CRI Online

ليعش الذين نجوا من الزلزال الكبير حياة أكثر سعادة

cri       (GMT+08:00) 2011-05-11 09:34:38


بلدة ينغشيو

تقع بلدة ينغشيو في جنوب شرقي محافظة ونتشوان، وتعتبر ممرا وحيدا لدخول منطقة جيوتشايقوه السياحية المشهورة ومنطقتي هوانغلونغ ووولونغ المحميتين الطبيعيتين لحماية وتربية الباندا العملاق الصيني، إنها أرض جميلة تحيط بها الجبال من الجوانب الأربعة، وتتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة، ويعيش فيها أبناء الأقليات القومية المختلفة حياة سعيدة ومنسجمة جيلا بعد جيل منذ قديم الزمان.

ولكن، في ال12 من مايو عام 2008، اهتزت هذه الأرض بشدة فجأة وانفجر زلزال شديد بلغت قوته ثماني درجات على مقياس ريختر، مما دمر هذه البلدة الجميلة كليا لوقوعها في مركز الزلزال. ومن أجل إعادة بناء المناطق المنكوبة بصورة أفضل، قررت حكومة الصين تنفيذ مشروع المعونة المسمى "مدينة مقابلة مدينة منكوبة" لمساعدتها على إعادة الإعمار . وحسب التخطيط الموحد فإن مدينة دونغقوان بمقاطعة قوانغدونغ مسؤولة عن دعم بناء بلدة ينغشيو الجديدة .

ما هي ملامح بلدة ينغشيو الجديدة حاليا بعد ثلاثة أعوام من حدوث الزلزال

قام مراسلنا مؤخرا برحلة خاصة لزيارتها، حيث رأي صفوفا من المنازل الجديدة ذات الطوابق الثلاثة تصطف على منحدرات الجبل بانتظام، وجميع الطرق والشوارع داخل البلدة نظيفة وممهدة بالإسفلت، وعلى جانبيها الأشجار الخضراء والأزهار الملونة... ومن أجل توفير العمل للمحليين لتدبر أمور معيشتهم ، أصبحت معظم الطوابق الأرضية من تلك المنازل الخاصة محلات تجارية متنوعة أو مطاعم شعبية مميزة أو غرف إقامة لاستقبال السياح الخارجيين. دخل مراسلنا محلا صغيرا واستقبلته صاحبته يانغ أي جون بحماس، وأخبرته أن هذا المنزل الجديد المكون من ثلاثة طوابق تم بناؤه بالاعتماد على دعم الحكومة والتبرعات الاجتماعية، ثم اشترته بثمن قليل جدا. والآن أصبح الطابق الأول محلا تجاريا صغيرا لسد حاجة الحياة، أما الطابقين الثاني والثالث، فيضمان غرف المعيشة لأفراد الأسرة. وحول ذلك قالت للمراسل:

"بعد حدوث الزلزال، ساعدتنا الحكومة بتخصيص الأموال لإعادة بناء الديار، وبالإضافة إلى ذلك، قدمت لنا المنظمات الاجتماعية المختلفة وصندوق الصليب الأحمر الصيني المساعدات المالية والمادية لضمان حياتنا الطبيعية."

السيد تشانغ تونغ رونغ رئيس محافظة ويتشوان التي ضربها الزلزال بشدة رجل من قومية التبت يبلغ عمره 39 سنة. عرف المراسل بالأحوال قائلا:

"بعد الزلزال الكبير، بدأ السكان المحليون بمواجهة الكثير من المشاكل والصعوبات وخاصة مشكلة العمل، لأن الحقول المزروعة لم تكن موجودة كما كانت في الماضي قبل الزلزال بسبب التغيرات الجيولوجية الجبلية والأرضية. ومن أجل تسوية مشكلة الأغذية، بدأنا إرشاد المحليين من زراعة الحقول إلى ممارسة العمل في قطاع الخدمات وتنمية السياحة والأعمال اليدوية والحرفية البسيطة كالتطريز الشعبي وصناعة المشغولات الخفيفة وغيرها لتوظيف المحليين حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي بأنفسهم."

وعلى هذه السياسة، وإنطلاقا من الأحوال الواقعية لبلدة ينتشيو، بدأ كثير من السكان المحليين يمارسون الأعمال التجارية بالاستفادة من منازلهم. كانت السيدة لي كاي يان تعيش في وادي جبل قريب من منطقة وولونغ المحمية لحماية الباندا العملاق الصيني. فقبل الزلزال بأيام قليلة ، تم بناء منزلها الجديد . ولم تتوقع حدوث الزلزال الكبير الذي دمر حياتها وعائلتها بأكملها . فأضطرت إلى الهجرة إلى بلدة ينغشيو للإقامة والعيش. وقالت للمراسل:

"أنا من قومية هان. أعيش هنا منذ سنين. وبعد الزلزال، انتقلت إلى بلدة ينغشيو للإقامة بسبب دمار قريتنا القديمة كليا وعدم ملائمتها للعيش وإعادة البناء. لديٌ الآن منزل جديد كبير تم بناؤه بتمويل من الحكومة ، ثم اشتريته بسعر رخيص جدا فضلا عن الإعانات الحكومية والاجتماعية. أدير الآن محلا تجاريا صغيرا لكسب الرزق . وباختصار أشعر الآن بسعادة وطمأنينة في بيتي الجديد."

والآن أصبحت بلدة ينغشيو القديمة المدمرة مزارا تذكاريا يزورها كل يوم بعض الزوار والسائحين من داخل البلاد وخارجها، قال السيد وانغ القادم من مقاطعة تشغجيانغ للمراسل:

" جئت إلى هنا بشكل خاص لمشاهدة آثار الزلزال الكبير وملامح إعادة البناء في المناطق المنكوبة بعد ثلاثة أعوام. وبصدق إن البناء الجديد رائع جدا بفضل التمويل من الحكومة والمساعدات الواسعة من المناطق المختلفة الأخرى."

قال رئيس المحافظة للمراسل أن بلدة ينغشيو الجديدة لم تبنى على أساس قديم، بل على أرض جديدة من اختيار الخبراء بعد قيامهم بمسوح وتحقيقات جيولوجية، وذلك للابتعاد عن الخط الزلزالي الخطير بالمنطقة، مؤكدا أن البشر لا يستطيعون التغلب على الطبيعة أبدا، وعليهم الانسجام معها للتعايش السلمي. وأضاف قائلا:

"من أجل ضمان أمان الحياة، لا نسمح بتشييد أية عمارة كبيرة أو مبنى عال في بلدة ينغشيو الجديدة، ومن المطلوب أن تكون البنايات المحلية متسقة وصالحة للظروف الطبيعية. جدير بالذكر أن هناك نهر مينجيانغ وجدول يوزي اللذان يخترقان بلدة ينغشيو الجديدة كشريان للحياة فيها، وعلى جوانبها الجبال المغطاة بالأشجار والنباتات، ويشكل كل هذا صورة طبيعية جميلة. وأنا على ثقة تامة بأن بلدة ينغشيو ستتقدم إلى الأمام بقوة أكبر وتخرج من آلام مأساة الزلزال وتجد حياة حديدة أجمل وأروع."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي