CRI Online

مسجد آتيغار بمنطقة شينجيانغ

cri       (GMT+08:00) 2011-06-23 14:44:18

 






تعتبر قومية الويغور ثاني أكبر قومية تدين بالإسلام في الصين، وأكبر المبانى الإسلامية في الصين هو مسجد آتيغار الذي يقع في مدينة كاشغر التي جاء معظم سكانها من قومية الويغور.

مراسلو إذاعة الصين الدولية يزورون مسجد آتيغار بمنطقة شينجيانغ

وقد أنشأ مسجد آتيغار عام 1442، ويرجع تاريخه إلى ما قبل 569 عاما، وعلى مساحة 16 ألف متر مربع، وتقارب مساحته ثلاثة ملاعب لكرة القدم. ويتكون المبنى الرئيسي للمسجد من قاعة للصلاة وقاعة لتفسير القرآن الكريم وغيرهما من الأجزاء المختلفة الملحقة بالمبنى الرئيسي وباب المسجد مبني بالطوب الأصفر، ويقترب طول قوس البوابة من 17 مترا، وينتصب على جانبي القوس مأذنتان يبلغ طول كل منهما 18 مترا، ويقف على قمة كل مئذنة هلال. وحول تسمية المسجد بهذا الإسم، قال أحد الموظفين بالمسجد إن إسم "آتيغار" جاء من ترجمة صوتية للغة الويغورية، ويرتبط أصول هذا الإسم بالعيدين الكبيرين لقومية الويغور، حيث قال:

"بمناسبة عيد روزي التقليدي لقومية الويغور، يتجمع ما بين 60 ألف و70 ألف مسلم داخل المسجد لأداء الصلاة، ثم يرقصون رقص "ساما" التقليدي الويغوري في الميدان أمام المسجد للاحتفال بالعيد المبارك. ويأتي بعد ذلك عيد الأضحى حوالي 70 يوما من انتهاء عيد روزي، حيث يقوم الناس بمختلف الانشطة لثلاثة أيام للاحتفال بهذا العيد، ويرقصون أيضا رقص ساما أمام المسجد. لذلك فإن هذا المسجد يدعى ب"آتيغار" بالمعنى (المكان الخاص بأداء الصلاة والاحتفال بالعيد)".

وبرفقة موظف المسجد، زار مراسلنا مسجد آتيغار. وبعد الدخول إلى باب المسجد، هناك دار كبيرة الحجم، وهي مظللة بأشجار ومزدانة بأزهار زاهية الألوان. وتوجد في هذه الدار بعض القاعات لتعليم الشعائر الإسلامية وقيام الأئمة بتفسير القرآن الكريم، بالإضافة إلى حوض كبير يغتسل فيه المسلمون ويتوضأون قبل أداء الصلاة. وبعد مرور الدار، أتينا إلى قاعة الصلاة، وتبلغ مساحتها 2600 مترا مربعا، وتتسع 5000 شخص تقريبا لأداء الصلاة في آن واحد.

وقال كاميلي الذي يعمل في مسجد آتيغار إن الأسلوب العمراني لهذا المسجد يتسم بالخصائص الإسلامية والويغورية التقليدية المشتركة، ويمكننا أن نجد هذه الخصائص في كل أركان بالمسجد، حيث قال:

"مثلا، يمكننا أن نجد الخصائص العمرانية الإسلامية فور مشاهدتنا قوس البوابة. أما القاعتين الداخلية والخارجية للمسجد، فإنهما تتسمان بالأسلوب العمراني الويغوري التقليدي الذي يمكننا أن نجده في المساكن والمباني التقليدية لقومية الويغور."

أصبح مسجد آتيغار أول خيار سياحي للزيارة في مدينة كشغار، وتجاوز عدد الزوار للمسجد 70 ألف شخص خلال العام الماضي. وفي هذا الصدد، قال أحد موظفي المسجد كاميلي إن فتح المسجد يفيد لتعريف المزيد من الناس بالتاريخ والثقافة والشعائر الإسلامية، مما أسهم في انتشار وتطور الإسلام، حيث قال:

"قال العديد من الزوار إنهم من خلال زيارة هذا المسجد، تعرفوا على المزيد من المعلومات والثقافات الإسلامية، ويرون أن الثقافة الإسلامية ثقافة عريقة وجميلة."

جذب مسجد آتيغار عددا كبيرا من زعماء الدول الإسلامية والسفراء العرب العاملين لدى الصين لزيارته، وبينهم ثلاثة رؤساء لإيران، وأهدى أحدهم سجادة فارسية للمسجد وتعتبر شهادة للصداقة بين الصين وإيران.

وفي الوقت الحالي، أصبح مسجد آتيغار رمزا لمدينة كشغار، وقال الشاب محمد تورشيون من قومية الويغور إنه فخور جدا بوجود هذا المسجد الكبير في مسقط رأسه، حيث قال:

"بالنسبة لأبناء قومية الويغور، إن أكبر أمنية في قلوبنا هي السفر إلى مكة المكرمة لاداء فريضة الحج. وهذا المسجد له تاريخ عريق، فأعتقد أن القيام بأداء الصلاة فيه شرف عظيم، وأشعر بفخر كبير بالعيش في مدينة كاشغار التي يوجد فيها هذا المسجد الكبير والعظيم."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي