CRI Online

زيارة ديار جديدة في المناطق المنكوبة بالزلزال الكبير بعد ثلاثة أعوام

cri       (GMT+08:00) 2011-05-17 16:12:01


مدرسة جديدة في المناطق المنكوبة

في ال12 من مايو عام 2008، ضرب زلزال كبير بعض مناطق مقاطعة سيتشوان بشدة، مما أدى إلى خسائر جسيمة ماديا وروحيا، وانهارت معظم المنازل والبنايات للسكان المحليين. وبعد ثلاثة أعوام من إعمار ديارهم، كيف هي حال عمل وحياة هؤلاء المنكوبين؟ لنذهب مع مراسلنا إلى بلدة ينيغشيو لمشاهدة ملامحها الجديدة.

انطلقنا بالسيارة مبكرا من مدينة تشينغدو حاضرة مقاطعة سيتشوان توجها إلى بلدة ينيغشيو، وأثناء طريقنا إلى الهدف، رأينا أيضا بعض الانهيارات الجبلية من الزلزال الكبير مازالت موجودة هناك . وبعد ساعة ونصف تقريبا، وصلنا إلى بلدة ينيغشيو التي تم بناؤها من جديد في ساحة منبسطة تحيط بها الجبال الخضراء من الجوانب. حيث استقبلنا تشانغ تونغ رونغ رئيس محافظة ونتشوان بحماس، وبعد تبادل التحيات، قادنا إلى حديقة جميلة مبنية بجانب البلدة، وأشار إليها بيده قائلا:

" هذه الحديقة ليست حديقة عادية، بل هي مأوى خاصا لتجنب الناس من كوارث طارئة. وإذا حدث زلزال جديد أو أمر طارئ ، يمكن أن يذهب السكان المحليون إلى هنا بسرعة لضمان أمنهم وسلامتهم. ولدينا الآن ستة أماكن مثل هذا المأوى في كل المحافظة لمواجهة الطوارئ. وقبل الزلزال الكبير لم نهتم بالعمل في هذا الشأن، لكننا وبعد استفادتنا من الدروس والتجربة، نهتم الآن أكثر بأمن وسلامة الناس ."

وخلال تجوالنا في بلدة ينيغشيو الجديدة، شاهدنا مجموعات من المنازل الطابقية الجديدة والبنايات الأساسية المتينة منتشرة في أحياء سكنية مختلفة بترتيب منتظم. وأكد رئيس المحافظة مرارا خلال مقابلته مع الصحفيين أن فكرة موحدة للإداريين المحليين تمثلت في بناء بلدة ينيغشيو بجهد كبير لتكون بلدة جميلة تتميز بمناظر خلابة وملامح حديثة ليعيش فيها السكان بسعادة وغبطة بعيدا عن تلك الذكريات المؤلمة من الزلزال الكبير. وفي الوقت نفسه، إنها مكان تذكاري أبدي عن الزلزال الكبير. وعن كيفية تحقيق ذلك، قال رئيس المحافظة للمراسل:

"أولا وقبل كل شيء، قمنا بتركيز كل القوة لإنشاء المنازل الطابقية الجميلة والمتينة لإسكان القرويين بسلام. ثم ساعدناهم على ممارسة الأعمال الجديدة بعد ضياع حقولهم المزروعة جراء الزلزال الكبير، وتحقيق الاكتفاء الذاتي وحل مشاكل المعيشة الأساسية، وذلك لإعادة ثقتهم الكاملة بالحياة والمستقبل بعد أن عانوا من المحنة الطبيعية الكبيرة. وبدأ يمارس بعضهم الآن الأعمال التجارية الريفية لضمان المعيشة، أما بعضهم الآخر فيزرعون الخضار والأزهار ذات القيمة الاقتصادية أو يعملون في تربية الدواجن داخل الغرف المسقوفة فضلا عن ممارسة الأنشطة السياحية المحلية. وهكذا، بدأ الأمل بالحياة يعود إليهم تدريجيا."

وخلال الزيارة تحدث مراسلنا مع ريفية محلية تسمى يانغ أي جون، وأخبرته الأخيرة أن لديها الآن منزل جديد مميز ذو ثلاثة طوابق، اشترته بعشرين ألف يوان فقط. ويتكون الطابق الأرضي منه من محل تجاري صغير لبيع بعض المنتجات الشعبية المميزة. وأرباحه التجارية مقبولة نتيجة ازدياد عدد السياح إلى المناطق المنكوبة بعد الزلزال لمعرفة الأحوال على هذه الأرض .

بعد انتهاء زيارتنا في بلدة ينيغشيو، واصلنا طريقنا إلى محافظة بيتشوان باعتبارها المحافظة الوحيدة ذات الحكم الذاتي للأقلية القومية تشيانغ في الصين، والتي تعرضت لأكبر الخسائر وأشد الأضرار بسبب وقوعها في مركز الزلزال الكبير، وخاصة المدينة المركزية للمحافظة التي كانت مدمرة تماما بسبب الزلزال، وبشكل يصعب فيه إعادة إعمارها في مكانها القديم، فقررت الإدارة المحلية اختيار مكان جديد صالح لإنشاء مدينة بيتشوان الجديدة، وترك المدينة القديمة لتحويلها إلى متحف تذكاري للزلزال.

ومن أجل المحافظة على التقاليد القومية الشعبية للسكان المحليين، تم تشييد المنازل المحلية في القرى الجديدة حسب نمط الأقلية القومية، مما جعل هذه المنطقة نقطة سياحية جديدة ذات ملامح ثقافية وشعبية واضحة للأقلية القومية تشيانغ. وهناك قرية جديدة تسمى "جينا"، معناها في اللغة الشعبية المحلية " الهة جميلة". كان هذا الاسم الجميل قدمه رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو خلال زيارته الخاصة لها بعد إتمام إعمارها، وهو يرمز إلى أمنية طيبة لرحمة الله لضمان سلامة السكان المحليين وإعطائهم حياة سعيدة وثراء كافيا.

مدينة مركزية جديدة تابعة لمحافظة بيتشوان تسمى الآن مدينة "يونغتشانغ"، معناه في اللغة الصينية " الازدهار الدائم". وربما بفضل هذا الاسم ، جاءت إليها بعض المؤسسات الصناعية لفتح مصانعها الفرعية، وذلك لم يزد فرص العمل لتوظيف السكان المحليين فحسب، بل دفع تنمية الاقتصاد المحلي بسرعة. جدير بالذكر أن مدرسة بيتشوان الثانوية الجديدة تظهر اليوم بملامح جميلة مرموقة بعد أن دمرها الزلزال بأكملها، وتوجد فيها مباني الإدارة والتدريس وغرف الدروس المجهزة بوسائل التدريس المتقدمة وساحة الألعاب الرياضية الواسعة على المستوى المطلوب من الدولة وحديقة الراحة البديعة... وتعتبر المدرسة في أنظار الناس مكانا خاصا مليئا بآمال وأحلام مختلفة للشباب والأحداث، إنها ترمز إلى مستقبل المحافظة. قال أحد الطلاب للمراسل بفرح :

"مدرستنا الجديدة جميلة ومتقدمة في كل المجالات. أحبها كثيرا. أجتهد الآن في الدراسة بكل قوتي أملا في الالتحاق بالجامعة لدراسة الصحافة، أرغب في أن أصبح محررا أو مراسلا في المستقبل لتمجيد روح الصين الموحدة والنضال الباسل."

مع أن الآلام والأحزان لفقدان الأقارب في الزلزال الكبير مازالت موجودة في أعماق قلوب السكان المحليين بالمناطق المنكوبة، غير أن الابتسام والأمل الجديد بالحياة بدأ يظهران على وجوههم بعد إتمام إعمار ديارهم وانتقالهم إلى المنازل الجديدة بدعم الحكومة ومساعدات المناطق الأخرى. نتمنى لهم تطورا سريعا مع حياة أجمل.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي