

"توجد في الصين حاليا نسخة للقرآن الكريم من الكتابة اليدوية ونسخة النقش الخشبي وكذلك نسخة النقش الحجري. وتُعرض الآن نسخة النقش الحجري التي تعتبر الأولى من نوعه في مسجد دونغسي بمدينة بكين، غير أن النسخ المعروضة هناك تحتل 10 في المائة فقط من إجمالي مساحة النسخة، وتُخزن الأقسام الباقية في قبو أرضي. ونخطط الآن لإقامة عرض كبير في الحديقة القومية الصينية، لعرض كافة النسخ هناك لمدة سنة، من أجل تعريف المزيد من الناس بالإسلام."

مع النمو الاقتصادي والاجتماعي في الصين، وخاصة بفضل تنفيذ استراتيجية تطوير المناطق الغربية الصينية، أصبح للمسلمين الصينيين بمن فيهم المسلمون من غربي الصين المزيد من الفرص والتحديات، وفي هذا الصدد، قال الشيخ تشن قوانغ يوان:

"يعتبر تعزيز تدريب الكفاءات من أهم الأولويات لأعمالنا الحالية. ونعمل الآن على بناء معهد إسلامي حديث، لأنه بالنسبة لأي دين ولأي قومية، لا يمكنها التطور بدون وجود الكفاءات التي يحتاجها الإسلام. وستبدأ قريبا أعمال البناء لهذا المعهد، ومن المتوقع أن يقبل المعهد 500 طالب على الأقل بعد إنشائه، ويعلمهم ليصبحوا كفاءات متميزة في المجال الديني."

في الوقت الحالي، تثير النزاعات الموجودة في بعض المناطق الدولية سوء الفهم حول مبادئ وتعاليم الإسلام، وحول هذا الأمر، قال الشيخ تشن قوانغ يوان:

"الآن، لدى بعض الناس سوء الفهم حول الإسلام وتعاليمه، والذين يرون أن الإسلام إرهابي. وفي الحقيقة، إن الإسلام هو سلمي وسلام وليس إرهابيا. وقام بعض الناس بنشاطات إرهابية تحت شعار تطوير الإسلام والجهاد، وتعارض الجمعية الإسلامية الصينية ذلك بشدة، لأن هذه الأنشطة تخالف الروح الأساسية للإسلام."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي