CRI Online

الخطاط المسلم من قومية الويغور نياز كيرام

cri       (GMT+08:00) 2011-06-16 15:36:53

يمكن القول إن المسن نياز كان مغرما بالخط منذ طفولته، وفي درس من دروس السنة الأولى في المدرسة الابتدائية في نهاية خمسينيات القرن الماضي، قال الأستاذ لجميع الطلاب في فصله إننا نعبر عن مشاعرنا الداخلية بالكلام، والآن نبدأ دراسة الكتابة التي يمكننا من خلالها التعبير عن أفكارنا. لذلك، يجب علينا أن نجيد الكتابة، لأن الكلمات يمكنها أن تعبر عما في قلوبنا.

"يمكن للكلمات أن تعبر عما في قلوبنا"، جذبت هذه الجملة الطفل نياز حينذاك، ثم أصبحت شعاره. ومنذ ذلك الوقت، أصبح نياز شغوفا بالخط، ويعمل عليه منذ خمسين سنة. تجدر الإشارة إلى أن كتابة الخط للغة الويغورية تحتاج إلى استخدام شريحة خشبية صغيرة مغموسة بالحبر، وتجري من اليمين إلى اليسار. ويجب ألا يكون الخط أنيقا واضحا فحسب، بل أن يكون متعادلا في قوة الكتابة. وخلال السنوات الماضية، لا يعرف نياز كم قلما خشبيا استهلك للتدريب على الخط. وبسبب اجتهاده، تمكن نياز من كتابة خط جميل للغة الويغورية وهو في شبابه.

في سبعينيات القرن الماضي، أصدر نياز عملا خاصا بخط الكتابة الجديدة للغة الويغورية. ونشرت دار النشر بمنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور هذا العمل الذي يعتبر الكتاب الوحيد الخاص بالخط ونُشر في منطقة شينجيانغ باستخدام الكتابة الجديدة للغة الويغورية. وقال نياز:

"حتى الآن، ألفت كثيرا من الكتب التعليمية في مجال الخط، أما كتاب (نماذج خط اللغة الويغورية) فهو أول عمل في حياتي، وهو أيضا العمل الذي ركزت فيه المزيد من الاهتمام والجهد."

وفي ثمانينيات القرن الماضي، كان نياز يدرس في كلية اللغة الصينية بجامعة شينجيانغ، حيث قدم عمله الجديد للخط حول الكتابة القديمة للغة الويغورية في صحيفة الشعب اليومية لمنطقة شينجيانغ، والتي تعتبر من أهم الصحف هناك. وعندما قرأ موظفو هيئة التحرير بالصحيفة عمل نياز، شعروا بمفاجأة شديدة. وبعد أسبوع، نشرت هذه الصحيفة ثلاثة أعمال له خاصة بخط اللغة الويغورية، الامر الذي يعتبر سابقة هي الأولى من نوعها. وفي هذا الصدد، قال نياز:

"يمكن القول إن عملي الصادر في صحيفة الشعب اليومية بمنطقة شينجيانغ عام 1983 يعتبر ذكرى معلمية لخط اللغة الويغورية. وأتذكر أنه خلال أسبوع بعد إصداره، تلقيت 72 رسالة لتبادل المناقشات معي حول ما يتعلق بخط اللغة الويغورية."

وخلال التبادلات مع الجميع، وجد نياز أنه بحاجة إلى تأليف كتاب خاص يُعرف الجميع بخط اللغة الويغورية، من أجل تعميمه وسط الشبان. وعبر جهوده، نجح نياز في تأليف أطروحة حول خط اللغة الويغورية. ولقيت بحوثه في هذا المجال تقديرا وترحيبا من قبل الخبراء المعنيين. وعقدت مجلة "الفن في شينجيانغ" ندوة بحثية حول الأمر، وتعتبر أول ندوة حول خط اللغة الويغورية في تاريخ شينجيانغ. وقال نياز في كلمة ألقاها في الندوة :

"يجب علينا أن نستفيد من تقنيات خط اللغة الصينية من أجل تطوير خط اللغة الويغورية."

في الوقت الحالي، تنتشر أعمال نياز لخط اللغة الويغورية في كافة المكتبات والمدارس في منطقة شينجيانغ. وفي مكتبة بمدينة أروموشي حاضرة منطقة شينجيانغ، قالت السيدة قولي التي كانت تختار الكتب حول خط اللغة الويغورية لطفلها قالت لمراسلنا:

"لدي عدد من كتب نياز للخط، وخطه جميل جدا. ويحب جميع أفراد أسرتنا خطه كثيرا. وأرى أنه قد قدم مساهمات كبيرة لتطوير خط اللغة الويغورية."

وفي ختام المقابلة مع مراسلنا، قال المسن نياز :

"سأتقاعد من العمل بعد فترة قصيرة، غير أن سعيي وراء فن الخط لن ينتهي، لقد اعتبرت هذا الفن جزء من حياتي، وأريد أن أقدم المزيد من الأعمال امام الجميع."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي