CRI Online

رؤية العالم بعيون جديدة

cri       (GMT+08:00) 2011-06-03 16:24:55


ييلي الجميلة

تعيش في منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور غرب الصين فتاة جميلة إسمها ليو مين هوي التي تعاني من مرض في العين منذ كانت في العاشرة، ثم اشتدت حالتها مع مرور الأيام حتى باتت عينها اليسرى غير قادرة على رؤية الأشياء بوضوح. ومن أجل إستعادة بصرها الطبيعي، رافقتها أمها إلى مستشفى الشعب المركزية التابعة لمنطقة شينجيانغ للعلاج، حيث قال لها الطبيب بعد إجراء الفحص الدقيق لها إن حالة عينيها خطيرة، ومن الضروري أن تجري جراحة لنقل قرنية شخص آخر إلى عينها لإستعادة بصرها من جديد في أسرع وقت ممكن، وإلا فستصبح عينها عمياء . بعد أن سمعت الفتاة كلام الطبيب، شعرت بحزن ويأس: فأين تبحث عن قرنية العين؟ وعائلتها بسيطة وفقيرة.

وبينما كانت الفتاة ليو مين هوي قلقة جدا على هذا الأمر جاء خبر سار من المستشفى بأنها تسلمت قرنية عين تم التبرع بها وقدمتها جمعية الصليب الأحمر لمحافظة ونسو بالمنطقة للمستشفى، وقررت نقلها إلى عين الفتاة ليو. وبعد الجهود المشتركة من الجمعية وأطباء المستشفى، تمت عملية الجراحة بنجاح للفتاة قبل نهاية عام 2008، وأعيد البصر إلى عينها من الجديد. والآن، يمكنها أن ترى كل شيء في هذا العالم بوضوح.

نقل قرنية العين السليمة إلى عين ضعيفة، هو في الحقيقة عمل جراحي دقيق ومعقد. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أصعب ما في الأمر هو وجود قرنية عين سليمة. لذلك نقول إن الفتاة ليو محظوظة جدا. وقد فرحت فرحا كبيرا بشفائها من المرض. غير أنها لم تنس ذلك المتبرع المجهول، وطلبت من والديها أن يساعداها للعثور عليه للتعبير عن شكرها القلبي له وجها لوجه.

وبعد أن بذلت الجهود المتواصلة، عرفت الفتاة أن الذي تبرع بقرنية العين لها، كان شابا طيب القلب، إسمه لان تيان، بلغ عمره 26 سنة قبل وفاته.حيث كان مصابا بمرض غريب منذ طفولته حتى لا يمكنه من إكمال دراسته في المدرسة الابتدائية. ومع اشتداد خطر مرضه، لم يستطع الخروج من الغرفة نهائيا وبقي راقدا على السرير. إلا أنه ورغم من هذه الحالة، لم يستسلم للصعوبات والمشاكل في حياته، وظل يتمسك بدراسة اللغة الإنجليزية بنفسه ويحافظ على الاتصالات مع الآخرين عبر شبكة الإنترنت. وكان اسمه المسجل على موقع الإنترنت معروف ب" ملاك بدون جناحين"، حيث تحدث دائما مع مستخدمي الإنترنت بوجه متفائل، وجلب لهم الضحكات والغبطة.

عندما حدث الزلزال الكبير في مقاطعة سيتشوان عام 2008، شاهد الشاب المريض عبر شاشة التلفزيون عددا كبيرا من ضحايا الزلزال الذين فقدوا أرواحهم في لحظة واحدة ، وشعر ببالغ الحزن والأسف. فأراد عمل شيء قدر المستطاع ليفيد الآخرين . وقرر أخيرا التبرع بقرنية عينيه لمن يحتاج إليها بعد وفاته. كان قراره هذا قد حظي بالموافقة الكاملة والتأييد الكبير من والديه. ثم تم تسجيل رغبة تبرعه هذا في مكان خاص تحت مساعدة جمعية الصليب الأحمر المحلية. وهكذا، وبعد مدة غير طويلة من تقريره، توفي الشاب لان تيان من مرضه العضال. وحسب وصية المتوفى، وضعت قرنيتا عينيه جانبا خلال وقت محدد ، ثم نقلت واحدة منهما بسرعة إلى عين الفتاة واستعيد بصرها من جديد.

بعد أن عرفت الفتاة هذه القصة ، تأثرت تأثرا كبيرا، واتصلت في الحال بوالدي المتوفى تعبيرا عن شكرها الجزيل ومواساتهما لفقدان الابن، ليس هذا فقط، بل حافظت على اتصالاتها معهما حتى الآن وكأنها إبنة لهما. وفي أيام الاحتفال بعيد الربيع التقليدي الصيني عام 2011، أعربت الفتاة ليو عن رغبتها في زيارة والدي الشاب المتوفي لقضاء العيد معهما سويا. لم يوافق معها والداها فحسب، بل اشتريا تذكرة القطار لابنتهما والهدية الخاصة لوالدي الشاب المتوفى، ثم رافقاها إلى محطة القطار المتجه إلى منزل والدي المتوفى .

وفي محطة القطار الأخرى، انتظر أيضا والدان آخران هناك في وقت مبكر استقبالا للفتاة ليو مين هوي التي اعتبراها ابنة جديدة لهما بعد رحيل ابنهما المريض. كانت المقابلة بينهم مؤثرة جدا ومليئة بالمشاعر العميقة، وأول كلمة قالتها الفتاة للوالدين هي : السلام عليكم يا ما ما وبا با العزيزان! أشتاق إليكم كثيرا. وإثر ذلك، سالت دموع التأثر من عيونهم بشكل طبيعي... بقيت الفتاة عشرين يوما في هذا البيت الجديد الذي أحست فيه بكل الألفة والدفء والعناية الدقيقة من كل أفراد الأسرة وكأنها في بيتها . وقبل مغادرتها تعهدت الفتاة بزيارتهم مرة أخرى لاحقا وأنها ستعتني بهما طيلة حياتها.

تقول الفتاة ليو مين هوي للآخرين دائما إنها ترى الآن كل شيء بعين الآخر، وهي سعيدة جدا بمواصلة حياة الآخر في هذا العالم الكائن بهذا الشكل الخاص. كما عبرت مرات عن أملها في أن تصبح طبيبة للعيون في المستقبل، لأنها تعرف كثيرا من المعلومات المتعلقة بالعناية بالعين عندما كانت مصابة بمرض العين لمدة طويلة. لذلك، تعتزم تقديم مساهمة أكبر في مجال علاج أمراض العين ومساعدة الآخرين لإعادة البصر لحياتهم.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي