CRI Online

التغيرات التى طرأت على بلدة هونغ باي المنكوبة بالزلزال المدمر في عام 2008

cri       (GMT+08:00) 2011-05-13 10:55:09


أطفال البلدة

تقع بلدة هونغ باي في واد محيط بجبلين كبيرين في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين. وتعني هونغ باي اللونين الأحمر والأبيض في اللغة العربية. وهي بلدة صغيرة وحيدة تسمى باللونين في الصين، نظرا لوجود ميدانين أحدهما أحمر والآخر أبيض لتقديم القرابين لكل من الشمس والقمر. وتشتهر هذه البلدة بالشاي الأحمر والأبيض المسلوق.

في الثاني عشر من شهر مايو عام 2008، وقع زلزال شديد بقوة ثماني درجات بمقياس ريختر في محافظة ونتشوان التى تبعد عن بلدة هونغ باي بجبل واحد فقط. ولأن البلدة تقع قريبة من بؤرة الزلزال، فقد دمرت من أساسها في لمح البصر. حيث بلغ عدد الوفيات والمفقودين 1151 نسمة خلال هذه الكارثة الهائلة في تلك البلدة البالغ عدد سكانها سبعة آلاف شخص. وبعد وقوع الزلزال، بدأت إعادة إعمارها بفضل مساعدة مدينة بكين تحت ترتيبات وإشراف الدولة.

وزار مراسلنا بلدة هونغ باي مؤخرا قبل الذكرى الثالثة لزلزال ونتشوان الكبير. وباستثناء آثار انهيار التربة الجبارة الملحوظة على الجبل، لم يصدّق عينيه أن هذه البلدة قد تعرضت للكارثة الطبيعية المدمرة في الماضي. وتنتشر فيها ديار بيضاء الجدار ذات الطابقين، ويتجاذب بعض سكانها أطراف الأحاديث بارتياح وطمأنينة في الشوارع.

السيد لي ده لي – رئيس البلدة شاب ولد في الثمانينات من القرن الماضي، وشارك في أعمال الإغاثة في زلزال ويتشوان. قال لمراسلنا إن مساحة البلدة الحالية ازدادت بثلاثة أضعاف عما كانت عليه في الماضي. ونقل الكثير من السكان الذين كانوا يعيشون في أعماق الجبال بيوتهم إلى هذه البلدة بعد إعادة إعمارها. حيث قال السيد لي ده لي:

"كنا نجري إعادة الإعمار بصورة علمية، وأنشأنا المباني بعيدا عن المواقع التى حدثت فيها الكوارث الجيولوجية وبعيدا عن الأماكن المحتمل تعرضها للسيول الجبلية. وبعد إعادة الإعمار، توسعت مساحة البلدة بثلاثة أضعاف من 0.75 كيلومترا مربعا قبل حدوث الزلزال إلى كيلومترين مربعين حاليا، وانتقل إليها حوالي ألف ساكن في المناطق الجبلية. وخلال عملية إعادة الإعمار، قمنا أولا ببناء المدارس والمستشفيات ومحطات تنقية مياه الشرب ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي. وخصصت مدينة بكين 180 مليون يوان لإعادة إعمار هذه البلدة."

وأضاف السيد لي ده لي – رئيس بلدة هونغ باي قائلا إنه من أجل إعادة الحياة الطبيعية للجماهير المنكوبة وخاصة أولئك الذين تعرضوا للصعوبات المعيشية، أنشأت البلدة مباني سكنية يمكن استئجار شققها بسعر رمزي.

وفي شارع قريب من المدرسة الابتدائية في هذه البلدة، وجد مراسلنا دكّانا صغيرا باسم "سوبرماركت الشكر". حيث قالت صاحبته السيدة ليو لمراسلنا إنها لم تقدر على بنائه إلا اعتمادا على الإعانة المالية الحكومية:

"هذا بيتي الجديد، وبنيته بعد وقوع الزلزال اعتمادا على إعانة مالية حكومية بلغت قيمتها خمسين ألف يوان إجماليا. وتم بناؤه في شهر يوليو الماضي، ولم تطلب منا الحكومة دفع أجور الماء والكهرباء حتى الآن. ومنذ نهاية العام الماضي، فتحت هذا الدكان الصغير. وحصلت منه على أرباح جيدة لأنه قريب من المدرسة وميدان البلدة."

بالإضافة إلى المباني السكنية وغيرها من المنشآت الأساسية، يفكر رئيس البلدة لي ده لي الآن في كيفية تحسين مستوى معيشة سكان البلدة وزيادة دخلهم المالي. وها هو يقول:

"في المرحلة القادمة، سنعمل على تطوير السياحة، وسنحدد مزارا سياحيا جديدا لزيارة الجبال المحيطة بقريتنا، لأنها كانت موقعا سياحيا قبل حدوث الزلزال. كما سنعمل على زراعة المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية العالية وتربية الدجاج والسمك، لأن البلدة تتميز بالبيئة الجيولوجية الممتازة، والمياه على الجبل الشاهق صافية جدا. ونهدف إلى تحقيق نهضة البلدة في المستقبل."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي